حقق عالم مصرى فتحا طبيا جديدا بابتكاره علاجا جديدا لسرطان الثدى يستطيع القضاء على الخلايا السرطانية بنسبة 80-85% خلال يوم أو يومين على الأكثر. متفوقا بذلك على علماء من 22 دولة متقدمة شاركوا فى المؤتمر العالمى لسرطان الثدى فى مدينة سيول الكورية. وعقب فوزه بالجائزة الأولى لأفضل بحث عن علاج السرطان فى المؤتمر، التفت «أكتوبر» مع العالم أحمد المالكى، مدرس لكيمياء الحيوية بكلية العلوم جامعة الإسكندرية، والذى سبق له الحصول على براءة اختراع دولية عن علاج لسرطان الرئة فى عام 2006. يكشف لنا المالكى عن أسرار العلاج الجديد لسرطان الثدى، والذى يتوقع أن يشكل أملا جديدا للملايين من المصابين بهذا المرض فى مصر والعالم، حيث يقول إن الدواء عبارة عن مركبات حلقية غير متجانسة حديثة تستخدم فى علاج سرطان الثدى وأبرز مميزاتها أن بها درجة سمية قليلة جدا على الخلايا الطبيعية، ويقول إن التوصل إلى هذا العلاج كان من خلال دراسة شاركت فيها عام 2006 بالولايات المتحدةالأمريكية مع فريق بحث أمريكى، وذلك بعد حصولى على درجة الدكتوراه من جامعة بيركلى الأمريكية فى بيولوجية الاورام وعلاجها،وقد توصلنا من خلال هذه الدراسة إلى علاج لمرض سرطان الرئة وقد حصلت على براءة اختراع دولية عن هذه الدراسة. وعقب عودتى إلى مصر عام 2007 قررت استكمال العمل فى نفس الاتجاه وحصلت على تمويل للمشروع من صندوق العلوم والتنمية والتكنولوجيا بوزارة التعليم العالى بقيمة 650 ألف جنيه، وقمت بتشكيل فريق بحث من ستة باحثين من كليتى العلوم والصيدلة بجامعة الإسكندرية، وبمشاركة د.أحمد سمير سلطان الأستاذ بكلية علوم الإسكندرية، وكنت الباحث الرئيسى بالمشروع. وبعد ذلك وبناء على الدراسة السابقة التى توصلنا فيها إلى علاج لسرطان الرئة،بدأنا فى المرحلة الأولى من البحث وأخذنا المركبات التى كنا قد توصلنا إليها وقمنا بتعديل التركيب الجزيئى لها ثم تمت تجربتها على أنواع مختلفة من الخلايا السرطانية لمعرفة مدى فاعليتها فى علاج هذه الانواع المختلفة، وقد جربناه على خلايا سرطانية بشرية قمنا باستخلاصها من مرضى سرطان من البشر، واكتشفنا أن العلاج نجح تماما مع خلايا سرطان الثدى، فقد ادى العلاج إلى تنشيط برنامج موت الخلايا السرطانية وفى نفس الوقت كان تأثيرها على الخلايا السليمة طفيفا جدا، كما أن هذا العلاج قام بتنشيط ما يسمى (مثبط الأورام ) وهو بروتين يفرز داخل جسم الانسان بشكل طبيعى ووظيفته حماية الجسم من الأورام السرطانية. والمعروف أن 50%من الأورام السرطانية تحدث نتيجة خلل فى افراز هذا البروتين، وأضاف د.احمد المالكى ان العلاج الجديد تمكن من القضاء على الخلايا السرطانية البشرية التى تمت تجربة العلاج عليها خلال فترة يوم أو يومين فقط،وبنسبة 80 إلى 85 %،وقد استغرق العمل فى تلك المرحلة سنة توصلنا فيها إلى عمل المركبات الجديدة ثم استغرقنا حوالى سنة اخرى لدراسة ميكانيكية عمل تلك المركبات. التجربة على الفئران ويضيف قائلا: بدأنا بعد ذلك فى المرحلة الثانية من البحث والتى نعمل بها حاليا وهى تجربته على فئران التجارب، حيث قمنا بحقن الفئران بمواد معينة حتى أصيبت بسرطان الثدى وبدأنا فى علاج تلك الحيوانات المصابة عن طريق حقنها بالعلاج الجديد كل أسبوع على مدار شهر فلاحظنا فى الأسبوع الثانى حدوث انكماش ملحوظ فى حجم الورم، وحاليا ندرس تأثير تلك المركبات على الوظائف الحيوية والفسيولوجية للفئران لمعرفة مدى سميتها وتأثيرها على تلك الوظائف، وبعد الانتهاء من تلك المرحلة سنبدأ فى المرحلة التالية وهى الدراسة الاكلينيكية على متطوعين من المرضى، وذلك بعد التأكد من عدم وجود آثار سلبية للعلاج على الوظائف الحيوية والفسيولوجية للجسم. وعن مدى اختلاف هذا العلاج عن العلاجات التقليدية لمرض السرطان قال د.