براتب 7000.. العمل تعلن عن 2772 وظيفة في 9 مُحافظات    مساندة الخطيب تمنح الثقة    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    محافظ كفرالشيخ يتابع جهود حملات إزالة الإشغالات ورفع كفاءة الشوارع بسيدي سالم ودسوق    ارتفاع معدلات توريد القمح المحلي بالبحيرة إلى 193 ألف طن    دول مجلس أوروبا تعتمد اتفاقية بشأن الذكاء الاصطناعي    «تقدر في 10 أيام».. موعد مراجعات الثانوية العامة في مطروح    بورصة الدواجن اليوم الجمعة 17-5-2024.. «اعرف الفراخ البيضاء بكام»    عاجل.. تنبيه مهم للمتقدمين بطلبات تصالح على مخالفات البناء    عضو «حقوق الإنسان»: دعم مصر لجنوب إفريقيا أمام «العدل الدولية» جاء في توقيت مهم    «الصحة العالمية»: الوضع الطبي في قطاع غزة كارثي.. ويجب وقف إطلاق النار فورا    97 اتصالا و4 قمم.. جهود الرئيس على مدار 7 شهور لدعم القضية الفلسطينية    غداً.. الثامنة مساءاً| جوميز يحشد الأسلحة الفتاكة.. ويحذر من تكرار الأخطاء    الشرطة يبحث عن اعتلاء قمة دوري نجوم العراق من بوابة كربلاء    تصريحات مثيرة من جوارديولا قبل مواجهة مانشستر سيتي ووست هام الحاسمة    رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم : نطالب بتطبيق قوانين الفيفا على الاحتلال الإسرائيلي بشأن المباريات الدولية    ضبط 39 ديلر بحوزتهم مخدرات وسلاح بالمرج    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    «جمارك القاهرة» تحبط محاولة تهريب 4 آلاف قرص مخدر    جوري بكر تعلن انفصالها بعد عام من الزواج: استحملت اللي مفيش جبل يستحمله    أحمد التهامي يهنئ الزعيم عادل إمام بعيد ميلاده    انتهاء حفل ختام مهرجان المسرح وإعلان الجوائز بجامعة القناة    أحمد السقا: يوم ما أموت هموت قدام الكاميرا    فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" ل هشام ماجد يحقق 532 ألف جنيه    بعد إعادة افتتاحه.. تاريخ متحف «كفافيس» بالإسكندرية ومواعيد دخوله «صور»    دعاء يوم الجمعة وساعة الاستجابة.. اغتنم تلك الفترة    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    تناولها أثناء الامتحانات.. 4 مشروبات تساعدك على الحفظ والتركيز    اندلاع حريق هائل داخل مخزن مراتب بالبدرشين    كيف ينظر المسئولون الأمريكيون إلى موقف إسرائيل من رفح الفلسطينية؟    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    آخر موعد لتلقي طلبات المنح دراسية لطلاب الثانوية العامة    توخيل يعلن نهاية مشواره مع بايرن ميونخ    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    ما هو الدين الذي تعهد طارق الشناوي بسداده عندما شعر بقرب نهايته؟    ضبط سائق بالدقهلية استولى على 3 ملايين جنيه من مواطنين بدعوى توظيفها    المفتي: "حياة كريمة" من خصوصيات مصر.. ويجوز التبرع لكل مؤسسة معتمدة من الدولة    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    البنك المركزي الصيني يعتزم تخصيص 42 مليار دولار لشراء المساكن غير المباعة في الصين    كوريا الشمالية ترد على تدريبات جارتها الجنوبية بصاروخ بالستي.. تجاه البحر الشرقي    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    كيف يمكنك حفظ اللحوم