شدد الداعية الإسلامى الشيخ سعد الدين فاضل مدير البرامج الدينية بساقية الصاوى، وإمام وخطيب بوزارة الأوقاف، على أهمية القدوة الصالحة التى يعتمد عليها المجتمع فى تطوره، وتنميته إجتماعياً وعلمياً وأخلاقياً مذكرا بأن الله سبحانه أمرنا باتخاذ قدوة فى حياتنا، تصديقاً لقوله تعالى: "أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده" مضيفا أن الله أمر رسولنا الكريم باتخاذ سيدنا إبراهيم قدوة له، وهو النبي المعصوم. وقال الشيخ فاضل فى الندوة التى نظمتها ساقية الصاوى مساء أمس الأول بعنوان "مين قدوتك؟"، أن الإعلام يؤثر تأثيراً كبيراً فى أفكار وثقافات الشباب، لكنه من جهة أخرى لا يوجههم للطريق الصحيح مما يدفعهم إلى الإقتداء بأشخاص غير صالحين، مؤكداً على ندرة وجود القدوة الصالحة فى زماننا، ولكنه فى الوقت نفسه ألقي باللائمة على وسائل الإعلام فى قيامها بفرض أشخاص على المجتمع وتقديمهم فى مقام القدوة، وهم لا يصلحون لهذا المقام الرفيع ولا يحملون صفة واحدة من صفحات القدوة السليمة. ومن جهة أخرى أشار الداعية الإسلامى إلى أن كل شخص فى المجتمع الآن يحتاج إلى قدوة يتبعها، مما يساعده على الخروج من الواقع المؤلم الذى نعيشه الآن، وأن كثيراً من المشكلات الإجتماعية المتفشية الآن مثل زيادة نسبة الطلاق بين حديثى الزواج من الشباب ترجع إلى التخبط وغياب القدوة. ووجه نداءاً إلى الشباب لبذل الجهد، والوقت فى البحث عن قدوة صالحة حقيقية، مذاكرا بقصة "سلمان الفارسى" الذى قضى نصف عمره يبحث عن قدوته، حتى وجد ذلك ممثلاً فى شخص الرسول محمد صلي الله عليه وسلم. وفى النهاية أوصي الشيخ فاضل، الشباب باحترام القدوة، حتى عند الإختلاف معه، وعدم التعصب له بالوقت نفسه أو تقديسه، فكل انسان معرض للخطأ وإن كان قدوة حسنة، وما يفرق بينه وبين الآخرين أنه يعترف بخطئه ويسارع إلى تصحيحه. مواصفات القدوة وقدم الداعية الإسلامى روشتة مصغرة للشروط التى ينبغي أن تتوافر فى الشخصية القدوة ، وهى: - إيمان القدوة بالفكرة التى يدعو إليها، وإقتناعه التام بها حتى يستطيع أن ينقلها بالصورة السليمة للآخرين ليؤمنوا بها. - أن يمتلك الشخص القدوة علما يؤهله للتأثير الإيجابي فى الآخرين، مذكرا بقول سيدنا عمر بن الخطاب: "تأهل قبل أن تتصدر". - حسن الخلق، إذ لابد أن يتحلى بالأخلاق الرفيعة مثل الرحمة والرأفة والتسامح والعفو، فهو وإن كان عالماً ولكنه يفتقد لهذه الأخلاقيات، فإنه لا يستطيع أن يكون مؤثراً كقدوة. - التوازن بين العلم والعمل، فلابد على القدوة أن يعمل بما يدعو الآخرين إليه. - الثبات على المبادئ، فلا يغير مبدأه مهما حدث. - التأكد من صحة النصوص المنقولة، حيث لابد أن يقوم الشخص القدوة بمراجعة صحة ما يدعو به قبل أن ينقله للآخرين. - أن تتحلى معاملاته بطبيعة شخصيته، فيتعامل مع الآخرين على سجيته بدون تكلف. - اعترافه بالخطأ إذا وقع فيه، والسعي لتصحيحه فى أسرع وقت، وأن يقوم بمحاسبة ومراجعة نفسه دائماً.