بعد حروب الفيس بوك وتويتر والفضائيات تشهد الساحة السياسية المصرية حرباً جديدة هى حرب المنشورات، وقد انتشرت هذه الظاهرة على وجه الخصوص فى الإسكندرية التى تشتعل بتباين كبير فى وجهات النظر والمواقف بين الأحزاب والحركات والائتلافات السياسية إذ يدافع كل منها عن أفكاره وتوجهاته مما أفرز نوعاً من المنشورات تحرض على الهدم والحرق والعصيان والإضراب وإسقاط المجلس العسكرى، وآخر يدعو إلى العمل والبناء واحترام مؤسسات الدولة ورموزها مع تمسكه بكل مكتسبات ثورة 25 يناير.. «أكتوبر» رصدت أبرز هذه المنشورات، واستطلعت آراء علماء الاجتماع والنفس لمحاولة معرفة أبعاد ودوافع ونتائج هذه الظاهرة. البداية كانت مع عشرات المنشورات التى دعت إلى الإضراب والعصيان المدنى يوم 11 فبراير السابق والتى لقيت فشلا ذريعا ولم يستجب لها أحد من الشعب اللهم إلا من أصدروا تلك المنشورات. منشور آخر موقع باسم القوى الاشتراكية بالإسكندرية يدعو أيضا إلى الإضراب والعصيان المدنى ويذكر أن الإضراب سيكون تصاعديا من 11 فبراير. ومنشور آخر موقع باسم طلاب الثوريين الاشتراكيين موجه إلى الطلبة بعنوان (يا طلاب مصر حى على الإضراب) ويدعو إلى الإضراب حتى تنفيذ عدة مطالب هى رحيل المجلس العسكرى ومحاسبة أعضائه على جرائمهم – على حد نص البيان - وعودة الجيش المصرى إلى الثكنات فورا، ورحيل حكومة الجنزروى وتشكيل حكومة ثورية تدير المرحلة الانتقالية، وإقالة النائب العام ومحاكمته، وإقرار قوانين لمحاكمة المتورطين فى قتل الثوار، وتحديد الحدين الأدنى والأقصى للأجور والمعاشات، وضمان مجانية التعليم فى المؤسسات التعليمية الحكومية. وحاول منشور بعنوان (ليه احنا معتصمين فى الميدان؟) الدفاع عن المعتصمين ضد تهمة إثارة الفوضى، ويشير إلى أن مبررات اعتصامهم هى رغبتهم فى تحقيق مطالب الثورة. وهناك منشور موقع باسم الاشتراكيين الثوريين عنوانه (وكأنه اتهام للاشتراكيين الثوريين،نعم نريد إسقاط دولة الاستبداد والفقر والتبعية) ويحاول المنشور الدفاع عن الاشتراكيين الثوريين وعن دعوتهم لما وصفوه بإسقاط القوات المسلحة وإسقاط الدولة ويقول إنهم يريدون إسقاط دولة الظلم وأن هذا عمل مشروع!! وأنهم يريدون بناء دولة جديدة على أسس سليمة. منشورات ضد المنشورات وفى المقابل ظهرت منشورات أخرى تهاجم المنشورات الأولى وتحاول الدفاع عن المجلس العسكرى وتذكير الشعب المصرى بأفضال القوات المسلحة المصرية، أحد هذه المنشورات موقع باسم (مواطن مصرى) وعنوانه (لا للعصيان المدنى)، يقول صاحبه إن العصيان المدنى خيانة لله وللوطن ودعوة للتخريب وتفتيت الوطن. ويدعو المنشور المصريين إلى عدم الاستجابة للتخريب ويذكر آيات قرآنية وأحاديث للرسول -صلى الله عليه وسلم- تدعو الى العمل. ومنشور آخر موقع أيضا باسم مواطن من مصر، وعنوانه (لا للعصيان المدنى فهو دعوة للتخريب) ويذكر شعب مصر أن أهل بورسعيد هم شعب الصمود والتصدى والذين كانوا حائط الصد الأول لمصر، ويهاجم المنشور دولة قطر وقناة الجزيرة؛ لأنها تبث الفتنة بين شعب مصر، كما هاجم المنشور الناشط السياسى ممدوح حمزة ووصفه بأنه سرطان خبيث فى جسد الوطن، وهاجم الإعلامى عمرو أديب واتهمه بالخبث والتلون والتحريض على العصيان. وجاء منشور بعنوان (من أقوال من يدعون إنهم رأى وصوت الشعب) ويهاجم عددا من الشخصيات العامة عن طريق عرض لبعض أقوالهم التى اعترض عليها الكثيرون ومنهم ممدوح حمزة ومن أقواله إنه يجب إعدام الأغلبية الصامتة فى مصر لدعمهم للمجلس العسكرى، وأقواله بأنه الداعم الرئيسى لكل نشاطات حركة 6 أبريل، وقول د.