أثارت موافقة مجلس الشعب على تقرير لجنة الشؤون الصحية والبيئة بتعميم تجربة الغسيل الكلوى البريتونى «الغسيل المتنقل» جدلا حول تكلفة المشروع على الحكومة وتوقيت البدء فيه، وما إذا كان سيعود بالنفع على عدد كبير من المرضى أم سيقتصر على فئة معينة. قال الدكتور عبدالحميد أباظة، مساعد وزير الصحة للشؤون السياسية، رئيس «اللجنة العليا للكلى»، إن الوزارة حتى الآن لم تصلها توصيات لجنة الصحة بمجلس الشعب رسمياً، وحينما تصل سيبدأ على الفور تنفيذ تطبيق المشروع فى 5 مستشفيات هى «أحمد ماهر» و«معهد المطرية» و«الساحل» و«دمنهور التعليمى» و«سوهاج»، مشدداً على أنه لن يتم تعميمه لارتفاع تكلفته. وأوضح «أباظة»، فى تصريح ل«المصرى اليوم»، أن مشكلة الغسيل البريتونى فى ارتفاع تكلفة المحاليل والوصلات، مشيراً إلى أنه تمت مخاطبة القوات المسلحة للمساعدة على توفير المحاليل، وأنه تمت الموافقة على أن تقوم شركة النصر القابضة بعمل خط إنتاج للغسيل البريتونى. وأضاف أنه منذ أكثر من 4 سنوات تم تصنيع وصلات المحاليل محلياً وسجلت كبراءة اختراع، منوهاً بأن هيئة المستشفيات برئاسته تطبق الغسيل البريتونى منذ عام 2008. وأشار إلى أن قرار تطبيقه فى مصر ليس قراراً إدارياً وإنما هو قرار مبنى على رأى لجنة علمية موثقة. وذكر «أباظة» أن الغسيل البريتونى لن يستخدمه جميع مرضى الفشل الكلوى، وإنما مجموعة معينة من المرضى من الأطفال أو المصابين بنزيف فى المخ، أو من لديهم مشاكل فى الأوردة، مشيراً إلى أن الغسيل البريتونى سيقوم به المريض داخل منزله دون الذهاب إلى المستشفيات كما يحدث فى «الغسيل الدموى». وذكر أن الغسيل البريتونى سيتم عن طريق محلول يتم إدخاله إلى الجسم بواسطة البريتونى عبر ثقب فى البطن، و«يتم بذلك الغسيل». وأوضح أن الغسيل البريتونى به مزايا وعيوب، حيث إن تكلفته تصل لأربعة أضعاف الغسيل العادى، حيث تتكلف الجلسة 400 جنيه، كما أنه يحتاج إلى درجة تعقيم عالية جداً، لأنه فى حالة حدوث أى تلوث أثناء الغسيل سيتسبب فى إصابة المريض بالالتهاب البريتونى ووفاته فى الحال. وأكد أن تطبيق هذا الغسيل يجب أن يتم على مراحل، خاصة أن السائل المستخدم خلاله سيتم استيراده من الخارج، وسيتم التعاقد مع المصانع المنتجة له حسب المرضى والذين سيستخدمونه. وشدد على أنه لابد من تدريب للمرضى الذين سيقومون بتطبيق الغسيل البريتونى قبل الخضوع له. من جانبه، قال الدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلى فى مصر، إن الغسيل البريتونى ليس نظاماً مستحدثاً أو تجربة جديدة ستعممها الحكومة، بل هو موجود من حوالى 20 عاماً، وله فائدة كبيرة فى حالات كثيرة لبعض المرضى، وأولهم مرضى السكر. وأشار إلى أنه لا فائدة من تعميم استخدام الغسيل البريتونى فى المستشفيات «لأنه يستخدم فى إطار ضيق بالمستشفيات والفائدة منه من خلال استخدامه مع مرضى الغسيل المستمر فى البيوت»، موضحاً ارتفاع تكلفة استخدامة فى سعر المحاليل المستخدمة. وطالب «غنيم» بضرورة عمل أبحاث على المرضى قبل الموافقة لهم على الغسيل البريتونى وتوفير الأجهزة اللازمة لهم، وذلك للتأكد من توفير طريقة للتعقيم جيدة، لأن ذلك قد يسبب التهابات شديدة تجعل حالة المريض تتدهور. وذكر الدكتور أسامة الشحات، استشارى أمراض الكلى، أن الغسيل البريتونى هو إحدى الوسائل لعلاج حالات الفشل الكلوى المزمن التى تعتبر فعالة لإخراج السموم والسوائل الضارة من جسم المريض، مشيراً إلى أن الغسيل البريتونى يتم من خلال الغشاء البريتونى الذى يعد مثالياً لإجراء عملية الاستسقاء حيث يتميز بمساحة سطح كبيرة، كما أنه غنى جدا بالشعيرات الدموية والأوعية الليمفاوية. ولفت إلى أن إجراء عملية بسيطة لوضع قسطرة عبر جدار البطن مهمة لعمل الغسيل البريتونى، ويمكن تثبيتها فى جدار البطن بعملية صغيرة أو بمنظار أو تحت المخدر الموضعى.