بشكل صحي مع اقتراب عيد الأضحى 2024؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    حركة فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي العائم منفذ لتهجير الفلسطينيين قسريا    تفاصيل حادث الفنان جلال الزكي وسبب انقلاب سيارته    افتتاح تطوير مسجد السيدة زينب وحصاد مشروع مستقبل مصر يتصدر نشاط السيسي الداخلي الأسبوعي    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» موضوع خطبة الجمعة اليوم    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    محمد عبد الجليل: مباراة الأهلي والترجي ستكون مثل لعبة الشطرنج    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف بسمة الفيومي.. طريقة عمل الكرواسون المقلي    لا داع للقلق.. "المصل واللقاح" توجه رسالة عاجلة للمواطنين بشأن متحور FLiRT    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نغزل برجل حمار.. والبحث العلمى بلا قانون
نشر في أكتوبر يوم 25 - 03 - 2012

كشف د. ماجد الشربينى رئيس أكاديمية البحث العلمى عن وجود 98 ألف عالم مصرى، معظمهم فى الجامعات والمراكز البحثية والقطاع الخاص دون أدنى استفادة حقيقية من خبراتهم بسبب عدم وجود قانون للبحث العلمى والفساد والبيروقراطية وسوء الإدارة طوال السنوات الماضية.. حتى أصبح العمل بالبحث العلمى كمن يغزل برجل حمار.
وأعلن د. الشربينى عدم وجود مخاوف على مستقبل البحث العلمى فى مصر من أى تيارات دينية، مشيراً إلى إعادة هيكلة أكاديمية البحث العلمى بما يحقق مصلحة الباحثين والمخترعين، ويضمن معاقبة أى موظف يعوق العمل فى الأكاديمية.
وكشف رئيس أكاديمية البحث العلمى فى حواره مع «أكتوبر» عن عدة برامج جديدة لدعم الأفكار والاختراعات ذات العائد الاقتصادى حتى لو تكلفت 100 مليون جنيه، كما فتحنا معه العديد من قضايا وملفات البحث العلمى فى مصر....... * فى البداية كيف ترى وضع البحث العلمى فى الدستور الجديد؟
**قبل الحديث عن وضع البحث العلمى فى الدستور الجديد، لابد من معرفة وضع البحث العلمى فى الدستور القديم، حيث ذكر البحث العلمى فى جملة واحدة فى الدستور القديم تقول تكفل الدولة البحث العلمى، فى حين إذا وجدنا وضع البحث العلمى فى دساتير أخرى، سنجد على سبيل المثال الدستور الأمريكى يتحدث فى فقرة كبيرة عن البحث العلمى وأهميته، وأهمية الملكية الفكرية، ووجوب الحفاظ على المخترعين، لكن فى نفس الوقت هناك دول لا مكان للبحث العلمى فى دستورها، لكن بالنسبة لنا أعتقد أن هناك توافقاً بين جميع القوى السياسية على أهمية وضع البحث العلمى فى الدستور الجديد.
*وماذا عن قانون البحث العلمى الذى يتم إعداده حاليا؟
**نحن نعمل حاليا لكى يخرج هذا القانون للنور، لكى يقضى على المشاكل التى يعانى منها البحث العلمى، وأهمها أنه غير مسموح للباحثين والعلماء والجامعات والمراكز البحثية بأن يقوموا بشركة مبنية على تكنولوجيا طوروها بأنفسهم، بحيث إن الشركة تدخل للسوق ويطلع منها مخرجات، وهذا ما يحدث فى دول عديدة، ففى زيارة قمت بها للصين مؤخرا وجدت أن أكاديمية البحث العلمى هناك يتبعها 3 جامعات و28 شركة علمية ناتجة من مخرجات البحث العلمى الخاصة بالأكاديمية، ويحققون أرباحاً كبيرة جدا، بجانب توفير فرص عمل.