عمرو حمزاوى: إنه لا يمانع من زواج المرأة المسلمة من رجل غير مسلم، ويهاجم المنشور الإعلامى يسرى فودة ويقول إنه يثير الفتن ويضلل الحقائق، وأنه كشف مخبأ إحدى القيادات الإسلامية فى باكستان إلى مدير المخابرات الأمريكية أثناء عمله بقناة الجزيرة، كما يذكر المنشور وصلات السباب التى توجهها الناشطة السياسية نوارة نجم إلى المشايخ وقيادات المجلس العسكرى، واعترافات الناشط أحمد دومة بإلقاء المولوتوف على قوات الجيش واعترافات مدير دار نشر بدعم المعتصمين وأقوالا لبثينة كامل مرشحة رئاسة الجمهورية المحتملة تهاجم فيها المجلس العسكرى، ودعوة هشام قاسم رئيس المنظمة المصرية لحقوق الانسان للتدخل العسكرى الأمريكى فى مصر وذلك فى حديث نشر له بمجلة أمريكية عام 2005، ودعوة الناشط السياسى حافظ أبوسعدة لإقامة دور عبادة بمصر لأصحاب الديانة البوذية والكونفوشيوسية،ودعوة سامح نجيب لإسقاط الجيش المصرى وإسقاط الدولة، واعتراف جمال عيد مدير الشبكة العربية لحقوق الانسان على الموقع الرسمى للشبكة بتمويل اليهودى جورج سوروس له من خلال منظمة المجتمع المنفتح، وأقوال أسماء محفوظ أن الثورة بينت أن 90% من المصريين كلاب ولا يستحقون الثورة، واعتراف علاء عبد الفتاح بأنه ملحد وتأييده لحقوق الشواذ جنسيا فى الزواج، وقول الصحفى إبراهيم عيسى إن الشيخ الشعراوى يمثل مجموعة من الأفكار الرجعية المناهضة للعلم والتقدم ويخدم التخلف، كما يذكر المنشور التقارير التى كتبها د.محمد البرادعى ضد مصر أثناء إدارته للوكالة الدولية للطاقة الذرية وادعى فيها أن مصر تملك برنامجا نوويا سريا، وتقاريره ضد العراق، وقول مايكل نبيل إن إسرائيل أفضل من مصر وجيشها. ومنشور آخر بتوقيع مواطن من مصر أيضا مكتوب عليه إعلان مهم ويقول «تعلن قناة فضائية تحريضية كبرى متخصصة فى إثارة الفتن بجميع أنواعها عن حاجتها لوظائف منها ناشط سياسى يشترط فيه أن يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه كان متواجدا بالتحرير منذ 25 يناير 2011 وحتى رحيل حسنى مبارك فى 11 فبراير 2011 بشرط تقديم مستندات!! وأن يكون هذا الناشط «متقنعر ومنفوش وشعره مسبسب» ويكون حافظاً عن ظهر قلب ما لا يقل عن خمسة آلاف مطلب من مطالب الثورة وما لا يقل عن عشرة آلاف من أهداف الثورة ويرددهم مثل البغبغان بلا تلعثم ولا تلجلج لإقناع المشاهدين، وأن تكون لديه المقدرة والكفاءة على المتاجرة بدم الشهداء منذ أحداث محمد محمود نهاية بأحداث مباراة تونس وساحل، وكذلك وظيفة مذيع وإعلامى يمكنه إثارة الفتنة والنزاع بين أهل النوبة فى أقصى صعيد مصر واهالى ولاية كاليفورنيا فى أمريكا شرط استمرار النزاع حتى يوم الدين، وأن يكون مروج شائعات وأكاذيب بالمستوى العالمى الصهيونى يعنى الشائعة تنطلق مثل الصاروخ العابر للقارات فى ثوان». وبين هذه المنشورات وتلك يظهر أطرف المنشورات وهو لشخص يدعى قدرته على حل كل مشاكل مصر والعالم، ويقول إنه بإمكانه أن يجعل مصر الدولة الأولى فى العالم فى أقل من عامين بدون أى منصب ولا مقابل ويستطيع أن يمنع خطر طبقة الأوزون الذى يهدد العالم كله وسيأخذ حقه فى هذا الأمر من كل دول العالم ماعدا مصر وقال إن فى علمه كل ما يخطر وما لا يخطر فى عقل وقلب إنسان ويستطيع أن ينفع به مصر وكل العالم، وقال إن كل ذلك موجود فى كتابه «عفريت الشرق»!! والطريف أن صاحب المنشور أصدر منشورا آخر بنفس المعنى ليؤكد للناس قوته وعلمه. ظاهرة صحية وحول هذه الظاهرة استطلعنا آراء عدد من الخبراء: فى البداية يقول د. شبل بدران عميد كلية تربية الإسكندرية السابق إن ما