أحمد المالكى ان العلاج الجديد تأثيره على الخلايا الطبيعية طفيف جدا على عكس معظم العلاجات التقليدية للسرطان والتى تؤثر على الخلايا الطبيعية وتدمر الكثير منها مثل خلايا الأمعاء وخلايا الشعر وبالتالى يتلافى الآثار الجانبية السيئة للعلاج التقليدى للسرطان،بالاضافة إلى أن هذا العلاج ينشط مثبط السرطان الموجود بالجسم، ويضيف أن البحث الخاص بالعلاج الجديد تم عرضه فى المؤتمر العالمى لسرطان الثدى فى مدينة سيول بكوريا الجنوبية فى نوفمبر عام 2011 وشارك فيه جامعات من 22 دولة أوروبية وأمريكية بالإضافة إلى اليابان وكوريا ومصر، وقد حصل البحث على المركز الأول على مستوى الأبحاث التى عرضت بالمؤتمر. العلاج الثوم ويقول المالكى انه سبق وتوصل إلى علاج آخر لسرطان الثدى تم استخلاصه من مركب يسمى (داى اليل سلفيد) وهو أحد المركبات الموجودة بالثوم قام بفصله ووجد أنه يعالج سرطان الثدى، وهذا البحث تمت إجازته دوليا عن طريق نشره فى مجلة (بيولوجيا الأورام وعلاجها) ويقول: إن الثوم كان يستخدم لتنشيط جهاز المناعة وقد كشفت ابحاثاً حديثة ان الجهاز المناعى له علاقة مباشرة بالأورام السرطانية، وقال: قمنا بفصل هذا المركب وجربناه على عدة أنواع من الأورام ووجدنا أنه حقق فاعلية كبيرة فى علاج سرطان الثدى أيضا. وأضاف أن هناك بحثاً آخر حول مركب يستخدم لعلاج النمط الثانى من مرض السكر (الذى يصاب به المريض نتيجة لوجود انسولين بالجسم لكنه لا يعمل) وهو مركب (ميتافورمين) وهذا المركب اكتشفنا أنه يمكن استخدامه أيضا لعلاج سرطان الثدى وهذا يحدث لأول مرة ان يستخدم مركباً لعلاج السكر والسرطان فى نفس الوقت، وقد أثبت هذا المركب فاعلية كبيرة فى علاج أورام الثدى، وقد تم نشر البحث فى مجلة أبحاث السرطان عام 2011. ويقول د.أحمد المالكى إن نجاح تجارب هذه العلاجات والنتائج المبشرة التى تم تحقيقها والاعتراف الدولى بهذه الابحاث اعطانى دفعة قوية واصرارا على استكمال تلك الأبحاث والسير فى الخطوات التالية واستكمال تجربتها على حيوانات التجارب حتى الوصول إلى تحويلها إلى أبحاث تطبيقية وتجربتها على متطوعين من البشر بعد الانتهاء من الاجراءات اللازمة لذلك اذا ثبت عدم سميتها وعدم وجود اثار سيئة لها على الاجهزة الحيوية،وسوف استكمل تلك الأبحاث سواء حصلت على الدعم اللازم لاستكمال الابحاث او لم احصل على الدعم. وعن أسباب انتشار الاصابة بالأورام السرطانية بدرجة غير عادية فى مصر فى السنوات الأخيرة يقول د.أحمد المالكى أن هناك عدة أسباب قد تسبب الإصابة بالسرطان وهناك أسباب أخرى غير معروفة، ويقول إن تزايد معدل الاصابة قد يكون راجعا إلى أنه لم يكن هناك فى فترات سابقة احصائيات دقيقة للمصابين بالسرطان، وبالتالى لم يكن يعرف المعدل الحقيقى للإصابة بالإضافة إلى أسباب أخرى ومنها الأسباب الوراثية فى بعض أنواع الأورام، وقد يكون السبب العوامل البيئية ومنها زيادة معدلات التلوث من ناحية والذى يزيد من حدوث طفرات داخل خلايا الجسم والتى تؤدى بدورها إلى الإصابة بالأورام السرطانية، وزيادة الضغط العصبى والذى يضعف جهاز المناعة ويؤدى إلى الإصابة بالأورام السرطانية. ويضيف أن درجة استجابة الأورام للعلاج يعتمد على مكان الورم ومرحلة الورم، فلو بدأ العلاج فى المرحلة الأولى أو الثانية للورم(أى أن الورم لم يمض عليه اكثر من ستة اشهر) فقد تصل نسبة نجاح العلاج إلى 90 % ولكن لو تعدت مدة الاصابة سنة ودخل الورم فى مرحلة الانتشار وهى المرحلتان الثالثة والرابعة من الاصابة فهنا قد يكون العلاج غير مفيد بالمرة لذلك ينصح دائما بالكشف الاكلينيكى الدورى خاصة على سرطان الثدى لدى السيدات للمساعدة على الاكتشاف المبكر للمرض، وأضاف أن نوعية الغذاء قد تكون سببا لزيادة احتمالات الإصابة بالسرطان فيجب الاهتمام بالغذاء المتوازن الذى يحتوى على نسبة كبيرة من الفيتامينات من خلال زيادة تناول الفاكهة والخضراوات وخاصة البروكلى لما له من خصائص مضادة للسرطان، والإقلال من تناول الدهون والنشويات والسكريات فالسعرات الحرارية العالية بالغذاء تزيد من احتمالات الإصابة، والاكثار من تناول الماء فى حد ذاته يعتبر وقاية من السرطان نظرا لدوره فى إزالة السموم من الكبد والكلى.