*ولماذا لم تكن هذه النقاط موجودة فى القانون القديم؟
**لم يكن لدينا قانون للبحث العلمى، بل كان هناك قانون تنظيم الجامعات، فما كان يسرى على الجامعات يسرى على المراكز البحثية، وفى هذا القانون لم يتم التعرض للعقبات التى تمنع انطلاق البحث العلمى، ومن العقبات الأخرى التى تواجهنا أنه ليس مسموحا لنا أن نعطى تمويلا لشركات القطاع الخاص، وإذا أعطينا لهم تمويلا، فيجب أن نأخذ منهم «خطاب ضمان» بإجمالى المبلغ قبل أن نعطى لهم التمويل، فمثلا، إذا كان هناك مشروع مهم مشترك بين المركز القومى للبحوث وشركة قطاع خاص، يمكن للأكاديمية إعطاء المركز تمويلا، لأنه جهة حكومية، ولكنى لا أستطيع القيام بالمثل مع شركة قطاع خاص إلا بعد أن تعطينى خطاب ضمان بإجمالى المبلغ الذى ستحصل عليه طول فترة البحث وكل هذه عوائق تجعل الناس تحجم عن تقديم أى مشاريع.
أما اليوم فالتمويل مبنى على الحكومة فقط، وكل المراكز البحثية والجامعات تعتمد على الحكومة وحدها، نريد مشاركة المجتمع المدنى والقطاع الخاص فى التمويل، ولابد أن يكون هذا مفعلا بشكل مقنن، وفى إطار دستورى سليم، حتى يسير كل شيء بشكل سليم، ودون أى أخطاء، كل هذا سيكون موجودا فى القانون الجديد، سنحرص أيضا على عمل صندوق قوى للبحث العلمى يختلف عما هو موجود حاليا، فلدينا صندوق للبحث العلمى يتم تمويله من الحكومة، ولكننا سنعمل فى الفترة القادمة على أن نقدم حافزاً للشركات الصناعية، فمثلا إذا قامت هذه الشركات بالمساهمة فى البحث العلمى من الممكن أن نعفيها من ضريبة، أو نخصم جزءًا من أرباحها يتم وضعه داخل الصندوق، حينها عندما تشعر هذه الشركات بأنها مشاركة فى الصندوق لابد أن تستفيد منه، فالصناعة تقترب من البحث العلمى.
*ومتى سيتم الانتهاء من إعداد القانون؟
**القوانين عامة لابد أن تأخذ وقتا كافيا فى الإعداد، لأنها تعيش مدة طويلة، وأول خطوة قمنا بها هى تحديد المعوقات الموجودة، ثم نقيم هل تحل هذه المشكلات بقانون أم بتغيير فى اللائحة؟! وحددنا هذه الأمور حتى لا يكون القانون مليئا بمواد كثيرة، بجانب حل الأمور التى من الممكن أن تحل بتعديل فى النظم الموجودة وكل التعديلات التى نقوم بها حاليا تتم بالوزارة وبمشاركة خبراء، حتى نعرضها على المجتمع العلمى، ليعطينا رأيه ويشاركنا فى ذلك نوادى هيئة البحوث وهيئة التدريس، ثم نأخذ كل هذه الأفكار ونصيغها بشكل قانونى، بحيث لا تتعارض هذه المواد مع الدستور والقوانين السارية، بعد ذلك نقدمها لمجلس الوزراء الذى يحولها إلى مجلس الشعب ليناقشها ويقرها، وبعدها نبدأ فى العمل.
أسباب التخلف
*صدر مؤخرا تقرير يقول: إن مصر تحتل المرتبة 113 فى البحث العلمى، ما تعليقك؟
**هذه التقارير مبنية على مجموعة من العوامل، مصر مثلا تحتل مركزاً متأخراً جدا فى التنافسية الدولية، وهذا ليس بسبب البحث العلمى أو الابتكار، لكن بسبب عوامل أخرى مثل الفساد والعوامل البيروقراطية وسوء الإدارة، أما فى حالة هذا التقرير فلابد من تفصيل الموضوع، اذا تحدثنا مثلا عن النشر العلمى، منذ 4 سنوات كانت مصر تقوم بإصدار 4 آلاف نشرة دولية فى السنة، لكن حاليا نصدر 12 ألف نشرة فى السنة، ولقد استطعنا الوصول لذلك بعد قيامنا بمبادرة لتحويل النشر العلمى المحلى إلى دولى، والتقارير الدولية التى تنشر اليوم مبنية على بيانات رصدت منذ عامين، وهذا مكتوب فى التقرير، وهذا يعنى أنه يتحدث عن وضع البحث العلمى فى مصر عن عامى 2008 - 2009.
