بعد إصدار مجلس الشعب توصياته باستخدام الغسيل البريتونى الخاص بمرضى الفشل الكلوى أول الشهر المقبل «إبريل» وجد الكثير من المرضى بأنه الحصن الأخير الآمن لحالات الفشل الكلوى خاصة مع غير القادرين على الذهاب 3 مرات أسبوعيا للمستشفى، إلا أن بعض الأطباء كشفوا عن وجود مشاكل خطيرة تواجه هذا النظام على رأسها التلوث وعدم استخدامه أكثر من 5 سنوات لأنه يدمر الغشاء البريتونى بالجسم بالإضافة إلى النظام الذى تتبعه وزارة الصحة والذى قد يؤدى إلى وفاة أغلبية المرضى عند الاعتماد على الأجهزة الأرخص ثمنا وليس الأكثر جودة.. والغسيل البريتونى هو أحد أنواع الغسيل والوسائل الطبية لعلاج حالات الفشل الكلوى المزمن والتى تعتبر فعالة لإخراج السموم والسوائل الضارة من جسم المريض حيث يتم الغسل البريتونى من خلال الغشاء البريتونى والذى يعد مثاليا لعملية التصفية لأنه غنى بالشعيرات الدموية والأوعية الليمفاوية ويتم إجراء عملية بسيطة لوضع قسطرة عبر جدار البطن مهمة لعمل الغسيل البريتونى ويمكن تثبيتها فى جدار البطن تحت المخدر الموضعى، لكن الغسيل البريتونى والغسيل بالدم متساويان من ناحية الكفاءة فى التخلص من السموم. تكلفة متساوية من ناحيته أكد الدكتور أكرم الشاعر رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب أنه سيتم تطبيق العمل بالغسيل البريتونى من أول الشهر المقبل فى 5 مراكز بالقاهرة والإسكندرية والمنصورة وسوهاج ودمنهور مؤكدا على توفير الغسيل البريتونى كمساعد للدموى لأنه نوع جديد يحتاج إليه عدد كبير من مرضى الفشل الكلوى بمصر وأوضح الشاعر هناك بعض الحالات التى تحتاج للدموى والبعض الآخر يحتاج للبريتونى لافتا إلى وجود 44 ألف مريض بالفشل الكلوى فى مصر. وعن زيادة تكلفة البريتونى أكد الشاعر على أن البريتونى يتم إجراؤه مرة واحدة شهريا، أما الدموى فيتم إجراؤه 3 مرات أسبوعيا مضيفا إذا حسبنا تكلفة ذهاب المريض نجد أن تكلفة «البريتونى» قد تساوى الدموى. فيما أكد الدكتور إسماعيل راضى أستاذ جراحة الكلى كلية الطب قصر العينى أن الغسيل البريتونى ليس بديلا للغسيل الدموى وذلك لوجود دواعى استخدام لبعض الحالات تحتاج الغسيل البريتونى وأخرى تحتاج للدموى مشيرا إلى وجود بعض الحالات لا تستجيب للغسيل البريتونى. أما الدكتور حسن محمد أستاذ أمراض الباطنة والكلى أكد أن استخدام نظام الغسيل البريتونى بدلا من الغسيل الكلوى الدموى المعتمد فى مصر يعد خطوة ناجحة للقضاء على مشاكل «الدموى» الصحية الخطيرة. وأضاف من مميزات البريتونى أن المريض يقوم بإجراء متابعة مع طبيبة مرة واحدة شهريا على العكس من الغسيل الدموى الذى يقوم على بناء وحدات مجهزة يضطر المريض للحضور إليها 3 مرات أسبوعيا لإجراء جلسات الغسيل الكلوى مشيراً إلى أنه يجب تدريب الأطباء والتمريض على هذا النظام حتى يقوموا بمساعدة المرضى. وفيما يتعلق بارتفاع تكلفة الغسيل البريتونى أوضح أنه بالنظر للتكلفة غير المباشرة لكل من الغسيل الدموى والغسيل البريتونى نجد أن البريتونى هو الأقل تكلفة حيث إن معدل دخول مرضى الدموى إلى المستشفيات يفوق دخول مرضى البريتونى 10 مرات فى الوقت الذى يكلف فيه علاج المريض الواحد من مرضى فيروس سى المنتشر بين مرضى الفشل الكلوى الذين يتلقون علاجهم وفقا للغسيل الدموى 40 ألف جنيه بالإضافة إلى أن جراحات زراعة الكلى عند إجرائها لمرضى البريتونى تحقق نتائج أفضل 5 مرات من مرضى الدموى وذلك لأن الغسيل البريتونى