لقائى الأول معها ومعه كانت فى صيف 2008 أى منذ أربع سنوات تقريبا.. عندما دخلت الغرفة وهى تحمله على ذراعيها.. وبمجرد النظرة الأولى ترى عينيه الصغيرتين الضاحكتين لا تستطيع أن تهرب منها.. كانت نظرتى له غريبة عليه جعلته يختبئ فى صدر أمه.. نظرت إليه لمحت ذراعه اليسرى الملفوفة بشاش جعلنى ذلك أشعر بألم داخلى.. هذا الألم تنامى وكبر حتى أننى شعرت بالإشفاق على أمه التى من المؤكد أن قلبها يتمزق عليه.. قالت تزوجت منذ سنوات عدة كنت الزوجة الثانية وبالرغم من ذلك كنت راضية أنجبت البنت والولد.. وعندما حملت لثالث مرة كانت فرحتى كبيرة وخاصة أنه ولد وسوف يعزز ويقوى الروابط مع الزوج.. ولكن «يافرحة ما تمت».. أيام قليلة عاشتها كالحلم الجميل.. ولكنها استيقظت منه على واقع مرير.. جاء اليوم السابع الذى حددته مع زوجها لإجراء عملية الطهارة للطفل حملته إلى الطبيب وتركته مع الممرضة لحظات وشعرت أن هناك شيئا ما يحدث داخل الغرفة مر وقت طويل وهى تنتظر كادت تموت من القلق حتى طلبها الطبيب لتأخذ الطفل وهنا أخبرها أنه قد أصيب بنزيف يحدث عادة فى بعض الحالات ووصف لها بعض الأدوية ثم طلب منها العودة مرة أخرى بعد يومين ليتأكد أن كل شىء تمام وأن الطفل بصحة جيدة.. حملت طفلها وعادت للمنزل ولكنها لاحظت أن الطفل مازال ينزف بعض الشىء.. كانت تريد العودة مرة أخرى للطبيب..ولكن اسرتها نصحتها بالانتظار لليوم الثانى.. وما جاء اليوم التالى حتى حملته وذهبت للطبيب وخاصة أن حالته كانت كما هى.. طلب منها الطبيب إجراء تحليل دم سريعا.. جرت إلى معمل التحاليل الذى أظهر أن الطفل يعانى من سيولة فى الدم ولذلك يحتاج إلى إجراء تحاليل بالمعامل المركزية لوزارة الصحة للتأكد من التحليل وما هى إلا ساعات قليلة وكانت الأم تحمل وليدها الذى لم يتجاوز الأيام العشرة لإجراء التحليل كما طلب الطبيب.. وبالفعل تأكد أنه مصاب بهيموفيليا أو سيولة فى الدم وأن عليها أن تكون حريصة فى التعامل معه وتراعى عدم تعرضه للسقوط أو الخبطات أو يجرح بأية طريقة وإلا أصيب بنزيف حاد لن يتوقف إلا بدخوله للمستشفى وحصوله على جرعات أدوية للتجلط.. وشعرت الأم بالألم من أجل طفلها.. ولكنها سلّمت أمرها إلى الله.. حوّلها الطبيب إلى مستشفى أبو الريش للأطفال وهناك أكدت لها طبيبة أمراض الدم أن الطفل سيحتاج إلى حقن (فاكثور8) وأنها غير متوافرة بالمستشفى لأنها غالية الثمن ويصل ثمنها إلى 500 جنيه وهو على الأقل يحتاج من ثلاث إلى أربع حقن شهريا بخلاف الحالات الطارئة عند النزف لا قدر الله، أسقط فى يدها عادت تخبر الزوج الذى كان رده الوحيد أنه ترك البيت بما فيه ومن فيه وذهب بعيدا عندما حاولت أن تتفاهم معه كان جوابه أنه لا يملك هذا المبلغ المطلوب ولا يستطيع أن يوفره وعليها أن تبحث عن وسيلة لتوفيره أو تترك الطفل لربه يتولاه.. ولكنها رفضت هذا المنطق وبدأت تبحث عن حل.. فالطفل لا ذنب له.. ولم يقترف إثمًا حتى تتخلى عنه.. حاولت أسرتها المساعدة.. ولكن المبلغ كبير جدا على أسرة تعيش تحت خط الفقر وكانت رحلة العذاب التى تحياها الأم وطفلها تحمله على كتفها وتدور هنا وهناك بحثًا عن مخرج.. وعندما جاءت الأم لصفحة مواقف إنسانية تبكى حال طفلها وتطلب توفير هذه الحقن.. واستطعنا فى ذلك الوقت بفضل الله وبتعاون فاعلى الخير أن نوفر هذه الحقن.. وقامت إحدى السيدات الفاضلات والتى كثيرا ما كانت تتعاون معنا وتكفل حالات كثيرة أن تغطى بعض نفقات هذه الحقن للطفل إلا أن الأم اتصلت بى منذ أسبوع وهى تبكى فهى فى حاجة لتوفير العلاج لأن حالة الطفل صعبة ومن كان يساعدها من فاعلى الخير فبسبب الحالة الاقتصادية التى تمر بها مصر ومن يعمل بها فقد أصبح من الصعب عليها توفير العلاج.. وعدتها بنشر الحالة لعلنا نجد من يساعدها فمن يرغب الاتصال بنا..