كتب : خالد يوسف .... الشريعة لم تأتى لتطبقها جماعة معينة أو حزب بعينه، ولكنها نزلت لكل مسلم، ليطبقها على نفسه أولا، وفي سلوكه، وفى بيته، وفى جيرانه وعشيرته، فكل مسلم راع، وكل مسلم له دولته الخاصة ورعيته التي يطبق فيها أمر الله قبل أن يتوجه بالأمر إلى غيره، ويقول الله تعالى فى آياته الكريمة «ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون» والشريعة ليست مجرد حدود تطبق على المخالفين لأحكامها، فالعدل والأخلاق والرحمة والعلم والعمل شريعة الله، لكن أحيانا يتم تصوير الأمر على خلاف الحقيقة، انظر ماذا فعل النميرى فى السودان، والخومينى فى إيران، وغيرهما من الحكام الذين يرفعون عصا الشريعة، والحقيقة أن هؤلاء الناس لا يريدون تطبيق شريعة الله، بل يريدون أنفسهم حكاما، والشريعة بريئة من هؤلاء الذين يتملقون لشعوبهم باسم الدين، فهم كما قال على بن أبى طالب «يقولون قولة حق أريد بها باطل» فعلينا جميعا أن نعى الفرق بين من يريدون تطبيق أصول الدين بشكل صحيح، وبين من يتاجرون باسم الدين « وما أقول هذا الكلام إلا حبا فى الشريعة، وتمسكا بها، وخوفا عليها من سؤء النيات والمتاجرة بها.