فى فيلمهم الطويل الثالث المشترك بطولة وكتابة، يختار الثلاثى «أحمد فهمى» و«هشام ماجد» و«شيكو» فكرة جذابة وظريفة لتدور حولها قصة فيلم «بنات العم» للمخرج «أحمد سمير فرج» ولكن ظلت هناك مشاكل فى السيناريو جعلت مستوى الفيلم ومواقفه متفاوته.. صعوداً وهبوطاً، وبدا بوضوح أن الفكرة الجريئة حائرة بين عالم الكوميديا العائلية التى تقدمها أفلام «ديزنى»، وبين نوع آخر أكثر غلظة يلعب على فكرة التحول الجنسى لشخصيات الفيلم. الحقيقة أن الفكرة نفسها فيها هذا التناقض، فأسرة «شنب» التى ترث قصراً ملعوناً يقوم بمسخ كل من يفكر فى بيعه تبدو طفولية وكارتونية وتنتمى إلى عالم ديزنى، ولكن تحول بنات العم الثلاث «شاهندة» و«شوق» و«شيماء» وجدّتهن العجوز بطة «رجاء الجداوى» إلى رجال يلعب ادوارهم «هشام ماجد» و «أحمد فهمى» و«شيكو» و«صلاح عبد الله» على التوالى، ثم مشكلات التحّول المفاجئ بحيث يكون المظهر والشكل رجالياً بينما تظل المشاعر وطريقة الكلام أنوثية، بالاضافة إلى تورّط النسوة المتحولات إلى رجال مع رجال آخرين، كل ذلك يدفع بنا إلى كوميديا تكرر نفسها باللعب على تفاصيل الحياة الأنثوية، كما تتوه فى مشاهد كثيرة الخطوط الفاصلة بين الانوثة والذكورة لتدخل إلى منطقة الخنوثة والشذوذ التى تهزم خيال الفيلم، وتدفع بنا إلى الاشمئزاز من الحكاية كلها. لعل أحد مشاكل السيناريو المهمة أن الصراع الحقيقى فيه تاه وتأجّل إلى الثلث الأخير من الفيلم، لقد وافقت البنات الثلاث على بيع القصر بضغط من ظروفهن العائلية التى دفعت «شوق» للعمل كراقصة للانفاق على زوجها وعلى بنات عمها وجدتها، ثم نكتشف أن عزيز «ادوارد» هو الذى وقف وراء صفقة البيع لكى يتخلص من عيب جسدى أصيب به لأنه كان من أفراد الاسرة الأصلية التى باعت البيت لأسرة «شنب»، الصراع اذن بوضوح بين عزيز والنسوة المتحولات إلى رجال، ولكن السيناريو نسى ذلك حيثُ تفكّر البنات المتحولات فى عمل عمليات تجميل، ثم تذهب «شوق» المتحولّة فى صورة محامٍ يُدعى شوقى لكى يطلب من «عزيز» الحصول على العقد لفكّ اللعنة، ولكن عزيز يرفض، ومرة أخرى ينسى الفيلم طرفى الصراع لنشاهد حكايات كل فتاة متحولة مع علاقاتها السابقة، وفى الثلث الأخير من الفيلم، يتذكر السيناريو عزيز فتُدبر مؤامرة معقدة للحصول على العقد حتى تعود البنات إلى حالتهن الأصلية. عندما كان الفيلم يقترب من خيال فكرته الطفولية، كنا نشاهد مواقف ظريفة، ثم سرعان مانعود إلى فوضى الهوّيات التى تقودنا إلى مواقف مثيرة للغثيان على حد تعبير افراد العمل أنفسهم، هناك أيضاً محاكاة ساخرة لمشاهد من أفلام عربية، حتى الاسم نفسه محاكاة ساخرة لفيلم «أولاد العم»، ولكن التجربة عموماً تفتقد النضج والصنعة حتى على مستوى أداء الممثلين وخصوصاً إدوارد بطريقته المُتصنعة والمزعجة.