يحدث فى مصر ظاهرة صحية أفرزتها حالة الحرية التى يعيشها المجتمع المصرى بعد 60 عاما من القهر وغياب الحريات والتعبير عن الرأى، وأمر طبيعى أن يحدث هذا السجال، فكل فئة من حقها التعبير عن رأيها مادام بطريقة سلمية وهذا شىء جيد وتعبير عن صحوة المجتمع بعد مرحلة قهر طويلة جدا، ومن الطبيعى ألا يوجد إجماع على شخص أو مؤسسة أو رأى فكل شخص يأخذ الكلام من وجهة نظره، أما الدعوة لإسقاط الدولة فالناس تأخذه بمفهوم سلبى مع أن المقصود به هو إسقاط البناء القديم والقوانين والقرارات الظالمة، كما أن الدعوة لإسقاط حكم المجلس العسكرى هى دعوة للحكم المدنى أما ما يقال عن الدعوة لإسقاط القوات المسلحة فلا يوجد عاقل يقول بذلك، وعن حالة الفوضى التى تسود مصر حاليا يقول لو راجعنا تاريخ الثورات فى العالم لوجدنا أن ذلك شىء طبيعى فكل الثورات تتبعها حالة من الفوضى وعدم وضوح الرؤية وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد استمرت الفوضى بعد الثورة الفرنسية 10 سنوات. فى حين يرى د.إسماعيل سعد أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة الإسكندرية أن ما يحدث فى المجتمع المصرى هو حالة من الفوضى يقودها البرادعى وحركة 6 أبريل والمستفيد فى النهاية هى الولاياتالمتحدةالامريكية، وأضاف أن حرب المنشورات هى جزء من حالة الفوضى السائدة، فمن مصلحة أمريكا أن نتحول إلى عراق آخر وأن ينقسم المجتمع ويتفتت ليسهل تنفيذ مخطط تقسيم مصر وتفكيكها،وأضاف أن الرابط الوحيد بين الشعب الآن هو القوات المسلحة ولو تم تدمير العلاقة بين القوات المسلحة والشعب لأصبحت مصر هزيلة يسهل السيطرة عليها وتقسيمها ويصبح المجتمع غير قادر على البناء أو الفكاك مما هو فيه ونصل فى النهاية إلى أن نصبح متسولين وهذا هو ما يريدونه ويحاولون تنفيذه عن طريق الإيقاع بين الجيش والشعب. وطالب د. إسماعيل سعد بضرورة استخدام الشدة لمواجهة هذا المخطط وإفشاله حتى لو أدى الأمر إلى إعلان الأحكام العرفية. وتقول د.سناء الخولى أستاذة علم الاجتماع بجامعة الإسكندرية إن حرب المنشورات والتباين الشديد فى الآراء الذى ظهر بالشارع المصرى هو نتيجة عدم التعود على الحرية بعد أن مرت سنوات طويلة على المصريين من القهر والكبت، وبالتالى أساء المصريون استخدام الحرية وبدل من أن تستخدم لهدم الظلم والقهر فإننا نستخدمها لنهدم بعضنا، وأصبحنا فى حالة فوضى عارمة ومن يظهر على الساحة الآن هم أصحاب النفوس المريضة وأصحاب المصالح. وتضيف د.سناء أن ما يحدث يمكن أن نصفه بأنه ظاهرة صحية عندما يكون هناك منطق وعقل وضمير ودليل لما يكتب ولكن للأسف فإن هذه القيم غائبة الآن. وتقول د.نهلة إبراهيم مدرس علم الاجتماع بكلية آداب الاسكندرية إن ما يحدث من حرب للمنشورات تظهر فيها مختلف التوجهات و الآراء هو شىء طبيعى جدا فى هذه المرحلة التى تمر بها مصر، وذلك لعدة أسباب منها أن مصر بها الكثير من الاتجاهات والمصالح المتضاربة، كما أن كل مرحلة بالمراحل الانتقالية تكون مثل الموج الهادر وتظل كذلك حتى تظهر قيادة يرضى عنها الناس لكى تهدأ الأمواج، فضلاً عن أن حرية الرأى والتعبير التى نمر بها الآن جديدة على مجتمعنا فقد تعودنا على البُعد الواحد فى التفكير، فقد كان هناك جهة واحدة تتكلم والشعب يستمع، ولكن بعد الثورة لأول مرة نبدأ فى التفكير وأصبحت هناك حرية للتفكير ومستحيل أن نجد شعباً بأكمله له فكر واحد وبالتالى أصبح هناك تباين فى الآراء والاتجاهات وهذا شىء طبيعى ولكن غير الطبيعى هو حالة التخوين التى تسود بين التيارات المختلفة فى مصر دون أدلة واضحة، وإذا