فى غفلة من الأجهزة الرقابية، تحولت غالبية شوارع مصر إلى مقالب لمخلّفات البناء وجبال القمامة التى تلقى ليلا ونهارا، لدرجة خرجت عن سيطرة الأجهزة المحلية.. «أكتوبر» رصدت هذه الكارثة المحدقة، والتى تمتد توابعها لتؤثر على الصحة والبيئة والمرور، حيث استمعنا إلى شكاوى المواطنين، وفتحنا ملف الأزمة مع المسئولين.. وناقشنا أعضاء فى البرلمان بحثا عن حل ينقذ المواطنين من عمليات الاغتيال المستمرة لشوارع مصر..فى البداية يقول يوسف بخيت من العمرانية إن هذه المشاكل تعانى منها كل أحياء الجيزة مثل القمامة ومخلّفات البناء الصلبة والتى يتركها الأهالى بالشوارع والطرق الرئيسية ورغم قيام نحو 40 سيارة تابعة لحى العمرانية والمحافظة بنقل تلك المخلفات فإن الأهالى يلقون غيرها فورا. وأضاف بخيت أن تدهور الاوضاع بالعمرانية يعود فى الأساس الى غياب الأمن وعدم وجود الرادع القوى لذا نحتاج لوجود الشرطة العسكرية بجانب الشرطة حتى يتم بسط السيطرة على شوارع العمرانية خاصة أن بها نسبة اشغالات عالية جدا. ويقول أحمد حبيب وهو أحد سكان حى شرق شبرا الخيمة إن بقايا الردم انتشر بعد الثورة بشكل مبالغ فيه حتى فى الشوارع الرئيسية بالحى مما أدى الى صعوبة الحركة المرورية واقترح ان تقوم مختلف الأحياء بعمل اسبوع للنظافة وتساعد الأحياء بعضها البعض فى المعدات والعمالة على ان يقوم الحى بعمل استراتيجية لنظام العمل بالأماكن المتواجدة بها القمامة وبقايا الردم. جريمة ليلية ويضيف سمير فرج من شبرا الخيمة ان عربات الكارو هى السبب فى هذه الجريمة لأنها تأتى ليلا لتلقى بمخلّفات الردم وكسر البلاط فى عرض الشوارع وعندما يحاول الحى رفع تلك المخلفات بعربات البلدوزر لا تمر أيام قليلة حتى تتراكم المخلفات مرة أخرى وشدد على ضرورة القضاء على عربات الكارو ومحاسبة المقصّرين فى رفع القمامة كما ناشد الأحياء بتشجير جانبى الطريق للاستفادة منه او استثماره بعمل جراج للسيارات. ومن جانبه يقول اللواء محمد العدوى رئيس حى شرق شبرا الخيمة إنه ستتم مواجهة كل تلك المخلفات بكل حزم حسب الامكانات المتاحة وأشار العدوى إلى أن انتشار المخلفات وبقايا الردم بعد الثورة اصبح ظاهرة بكل المحافظات وأكد على ان محافظة القليوبية فى حالة تأهب لرفع المخلّفات وبقايا الردم التى تعوق المرور وتهدر الوقت وناشد المواطنين بالحى الابلاغ عن أى شخص يقوم بإلقاء المخلفات بالطرق لتقديمه الى النيابة العامة ودفع غرامة مالية 200 جنيه وقد تصل الى الحبس. وأكد د. مجدى الغباشى رئيس حى العمرانية أنه قد تم تأجير أعمال النظافة لتسع شركات نظافة بحيث تقوم كل شركة من هؤلاء بتنظيف قطاع واحد بعد أن تم تقسيم الحى الى تسعة قطاعات كما نقوم أيضا برفع المخلفات الصلبة من الشوارع والطرق ومعظمها من مخلفات البناء ورغم أننا نبذل ما فى وسعنا لإزالة تلك المخلّفات فإننا نفاجأ بوضع البعض لهذه المخلّفات مرة أخرى مما يعنى أننا نعمل فى حلقه مفرغة فضلا عن تحمل الحى وحده لأعمال الرفع على مدار اليوم. إذا فلابد من وجود تشريعات وقوانين تجّرم ذلك لمنعها من الاساس وهذا بلاشك سلوك سىء من أصحاب سيارات النقل ينبغى التصدى له بحسم أما رفع الاشغالات من الشوارع فهذا تم أيضا بعد فترة انقطاع طويلة بعد الثورة خاصة فى شارع الهرم أما فى شارع مستشفى الصدر فان الأمور معقدة نوعا ما ولا تستطيع أجهزة الشرطة وحدها إزالة السوق الموجود بالشارع بل تحتاج الى مساندة الشرطة العسكرية لأن بعض موظفى الحى قد تعرضوا لاعتداءات من بعض البلطجيه الذين لايرغبون فى عودة النظام الى الشارع. غياب الرقابة و يرى د. سالم شنب عضو مجلس الشعب عن حزب المصريين الأحرار أن سبب تفاقم أزمة مخلفات مواد البناء والمواد الصلبة بأغلب شوارع مصريرجع إلى عدم وجود سياسة الثواب والعقاب وعدم وجود رقابة أو إقرارأحكام صارمة على المخالفين. هذه الأزمة لا تتحملها الحكومة بمفردها بل هى فى الأساس سلوكيات شعب فمصر الآن تشهد انفلاتا أمنيا وفوضى عامة وعشوائية فى كل المجالات ويجب تفعيل القانون ويتم فرض غرامة على كل مخالف بما فى ذلك المواطنون الذين يقومون بإنشاء مطبات فى الشوارع بشكل مفاجئ أمام بيوتهم لأن الوضع الحالى يحتاج الى الرقابة والحساب والعقاب والضرب بيد من حديد على كل مخالف حتى نستطيع أن نقضى على تلك السلوكيات غير المتحضرة وهى حتى لم تعد موجودة فى كل دول العالم الثالث غير مصر حتى الدول العربية سبقتنا فى ذلك بكثير وأصبحت شوارعها نظيفه جدا. مشكلة المخلفات الصلبة لا تحتاج الى قانون جديد لكن تحتاج الى تفعيل القانون القديم. ومن جانبه يقول النائب أبو العز الحريرى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إن محافظة الاسكندرية والتى ينتمى اليها شهدت بعد الثورة تدهورا كبيرا وامتلأت شوارعها ببقايا بناء العمارات وتكدست فى الطرق. وأكد الحريرى أن الاحياء لا تعمل ولا تهتم بإزالتها حتى من الشوارع الرئيسية واضاف انه فكر فى طريقة للاستفادة من تلك المخلّفات وذلك بإعادة تدويرها لاستخدامها مرة اخرى فى شكل طوب يتم استخدامه فى البناء من جديد وهذا كبديل عن تجريف الأرض الزراعية إلا أن ما يحزنه هو عدم استغلال أفكار الشباب لحل المشاكل التى تواجه مصر خاصة ان هناك مئات بل آلاف من براءات الاختراع تمثل آلاف الحلول لمشكلة المخلفات ولا تتم الاستفادة منها.