عندما قدم الثلاثى «أحمد فهمى» و«شيكو» و«هشام ماجد» فيلمهما الأول «ورقة شفرة» كمؤلفين وأبطال، بدا كما أن حجرا ألقى فى مياه الكوميديا الراكدة فى السينما المصرية. صحيح أن الحجر كان صغيرا للغاية، وصحيح أن الفيلم كان به الكثير من الملاحظات لدرجة اعتبرته فيها تجسيدا لسينما الحد الأدنى، إلا أننا لاحظنا أن هناك بحثا عن الاختلاف،وجهدا فى تحقيق التميز عن السائد، وقد تأكدت هذه الملاحظة الآن بفيلم العيد الظريف والممتع «سمير وشهير وبهير» الذى كتبه وقام ببطولته «فهمى» و«شيكو» و«هشام»، واخرجه فى أولى تجاربه «معتز التونى» الذى عرفناه ممثلا فى أدوار كوميدية صغيرة. ورغم أن الفكرة التى يتعامل معها الفيلم معروفة ومطروقة حيث تعيد آلة الزمن الابطال إلى الماضى فيكتشفون ويتغيرون او يحاولون هم أيضا تغيير الآخرين، فإن الخيال والعمل على التفصيلات والبحث عن مواقف مبتكرة وطازجة والإخلاص للسيناريو وليس لنجم بعينه، كل ذلك أدى إلى تقديم فيلم فانتازيا كوميدية خفيفة ومتماسكة وحافلة بالتفصيلات واللمحات الذكية، ومثل فيلم «كده رضا» الذى كتبه «أحمد فهمى» منفرداً. أو فيلم «ورقة شفرة» الذى كتبه الثلاثى «فهمى» و«شيكو» و«هشام»، يوجد لدينا ثلاثة أبطال فى موقف شديد الغرابة، إذ نكتشف ان «سمير» (أحمد فهمى» و«شهير» (شيكو)، و«بهير» (هشام ماجد)، ثلاثة إخوة أشقاء ولدوا فى نفس اليوم ولكن من ثلاث أمهات مختلفات منذ ثلاثين عاما، وأن والدهم تزوج من ثلاث سيدات فى نفس اليوم فى فترة السبعينات والأعجب أن الثلاثة سيدخلون نفس الكلية (الهندسة)، وسيشاركون فى مشروع واحد بتكليف من استاذهم، ولكنهم يقررون سرقة مشروع الاستاذ وهو عبارة عن آلة تشبه عجلة الزمن، وعندما يستخدمونها يجدون أنفسهم فى السبعينات، ويصبح هدفهم فى البداية الصراع فيما بينهم لكى يتزوج الأب امرأة واحدة دون غيرها حتى لا يولد منافس، ولكنهم يتوحدون أخيرا لكى يندفع الأب للزواج من الثلاثة معا فى يوم واحد لكى يتحقق للجميع الميلاد وبعد 30 عاماً. المعالجة التى تفجر الضحكات طوال الوقت كتبت باتقان مستفيدة بالطبع من التباين بين السبعينات بأغانيها وملابسها وظروفها وبين حياتنا اليوم التى يرى الفيلم أنها من صنع الماضى القريب، والحقيقة أن المعنى غير المباشر للمعالجة أن من ليس له ماض فلن يكون له حاضر ولا مستقبل أيضاً، والأب يمنح فى الفيلم الأولاد الثلاثة وجودهم البيولوجى، ولكنه يمنحهم من خلال الرحلة إلى الماضى متعة الاكتشاف والمعرفة، وفى ظل أداء تمثيلى مقبول من «شيكو» و«فهمى» و«هشام» و«شريف رمزى» و«إيمى سمير غانم» و«إنجى وجدان» و«رحمة» وضيوف الشرف مثل «حسن حسنى» و«دلال عبد العزيز» و«هناء الشوربجى» بدا الفيلم ممتعا دون أن تتجاهل أنه كان يمكن أن يكون ممتعا أكثر لو كان مخرجه أكثر تمكنا من أدواته بحيث افلتت منهم الكثير من المشاهد، كما لم يفلح فى توظيف عناصر كالموسيقى، ولكن تميزت ملابس «ريم العدل» خاصة فى سنوات السبعينات.