*كيف تتوقع وضع البحث العلمى فى مصر فى السنتين القادمتين؟
**أنا بطبعى متفائل نريد فقط زيادة تمويل البحث العلمى لأنه لايتعدى 0.04% وهذا مبلغ هزيل، كما أن المجهود الذى نبذله حاليا لن تظهر ثماره إلا بعد سنوات.
*وماذا عن براءات الاختراع؟
**فى السنوات القليلة الماضية كنا نمنح حوالى 300 براءة اختراع سنوياً، والآن وصلنا إلى 400 أو 500 فى السنة، ولكن المشكلة ليست فى العدد، الأهم كم مخترع مصرى بينهم، للأسف 85% منهم أجانب.
*ولكن أليست هذه كارثة؟
**ليست كارثة، ولكن هذا يوضح أن مناخنا الاقتصادى جيد، لأن الشركات الأجنبية لن تعمل بمصر بدون الحصول على هذه البراءة بجانب الحفاظ على ملكيتهم الفكرية.
*ولكن أين المصريون من هذه البراءات؟
**لابد أن يتغير النظام، فمثلا عندما يترقى الأستاذ الجامعى لابد أن يقدم 9 ورقات بحثية، لابد أن نجعله يقدم 9 ورقات بحثية و5 براءات اختراع، هنا سيختلف الوضع، وسوف نجد الآلاف من براءات الاختراع.
*بعض المخترعين يشكون من صعوبة الاجراءات للحصول على براءة الاختراع وقد قابلنا شخصا من محافظة كفر الشيخ لديه علاج للحمى القلاعية ويشكو من الإجراءات الأكاديمية المعقدة؟
**تطوير أو اختراع الأدوية شىء مختلف نوع ما، لأنه من أصعب المجالات، فلا يمكن أن ابتكر شيئاً فى المعمل اليوم وأذهب غدا أجربه على الإنسان أو الحيوان ، القواعد الدولية والأخلاقية والطبية والعلمية تقول إنه على الباحث أن يسير فى خطوات علمية طويلة ومعقدة حتى يصل لدواء يصلح استخدامه.
والمشكلة أن بعض الباحثين يريدون الحصول على براءة الاختراع بشكل سريع، ولابد أن يقوم بعمل تجارب كثيرة فى المعمل، ثم تجارب قبل إكلينكية على أربعة أنواع من الحيوانات، ثم تجارب إكلينكية على الإنسان فى أربع مراحل مختلفة، هذه المراحل تحتاج إلى تمويل وإجراءات تعاد أكثر من مرة حتى نتأكد من فعالية الدواء.
أما براءات الاختراع العادية، كانت طبيعة الإجراءت بها بالفعل تستغرق وقتا طويلا ومع ذلك كان صاحب براءة الاختراع يكتشف فى المراحل الأخيرة أن اختراعه مكرر وبالتالى يحصل على رفض وحينذاك كان يتقدم بتظلم ثم يرفع قضية على الأكاديمية من أجل ذلك قررنا حل هذه المشكلة بعمل ما يسمى «مكتب خدمات المخترعين» هذا المكتب يجمع قواعد بيانات كثيرة عن كل الاختراعات والاكتشافات السابقة، يدخل الباحث على قواعد البيانات، ليرى هل يتشابه اختراعه مع أى اختراع سابق قام به غيره قبل ذلك أم لا وبذلك نختصر المسافة على الباحث، حتى تكون نسب حصوله على براءة الاختراع حوالى 80%.