كان هناك أشخاص غير موثوق فيهم فيجب التحقيق معهم لكى تدينهم التحقيقات أو تبرئهم، كما أنه من الطبيعى فى بلد به هذه الحالة من القلق والتوتر أن نجد أصابع داخلية وخارجية تلعب فى مقدرات ذلك البلد. وتقول د. نهلة لا نستطيع أن نقول إن الثورة انتهت، ولكن الثورة قد تنتهى وتتحول إلى حركة إصلاحية إذا تمكنت القوى السياسية التى اعتلت السلطة وهم «الإخوان المسلمين» من التعاون مع القوى السياسية الأخرى الموجودة بالساحة لتحويل طاقة الغضب إلى طاقة بناء تحل مشاكلنا المتفاقمة، أما إذا قدموا مجرد قشور إصلاح فستنفجر الثورة بصورة غير مسبوقة،خاصة أن أسباب الثورة كانت موجودة فى الواقع المصرى قبل الثورة، وتضيف قائلة:فى دراسة أجريتها قبل الثورة حول تفاقم ظاهرة العنف فى مصر توصلت إلى أن هناك أحد ثلاثة سيناريوهات سيحدث نتيجة استمرار حالة العنف، أما أن تقوم ثورة تحطم كل شىء أمامها خاصة القصور والفيللات الفخمة ويقوم بها أصحاب حق فقدوا الأمل فى الحصول على حقهم وعاشوا مهمشين، وإما أن يحدث إصلاح حقيقى تقوم به السلطة، وإما أن تحدث محاولة لاغتيال الرئيس السابق حسنى مبارك وينقلب البلد إلى فوضى وصراع على السلطة، ولكن ما حدث لم يكن غير متوقع على الإطلاق والثورة السلمية الحضارية التى قامت لم يتوقعها أحد. وتقول: إن تخلى مبارك عن السلطة للمجلس العسكرى كان ذكاء منه وتقبل الناس الوضع ورحبوا به بشدة ولكن الأخطاء التى حدثت فى الممارسات السياسية للمجلس أخذت من رصيده لدى الناس وهو ما أوجد حالة الانقسام والاختلاف فى المجتمع المصرى. ثقافة الاختلاف ويقول د. لطفى الشربينى استشارى الطب النفسى إن هذه الظاهرة من وجهة النظر النفسية هى نوع من تباين ألوان التعبير عن الآراء والتوجهات لدى قطاعات مختلفة من المواطنين لكل منهم مطالبه وتوجهاته وطموحاته، كما أنها تعبير عن الاختلاف فى الآراء والمعتقدات وهذه الظاهرة لها وجهها الإيجابى، حيث تشير إلى مناخ من الحرية الكاملة التى لم تتوافر على مدى العقود التى كان يتحكم فيها النظام السابق فى كل أشكال التعبير ويمارس من خلال أدواته كل أنواع القمع. ومن وجهة نظر أخرى فإن هذه الظاهرة التى تزدحم فيها الحياة بالمنشورات التى تحمل آراء متضاربة ومتناقضة يتسم بعضها بالتجاوز من حيث المحتوى لأفكار متطرفة نسبياً أو مطالب غير واقعية، كما أنها تحتوى على بعض التجاوزات فى أسلوب التعبير الذى يتعدى على حرية الآخرين ليست حالة سلبية تماما.. ولا تدعو إلى القلق.. بل إنها تتضمن الكثير من الإيجابيات فهى النبض الذى يشير إلى يقظة الوعى وتفاعل قطاعات المجتمع - وخصوصا الشباب – مع الأحداث الجارية بعد غياب طويل. والحل من وجهة النظر النفسية هو أن يتعود الجميع على « ثقافة الاختلاف».. وكيفية التعبير عن الرأي وقبول الرأي الآخر.. ونرى أن ذلك يتطلب مرور بعض الوقت مع التجربة الجديدة للثورة. ويقول د. مدحت عبد الحميد - رئيس قسم علم النفس بكلية آداب الإسكندرية- إن ما يحدث يسمى علميا بحالة الانفلات النفسى والفوضى النفسية، وتسرب مكبوتات اللاشعور، بل انفجار تلك المكبوتات القابعة سنوات داخل نفوس الكثير، ومن الثابت أنها عادة ما تكون ساخنة هائجة مستهجنة متلاطمة متناقضة بركانية، وتؤدى إلى ممارسات غريبة ومثيرة للدهشة، خاصة إذا أضيفت إلى تلك المكبوتات عوامل مساعدة مثل الضيق وطفح الكيل والقهر والظلم والمعاناة والمكابدة، والرغبة فى الثورة على الذات لدى البعض، وكل ذلك أفرز هذه الحالة من حرب المنشورات التى نراها فى الشارع المصرى وأيضا هذه الحالة من الانقسام بين فئات الشعب.