لا يتلف الجزء السليم المتبقى من أنسجة الكلى التالفة كما يحدث بسبب الغسيل الدموى لتكرار خروج الدم وإدخاله مرة أخرى لجسم المريض. مشاكل خطيرة ومن جانبه أوضح الدكتور هشام رشاد مدير وحدة الكلى بالمجموعة المصرية أن الغسيل البريتونى معروف عالميا قبل الغسيل الدموى واخترعه القدماء المصريين وأنه يتم استخدامه فى العالم كله ولكن ليس له الأولوية مضيفا أنه بديل للغسيل الدموى فى بعض الحالات كمرضى الأوعية الدموية وذلك لأن الغسيل البريتونى يحتاج إلى أوردة قوية ومعدل ضخ عالى بالإضافة الى مرضى فشل القلب والمرأة الحامل والأطفال. وأضاف أن للدموى مميزات وهى إمكانية استخدامه لمدة 40 سنة أما البريتونى فلا يمكن استخدامه أكثر من 5 سنوات وذلك لتأثيره على تدمير الغشاء البريتونى الطبيعى داخل جسم الإنسان لافتا إلى أن «البريتونى» يواجه مشاكل خطيرة وهى التلوث أثناء إجراء عملية الغسيل لوجود فتحة لإدخال وإخراج المحاليل عند تعرضها للهواء تتلوث لدخول الميكروبات داخل الجسم مما يؤدى إلى عدوى تسبب وفاة المريض إلا أن التكنولوجيا الحديثة تقلل معدل تعرض الغشاء البريتونى للهواء الخارجى خاصة وأنه يجرى 4 مرات فى اليوم الواحد بمعدل 1636 مرة فى السنة لذلك لابد من الحكومة أو وزارة الصحة أن تستخدم أحدث التقنيات للغسيل البريتونى وأكثرها أمانا لمنع تعرض المرضى للخطر. وأكد على أن تطبيق الغسيل البريتونى فى مصر هى خطوة للأمام لكن باستخدام النظام السليم لأنه فى غاية الدقة والخطأ يعرض حياة المرضى للخطر. كاشفا عن وجود خطر يواجه المرضى عند الاعتماد على الأكياس البلاستيك فى الغسيل البريتونى وذلك لأن البلاستيك يتفاعل مع المحاليل وعند تعرضه لأشعة الشمس يسبب السرطانات لذلك لابد أن تتوافق المحاليل أيديولوجيا مع المريض. وأشار إلى أنه قام بتقديم مقترح على وزارة الصحة للاعتماد على النظام السليم فى استخدام الغسيل البريتونى منعا لحدوث كارثة وهى وفاة نصف المرضى خلال شهر واحد لو تم الاعتماد على نظام خاطئ. مشكلة التلوث أما الدكتور عبد الحميد أباظة مساعد وزير الصحة للشئون الفنية والسياسية أكد أن لجنة الصحة بمجلس الشعب أصدرت توصيات بضرورة تفعيل الغسيل البريتونى لمرضى الفشل الكلوى مما أدى إلى تشكيل لجنة برئاستى وأعضاء من أساتذة الكلى لدراسة اقتصاديات استخدامه بالإضافة إلى حساب الفئة المستفيدة ودراسة كل الملابسات الطبية والمالية مشيرا إلى أنه يتم دراسة كيفية إدراجه لنظام العلاج على نفقة الدولة من عدمه موضحا أن الغسيل البريتونى مستخدم من عشرات السنين فى بعض المستشفيات كمستشفى أحمد ماهر ومستشفى الساحل ومعهد الكلى بالمنصورة. وعن التكلفة أكد أباظة على ارتفاع أسعار المحاليل والوصلات المستخدمة فى الغسيل البريتونى لأنها مستوردة بالإضافة إلى وجود مشكلة يجب مراعاتها وهى تعرض المرضى للتلوث بالإضافة إلى الظروف النفسية والبيئية التى تقلل استخدامه. وأشار مساعد الوزير إلى قيام أحد أطباء دمنهور بصناعة وصلات للغسيل البريتونى أرخص من المستوردة وقامت وزارة الصحة بمساعدة الطبيب فى الحصول على براءة اختراع لإنتاج هذه الوصلات فى مصر من خلال إحدى الشركات المصرية. وتابع أباظة أن نتائج علاج الغسيل البريتونى أقل بكثير من نتائج الغسيل الدموى لكن يتم استخدامه فى حالات معينة وهى الأطفال ومرضى الأمراض العقلية والصرع والمرضى غير القادرين على الحركة ومرضى الأوعية الدموية وغير القادرين على عمل تصفية دموية.