العبقرى المصرى
*ولماذا يشعر الناس بأن البحث العلمى فى مصر سيئ للغاية؟
**لأننا مازلنا فى البداية، وأنا توليت الأكاديمية منذ عام ونصف العام تقريبا، ومكتب خدمات المخترعين لايزال فى البداية، والباحثون والمبتكرون لا يعرفون مكانه، فضلا عن أن الوضع الاقتصادى مازال متردياً.
**وأود أن أقول إننا نحضر حاليا لعمل شبكة من قواعد البيانات المتاحة لدينا لكى نكون فى كل جامعة ومركز بحثى، وفى اتحاد الصناعات.
وبعد الانتقال من حصول الباحث على براءة الاختراع لن نتركه وحده، لذلك قمنا بعمل برنامج جديد اسمه « حلولنا بعقولنا» نتبنى فيه اختراع الباحث، نقدمه إلى «وحدة التصميم الصناعى» وهناك يتم سؤال الباحث فى كل صغيرة وكبيرة ويساعدونه فى تصميم الاختراع أو الاكتشاف الخاص به، بحيث يستطيع تسويقه بسهولة أو يقوم بعمل خط إنتاج له.
وبالنسبة للتمويل فإن الصندوق الاجتماعى يعطى تمويلاً يصل لمليونى جنيه، والبنك الأهلى يعطى تمويلا يصل ل 10 ملايين جنيه، وهنا يتوقف دور الأكاديمية.
وفى الشهر الجارى سنوقع عقود أول مجموعة فازت فى برنامج «حلولنا بعقولنا» وسنفتح الباب لمجموعة جديدة، نخطط أيضا لإقامة برنامج جديد اسمه «العبقرى المصرى» سيكون فيه التمويل غير محدود، على أن تقوم لجنة مصرية دولية باختيار فكرة يكون مردودها الاقتصادى ليس محليا فقط، بل دوليا أيضا، ولن نترك الفكرة حتى لو تكلف المشروع 100 مليون جنيه.
*هل معنى ذلك وجود فكر جديد فى الأكاديمية، وانتهاء عقلية الموظفين؟
**عندما توليت رئاسة الأكاديمية كان فيها 2200 موظف، وحاولت تغيير أسلوب الإدارة وطريقة التنفيذ، وهذا استغرق وقتا وجهدا كبيرين وقد قمت بإعطاء كل موظف حقه وحققت العدالة بينهم حسب التخصص بعد ذلك إذا وجدت موظفا يعوق العمل «هقطع رقبته» أما إذا كان يعمل جيدا فسأكافئه.
*بعد ثورة يناير، يتطلع المصريون لأن يكون لنا مكان دولى مرموق فى البحث العلمى، هل تعتقد أن مصر تستطيع ذلك؟
**نستطيع تماما، لأننا نمتلك أهم عنصر فى منظومة نجاح البحث العلمى وهو العنصر البشرى، نحتاج فقط إلى خطة واضحة وصريحة ونظام إدارة جيدا، وتمويل قوى واستمرارية فى العمل لا تتغير بتغير الأفراد أو الوزارات.
*عملت مع وزراء عديدين فى المراحل السابقة من كان أفضلهم من وجهة نظرك؟
**من الظلم أن نقارن بين وزير استمر 6 سنوات، وآخر 3 شهور، والثالث شهر مثلا، وكل وزير جاء فى ظروف مختلفة عن الآخر، هانى هلال جاء فى ظروف، وعمرو سلامة جاء فى ظروف صعبة جدا مليئة بالمظاهرات، وبعدها معتز خورشيد قابلته مشاكل فى الجامعات لا حصر لها، لكن ما أريد تأكيده أنه مع وجود كل هؤلاء الوزراء لم تتغير سياستنا، بل كانت ثابتة.
