أكتب هذا المقال قبل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية.. والتى سيعلن فيها أول رئيس مصرى منتخب منذ ألف عام.. تهنئة حارة للرئيس الجديد الذى سيرأس الجمهورية الثانية.. ونقول له كان الله فى عونك.. فالهم كبير والمشاكل أكبر ولكن على الرئيس أن يبدأ منذ إعلان نجاحه ودعوته للمشاركة فى بناء الوطن.. وعليه أن يمد يده لكل المصريين من كل الاتجاهات والأطياف لبناء دولة مدنية حديثة تقوم على دستور عصرى.. لتصبح مصر الجديدة فى مصاف الدول المتقدمة والشعب المصرى العظيم سيلتف حول رئيسه أياً كان اسمه إذا شعر بأن الرئيس قد عزم كل العزم على المصالحة الوطنية واحتواء كل القوى والتيارات.. أما إذا كان الرئيس ستقوم سياسته على الإقصاء والاستبعاد، فهذه بداية النهاية للرئيس الجديد. وما يثار الآن ويقلق شريحة واسعة أن الرئيس القادم سيقوم بإقصاء 34 ألف قيادة وهى مفاصل الدولة المصرية وسيقوم باستبدالهم بأهل الثقة وستكون هذه القيادات فى الحكم المحلى من رؤساء قرى ومدن وأحياء وسكرتيرى عموم أحياء ووكلاء وزارات ومديريات ورؤساء مرافق وأعضاء مجالس إدارات ومؤسسات وإذا فعل الرئيس الجديد هذا فهذه بداية النهاية له وللدولة المصرية.. لأن الإحلال والتجديد لا يكون بهذا الأسلوب وإذا كانت هناك عناصر فاسدة أو ضعيفة فعليه تقويمها بالتدريج وليس الاستبعاد الفجائى لصالح تيار بعينه أو بأهل الثقة. فالكفاءة والقدرة على الإدارة هى المقياس.. أقول هذا مخلصاً.. ولست منافساً أو طامعاً.. ولكن أقولها لوجه الله.. فالرئيس عندما يكون قدوة للمصريين جميعاً بالتأكيد ستكون الصورة أفضل.. أما إذا كان الانتقام والإقصاء والاستبعاد والاختيار على المزاج والهوى وتقديم فواتير.. فهذا هو اللعب بالنار بعينه.. على الرئيس القادم أن يلم شمل المصريين الذين تفرقت بهم السبل.. وأصبح الاختلاف والعنف حتى فى الحوار هو سيد الموقف.. على الرئيس أن يعيد الهوية المصرية للشعب المصرى.. وأن يتمسك بثوابت الدولة المصرية العريقة وأن يغلب المصالح العليا وأمن مصر القومى وسيادة القانون. وأن يتبع ما فعله الرسول عليه الصلاة والسلام عندما فتح مكة وقال لأهل قريش الذين عادوه وقاتلوه وآذوه: «ما تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم.. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء» والتفوا حوله وبنوا دولة عظيمة.. أكرر المصالحة الوطنية يجب أن تكون أولى أولويات الرئيس القادم.. أياً كان حتى يرسل رسالة للعالم كله أن شعب مصر.. شعب عظيم ورئيسه يسعى للبناء وليس الهدم.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد!! [email protected]