«نمت فى شوارع القاهرة ليالى عديدة وتورمت قدماى من كثرة التردد على مكاتب الوزراء حتى ذقت ألوانا شتى من العذاب . ولم يشفع تقدم سنى وخبرتى الكبيرة فى الزراعة وعلاج المواشى من الحمى القلاعية فى تليين قلوب المسئولين لمقابلتى لأعرض عليهم طريقة العلاج البسيطة والتى لا يتعدى ثمنها 5 جنيهات» هكذا بدأ الحاج محمد عبدالله سعيد حديثه مع «أكتوبر» مفجرًا العديد من المفاجآت حول المعاناة التى يمر بها منذ 7 سنوات لأنه أراد فقط نشر تجربته فى كل انحاء مصر حتى يتمكن كل فلاح مصرى من الاستفادة منها خاصة وأننا نحتاج الى حلول سريعة وحبذا لو كانت مصرية خالصة. يبلغ محمد عبدالله سعيد 70 عاما من قرية الحلمية التابعة لمركز الحامول بكفر الشيخ، وهو فلاح مصرى أصيل تعلم القراءة والكتابة فى كتاب القرية و لديه 8 أبناء معظمهم متعلمون ذاع صيته بعد نجاحاته الكبيرة التى حققها فى علاج مواشى قريته والقرى المحيطة بها من مرض الحمى القلاعية وأصبح أشهر فلاح فى زمام مركز الحامول خاصة بعد قيامه بزراعة نوعين مختلفين من المحاصيل معا بأرض واحدة وأصبح مقصدًا لكل الفلاحين بسبب خبراته المتراكمة. يقول الحاج محمد سعيد: استوحيت طريقة علاج مرض الحمى القلاعية من الطبيعة ويتم على مرحلتين الأولى عبارة عن جرعة من زيت الطعام حوالى 150 جرامًا وبه يتم غسل مجرى بول الحيوان بمؤخرته حتى يزول الإمساك الذى نتج عن المرض وتنزل كل فضلات الجسم أما المرحلة الثانية فتتكون من خميرة وليمون وكربونات بيكربونات الصوديوم ولتر من المياه يتم وضع كل هذه المواد مع بعضها ويطعم بها الحيوان عن طريق الفم ويمنع عن الاكل لمدة يوم حتى تنخفض درجة حرارة الحيوان وان لم تنخفض يجب أن يستمر هذا العلاج وبهذه الطريقة البسيطة والتى لا يتعدى ثمنها 5 جنيهات للجرعة الواحدة عالجت أكثر من 500 رأس ماشية فى قريتنا والقرى المحيطة بل استطعت علاج حيوانات كثيرة أصابها مرض الحمى القلاعية بالعمى بعد فشل الاطباء البيطريين فى علاجها، بل أنهم نصحوا أصحاب هذه المواشى بالمجىء إلىّ لمعالجتها وأنا أقوم بهذا العمل بدون أجر وطريقة علاج العمى بسيطة أيضا عن طريق النار حيث يتم تسخين قطعه رفيعة من الحديد ويخرم بها أذنان الحيوان 3 مرات فى مكان واضح يقع مابين عرقين معينين بالأذن متصلة بالمخ ويتم ربط حلقة من القماش المكون من التيل البلدى حول هذه الخروم والتيل يقوم بسحب كل الترسبات السامة من المخ مع التئام الجرح ويستطيع الحيوان الإبصار بعد تلك العملية بفترة بسيطة. وأحذر من كثرة إعطاء المواشى العلاج الكيميائى لأنه يؤثر على جودة اللحوم ومن ثم تتأثرصحته ويتأثربها الانسان عند تناول هذه اللحوم. وعن براءة الاختراع التى لم يحصل عليها بعد الحاج محمد سعيد يقول أتردد على أكاديمية البحث العلمى منذ ثلاث سنوات تقريبا دون تحقيق انجاز يذكر وعانيت من البيروقراطية التى أصابتنى باليأس أحيانا وفى مقر الاكاديمية سلمت كافة الاوراق المطلوبة من أجل إثبات أن علاج المرض فعال وأنا لا أسعى إلى المال أوالشهرة بل اتجهت إلى الأكاديمية وتحملت كل هذه الصعوبات من أجل إفادة الناس بالتجربة وبهذه التكاليف البسيطة بدلا من استيراد أدوية مكلفة من الخارج فى ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة ومنذ سنوات كنت قد حصلت على شهادة من مدير مركز البحوث الزراعية بمحافظة كفر الشيخ د. أحمد ممتاز يقول فيها إن هذا الاختراع جيد جدا لكن د. حسين عبدالعظيم مدير مديرية الطب البيطرى بالمحافظة قال إنه علاج بالشعوذة والدجل ولم يكلف خاطره السماع إلى الفلاحين ولا إلى النتائج التى تحققت ولاتستعجب إن قلت لك ان منطقة الحامول وبالتحديد محيط قريتى والقرى المجاورة لا يوجد بها أى حالات إصابة أو نفوق لأننا نطبق هذا العلاج منذ 12 سنة. ويشير محمد سعيد إلى أنه لم يترك باب مسئول إلا وطرقه. لم يتميز الحاج محمد سعيد فى علاج الماشية من الأمراض بل تفوق أيضا فى الزراعة، وكانت له تجربة جديدة فى زراعة الأراضى بالمحاصيل المختلفة فى موسم واحد ويقول: منذ 20 سنة وأنا أقوم بزراعة محصولين مختلفين بنفس قطعة الأرض التى أملكها لتعظيم الاستفادة من تلك المساحة المحدودة وحاليا أقوم بزراعة القمح مع البنجر وفى فصل الصيف أقوم عادة بزراعة القطن مع الذرة أو زراعة لب البطيخ السوبر مع القطن وحاول أهالى القرية تقليدى فى هذه التجربة والتى نجحت فى بادئ الأمر لكنها الآن تتم بدون وعى أو تخطيط .