*توليت منصبك قبل اندلاع الثورة بشهور قليلة، هل ترى أن هناك فرقا فى الفكر والتوجهات قبل وبعد الثورة؟
**منذ توليت منصبى، أول شىء قمت به إصلاح الهيكل الإدارى فى الأكاديمية، قبل ظهور المظاهرات والاعتصامات، وقمت بعمل عدالة فى توزيع الأجور، بمعنى أننى اشتغلت ووضعت سياسة واضحة بغض النظر عن أى نظام، لأنى أعرف مكانة الأكاديمية جيدا، فأكاديمية البحث العلمى عمرها 40 عاماً ومن أقدم الأكاديميات على مستوى العالم.
*بعد الثورة، هناك اتجاه قوى لرفض استمرار القيادات التى كانت تعمل فى ظل النظام السابق. مارأيك؟
**والله إذا كان الشخص الذى تولى المنصب قبل الثورة قد طبق سياسات خاطئة، ومخطئا ، يجب عدم استمراره، أما إذا كان يطبق سياسات سليمة ما ذنبه، ولماذا يترك منصبه مادام يسير بخطوات ثابتة ويصلح الفساد ولا توجد عنده أى مشكلات.
*تردد أن بعض مستشارى الوزير يحصلون على مكافآت كبيرة؟
**ليس لدينا فى وزارة البحث العلمى أى مستشارين، وفى الأكاديمية ليس عندنا سوى مستشار قانونى وضعه مجلس الدولة، وزارة البحث العلمى على مدى تاريخها ليس لديها موارد مالية ضخمة، فليس لدينا الإمكانية لأن يكون عندنا مستشارون.
*كيف ترى الانتقادات التى توجه لمشروع د. زويل؟
**بالنسبة لفكرة وجود مدينة علمية قوية فى مصر فكرة جيدة جدا، لكن إلى الآن لا أحد يعرف أى تفاصيل عن المشروع، وأعتقد أن هذا سيستمر حتى تتضح هذه الأمور.
*ومن بيده أن يوضح هذه الأمور؟
**د. أحمد زويل نفسه يجب أن يوضح هذا الكلام، فحتى هذه اللحظة لم نجد خطة متكاملة، هل ستكون جامعة أم مراكز بحثية أم ماذا؟ كلنا فى انتظار التفاصيل، خاصة فى ظل المشاكل المحيطة بجامعة النيل، مما يطرح التساؤل، هل تستمر جامعة النيل أم تلغى؟، مصر تتحمل أكثر من مدينة علمية، كوريا الجنوبية على سبيل المثال يوجد بإحدى مدنها 15 مدينة علمية، لا توجد لدينا أى مشكلة فى وجود أكثر من مدينة فى مصر اذا تحققت الوسائل اللازمة والتمويل.
أعتقد أن د. زويل طالب بمشروع قانون، ومشروع القانون لابد أن يدخل مجلس الشعب ويحصل على تأييد.
مستقبل البحث العلمى
*هل سيؤثر الوضع الاقتصادى على مستقبل البحث العلمى؟
**بالتأكيد لأننا عندما ننفق على البحث العلمى يعطينا أكثر، وإذا توافر ما قلته سابقا من رؤية واستراتيجية واضحة،و تمويل مستمر وقوى، وإدارة حكيمة للتنفيذ، ومتابعة مستمرة وعدم تغير السياسات بشكل نهائى. ستنطلق مصر انطلاقة غير عادية، وفى عدد بسيط من السنوات، بعد حوالى عشر سنوات مصر ستصبح فى مصاف الدول التى استخدمت البحث العلمى بقوة، وسينعكس هذا على نموها الاقتصادى ليكون أفضل بكثير.
