لم يكف عذابها بالمرض، بل زادها عذابا بعذاب.. عندما تزوجها كانت حلمه وحياته التى يسعى إليها.. وكان هو كل شىء فى حياتها.. أضاءت له أصابعها شمعا ومع كل ريح كانت تمر على حياتهما تميل معها حتى تعبر.. وتظهر شمس السعادة مرة أخرى.. ولكن الرياح هذه المرة كانت عاتية كالأعاصير.. أخذت معها كل شىء حتى الزوج.. بدأت ظواهر الرياح بعد سنوات من عمر زواجهما.. وبعد أن رزقهما الله بولدين وبنت.. فبعد أن كانت تصحو من النوم فى غاية النشاط والحيوية لتعد طعام الإفطار للأولاد قبل الخروج إلى المدرسة.. وتساعد الزوج وهو يستعد للخروج إلى عمله.. بدأت تشعر بالكسل والوهن.. شعرت بآلام فى جميع أنحاء جسدها الذى ظهرت عليه النحافة.. ثم بدأت الآلام تتزايد وتتركز فى أسفل البطن.. أعمالها المنزلية أصبحت عبئاً عليها.. أصبحت غير قادرة على أن تراعى أطفالها.. بدأ الزوج فى التذمر من آلامها.. أصيبت بنزيف.. لم يفكر فى أنها تحتاج إلى العرض على الطبيب الذى لفت نظره لذلك بعض المعارف.. طلب منها الذهاب إلى المستشفى وكأنها كانت تنتظر هذا التصريح وذهبت.. أول الأمر شخص الأطباء مرضها على أنه التهاب بالقولون وتحتاج إلى بعض الأدوية والمسكنات التى لم تفلح معها.. وزاد النزيف عادت مرة أخرى للمستشفى طلبت منها الطبيبة تحاليل وأشعة وكان التشخيص الأخير أنها مصابة بورم سرطانى بالرحم.. حاول الأطباء العلاج ولكن كان علاجها الوحيد الاستئصال.. عاشت فى رعب وخوف.. كادت تموت من الصدمة كانت تنام على السرير وترى وجه الزوج متجهما.. تهرب عيونه من عيونها.. كانت حزينة من أجله فهو يعتمد اعتمادا كليا عليها فى إدارة شئون البيت والأسرة وها هو ذا يراها نائمة لا حول لها ولا قوة.. دخلت غرفة العمليات وخرجت بعد استئصال الرحم.. فاقت من غيبوبتها نظرت حولها تبحث عن عيون الزوج، ولكن لم تجدها.. يوم والثانى وهى تبحث واضطرت للسؤال.. وبدأ الأهل ينتحلون الأعذار الكاذبة لها.. ولكن كانت الحقيقة الوحيدة والمؤلمة أنه هرب منها ومن مسئوليته تجاهها وتجاه أطفالها الثلاثة.. خرجت من المستشفى لتعيش تحت العلاج لشهور.. ومن كان يقف بجوارها اليوم تخلى عنها اليوم الثانى وهكذا عاشت تلاطم الأمواج واضطرت إلى ترك الشقة التى كانت تعيش فيها مع زوجها، فهى لا تستطيع دفع إيجارها.. عادت لتعيش مع أبيها فى حجرة صغيرة وصالة.. إنها تغرق فى بحر المرض وأطفالها فى حاجة لمصاريف وهى لا تجد سوى 185 جنيها كل ما تحصل عليه من وزارة الشئون الاجتماعية، فهل تجد من يقف بجوارها ويساعدها فى استكمال مسيرة الحياة الصعبة؟ من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.