زادت فى الآونة الأخيرة مظاهر سلبية غريبة على مجتمعنا، تمثلت فى كثرة الإضرابات والاعتصامات وأعمال البلطجة وقطع الطرق وغيرها، تجعلنا من الضرورى أن نبحث عن القدوة الحسنة.. لماذا؟.. لأن لها دورا مهما فى حياتنا، كما أن التنوع فى القدوة فى كافة المجالات يعتبر من العوامل الأساسية التى لها إسهام فى تطوير شخصية الإنسان والارتقاء به، وعلى العكس فمن الممكن أن تكون عاملا فى انحطاطه إلى الأسفل إذا ما كانت قدوة سيئة، لذا فمن الضرورى لنا بقدرة لأننا نختلف فى طبائعنا وميولنا وأمزجتنا وأهدافنا المتباينة فنجد من يفضل العزوف والعزلة والآخر من طبعه الطموح والاختراع والاكتشاف والبحث وكل له قدوته. لكن هناك من يخطئ كثيراً فى حصر القدوة على المشايخ والعلماء فقط، فذلك له معنى واحد هو «تحجيم» لمعنى القدوة الواسع وحصرها، لأنه من المفروض أن يكون كل ناجح قدوة فى مجاله الإدارى والاقتصادى والتنموى والعلمى حتى فى مجال الإعلام وسائر جوانب الحياة. إذن فعلينا مهمة جليلة لشبابنا وأبنائنا فى هذا العصر وذلك التوقيت الذى يحتاج منا لإحياء معنى القدوة الحسنة ونقدم لشبابنا قدوات ممن برزوا فى الجوانب العلمية والاجتماعية والإدارية والاقتصادية حتى فى جوانب التفوق على المشكلات التى يعانون منها بحيث تكون هناك ممارسة واقعية وعملية لهذه القدوة.. فقال تعالى: «لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا» صدق الله العظيم. فنجد فى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة فى مكارم الأخلاق وسلوك الرسول صلوات الله عليه فى التعامل مع الصحابة وزوجاته وأبنائه وجيرانه بل أعدائه، لقد كان صلى الله عليه وسلم أكبر قدوة للبشرية فى تاريخها الطويل فكان مربيا وهاديا بسلوكه الشخصى القويم، فالقدوة تنمو معنا منذ الصغر حينما نفتح أعيننا على قدوة الوالدين وأهمية تربيتهم لنا منذ نعومة أظافرنا، ولندرك القدوة الطيبة بأركانها التى تقوم على حُسن الخلق والصلاح والإخلاص والتفانى والإيثار والإيمان، ومن هنا جاءت أهمية البحث عن القدوة الحسنة فى حياتنا لتأثيرها الكبير على الفرد والمجتمع. فلابد للمجتمع الآن بكل فئاته وطوائفه وشبابه وشيوخه أن تكون قدوتهم فى مربيهم وقادتهم لتتحقق فيهم المبادئ الإنسانية بأفضل ما فيها لإعادة بناء مصرنا الجديدة فى هذه الأيام التى تمر بها فهى تحتاج أن نمر من هذا الامتحان الصعب بالقدوة الحسنة التى تتأسى بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم لنعبر من هذه المحنة إلى بر الأمان متسلحين بالإيمان بالله وبقدوة رسوله صلى الله عليه وسلم وتذكروا الحكمة «أنك إذا دعوت للخير سيكرهك الأشرار، وإذا دعوت للإصلاح سيكرهك المفسدون، ولا تحزن ولا تتوقف عن عملك ولا تعطى نصائح بل لنكن قدوة فإن الأفعال خير من الأقوال، ولتكن كل أفعالنا لخير هذا الوطن ورفعته».