*هل ترى أن تغير النظام السياسى يمكن أن يؤثر على البحث العلمى؟
**لا أعتقد أن هناك أى فصيل أو طائفة سياسية ترفض ما نقوم به فيما يتعلق بالبحث العلمى.
*ولكن نسب إليك تصريح بأنك تخشى على البحث العلمى من السلفيين؟
**هذا غير صحيح لم أقل ذلك عندما زرت لجنة البحث العلمى بمجلس الشعب مؤخرا وجدت اللجنة كلها من السلفيين، وهم مقتنعون بما نقوم به ويساندونا، فلا خوف على البحث العلمى من أى تيارات إسلامية، فمصر بطول تاريخها وسطية ولا تعرف التشدد.
*ومن هو المرشح الرئاسى الأنسب لقيادة مصر؟
**حتى الآن لم أر مرشحاً معيناً قادراً على قيادة مصر لأنهم لم يفصحوا عن برامجهم الانتخابية، وأنا لن أعطى رأيى فى مرشح بناء على شكله أو انتمائه لحزب معين. بل سأعطيه وفق برنامجه.
*هل تفضل النظام الرئاسى أم البرلمانى؟
**أفضل النظام المختلط، لأن السلطة الوحدوية خطأ كبير.
*هل انتميت سابقا للحزب الوطنى؟
**لا نهائيا، المشكلة أن اسمى متشابه مع ماجد عبد الفتاح الشربينى القيادى فى الحزب الوطنى وأنا طول عمرى بعيد عن السياسة، ولم أنتم لحزب سياسى من قبل.
*هل أنت مع اشتغال رجل العلم بالسياسة؟
**أرى أن هناك تناقضاً بين الاثنين، يعنى مثلا من خلال عملى أمارس علما وإدارة وسياسة، لكن ليس معنى ذلك أن اقوم بتسييس الأكاديمية، لأنه إذا قمت بذلك أصبحت خاصة بفئة معينة، وليس المجتمع ككل، اذا لابد أن تبتعد الأكاديمية عن التسييس وتكون محايدة وينتمى إليها كل الأطراف.
*فى رأيك ما هى التجربة العالمية الأهم التى تحب أن تسير مصر على خطاها أو تقلدها؟
**كوريا، لأننا بدأنا مع بعض فى الخمسينيات، وكان دخل الفرد هناك 60 دولارا فى السنة، وفى مصر كان دخل الفرد 120 دولاراً فى السنة، اليوم دخل الفرد فى مصر 1200 دولار فى السنة، وفى كوريا 27 ألف دولار، مع العلم بأن كوريا ليس بها موارد طبيعية أو مواد خام ولا بترول ولا غاز ولا حتى زراعة لكن بالبحث العلمى استطاعوا الوصول لهذه المكانة المرموقة وأتذكر أن الأمريكان عرضوا على الكوريين الجنوبيين المساعدة بعد انتهاء الحرب الكورية لكنهم رفضوا وطلبوا منهم فقط أن يبنوا لهم المعهد الكورى للبحث العملى ويساعدوهم فيه لمدة 10 سنوات، هذا المعهد هو صاحب الفضل الكبير فى خروج معظم الابتكارات والاختراعات التى خرجت من كوريا. والطريف أن من وضع خطة نهضة كوريا علماء مصريون وقد قدموا خططهم وآراءهم تلك للمسئولين المصريين آنذاك لكنهم لم يأخذوا بها.
*وكم عدد العلماء المصريين الحاليين؟
**98 ألف عالم، 73% منهم فى الجامعات والباقى فى المراكز البحثية والقطاع الخاص.
*وهل تستفيد منهم مصر؟
**كما قلت مسبقا لكى أستفيد من الباحث يجب أن أوفر له البيئة الصالحة والمناخ المناسب للبحث العلمى. ومع أن إمكانياتنا المادية ضعيفة إلا أننا نمتلك خبرة كبيرة ولدينا كوادر بشرية تستطيع أن تفعل المستحيل فنحن الآن نعمل «برجل حمار».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.