يتكرّر السؤال والرد كل يوم عدا يوم الجمعة، بالضبط عند الساعة الخامسة: وصلتى يا أم محمد؟ وصلت يا أبو صابر.. كفاية زعيق!
قبل ربع الساعة، يكون قد سبقها إلى مدخل العمارة الجانبى، بوابة حديدية تجاور محل الحلويات، ممر طويل ينتهى بمرآة تعكس صورته، عجوز (...)
عرفتُ الكاتب الراحل الدكتور عصام الشمّاع فى مرحلتين زمنيتين بينهما سنوات طويلة؛ المرة الأولى فى مطلع التسعينيات من القرن العشرين، عندما التقيته كصحفى ليتحدث عن ظروف كتابة فيلمه البديع طالع النخل، والمرة الثانية عندما تزاملنا فى لجنة تحكيم سينمائية، (...)
مثل كل روائى مختلف، لا يقنع بالسائد والمألوف، قدّم صنع الله إبراهيم عددًا من التجارب الروائية المهمة التى شكّلت محطة هامة ومحورية فى تاريخ السرد المصرى والعربى، بقدر ما أثارت بعض الجدل بين النقاد، وبين عموم القراء.
كانت روايته «نجمة أغسطس» أول ما (...)
مع التسليم بأن عنصرًا واحدًا بمفرده لا يمكن أن يفسر ظاهرة التطرف الدينى التى تتطور إلى ممارسة العنف والقتل، فإن هناك، بالمقابل، أمورًا لافتة تستحق الدراسة، لعل أبرزها أن نسبة كبيرة ومعتبرة من المتطرفين من خريجى الكليات العلمية والعملية، وتحديدًا من (...)
كثيرةٌ هى الأفلام اللبنانية، تسجيلية وروائية، عن الحرب الأهلية التى استمرت 15 عامًا، وقتلت أكثر من 200 ألف شخص، بل يمكن القول إن هذه الحرب تشكل نوعًا مستقلًا فى السينما اللبنانية، وأفلام كثيرة منها تقدم معالجاتٍ فنية مبتكرة ولافتة ومؤثرة.
أضع بين (...)
أحب الروايات الذكية والطموحة، التى تقدم نماذج ومواقف إنسانية ثرية ومختلفة، وتمنحنا بهجة الفكر والفن معًا. ومن هذه النوعية، هذه الرواية السويسرية المترجمة، الصادرة عن دار الكرمة بعنوان «القفزة»، كتبتها سيمونه لابرت، وترجمها سمير جريس. ورغم أن الرواية (...)
بارعةٌ حقًّا هذه الرواية فى رسم نماذجها النسائية التى تعانى اغترابًا وقلقًا وفشلًا فى الخارج وفى الوطن. ومع أن كل واحدة من بطلات الرواية الأربع لا تخلو من موهبة وذكاء وحساسية عالية فى الشعور بالذات وبالآخر، فإنهن يعانين من ظروفٍ غير مواتية، تستلزم (...)
على حافة الحقيقة والخيال، والواقع والحلم، وفى تلك المسافة بين ما نريد وما يتحقق فعلا، ينسج جار النبى الحلو فى روايته «حلم على نهر»، الصادرة عن دار العين، حكايةً تبدو بسيطة وعادية، ولكنها تُلخّص - لو أمعنتَ النظر - سيرة تغيّرات مصرية كبرى فى القرن (...)
فى مشاهدة جديدة فى سينما زاوية للفيلم الأمريكى «memento» أو «تذكار»، سيناريو وإخراج كريستوفر نولان، تأكد لى أن الفيلم يتجاوز هذا السرد الشكلى الأقرب إلى اللعبة أو اللغز، إلى ترجمة فكرة أعمق تناسب هذا الشكل، فليست الحكاية مطاردة بوليسية وصولًا إلى (...)
هذه الرواية تقدم تجربة جريئة وماكرة فى الشكل وفى المضمون، بطلها يحمل طابعًا وجوديًّا بوحدته وحيرته، وضجره، وبحثه عن مرفأ وملاذ، ويبدو مثل سيزيف معاصر، بينما يختلط السياسى بالاجتماعى بالثقافى بالعاطفى والجنسى، على نحو معقد ومحكم.
الرواية الصادرة عن (...)
وهذه رواية أخرى تستدعى التاريخ من أجل الحاضر، تبعثه عذبا نقيا رومانسيا، وتحاول أن تستلهم منه معنى معاصرًا، وبلغة شاعرية تتسق مع زمان الحب والفن، فى سنوات مملكة الحيرة الغابرة فى جنوب العراق، وفى عصر ملّون بالعشاق والمبدعين.
الرواية كتبها الروائى (...)
روايةٌ جديدةٌ مدهشةٌ بشخوصها وأجوائها، وبقدرة مؤلفتها على استعادة السنوات الأولى من القرن الحادى والعشرين، وتأمّلها لعالم مغلق هامشى غير مطروق، مع أنه المكان الذى يضىء الإسكندرية بالكهرباء. نعيش فترة قصيرة فى عمر الزمن، ولكننا نراها بالعمق، صوتا (...)
أجمل ما يقدمه فن الرواية للقارئ تلك الزوايا المختلفة لاكتشاف الذات والعالم، وتلك الرؤية العميقة التى تثرى عالمنا المحدود. ورغم أن الكاتب يعبّر بالضرورة عن ذاته وعالمه، ووجهة نظره الخاصة، فإن كل ما هو خاص يتحول إلى عام وإنسانى، لأننا نتشارك فى (...)
شخصيات هذه المجموعة القصصية مختلفة ومتفردة، ولكنها تشعر بالوحدة، وتبحث عن لحظة دفء وتواصل، وعن نسخةٍ جديدة لذواتها، وبينما يبدو الماضى مثل طيف يأبى أن يزول، إلا أن الشخصيات تعيش حاضرها أيضًا، وتخترع أسبابًا للبقاء.
فى «سهرة درامية» المجموعة الصادرة (...)
هذه الرواية من أفضل ما قرأت هذا العام، ومن أفضل ما قرأت من أعمال مؤلفها الكاتب المعتبر عادل عصمت، الذى برع فى التقاط لحظات التغيّر والتحول، عبر شخصيات نابضة بالحياة وبالتفاصيل فى مدن وقرى الدلتا.
ولكن الرواية الصادرة عن دار الكتب خان بعنوان «فى (...)
اعتبرتُ دائمًا أن مقدمات محمد المخزنجى لمجموعاته القصصية جزءٌ من هذه المجموعات، يغزلها من نفس الخيوط، ويختار لها نفس المقام الموسيقى، ويلونها بنفس الألوان، لا يتكلف السرد، لأنه ينظر ببساطة إلى كل شىء باعتباره مادة للحكايات.
فى طبعة جديدة من مجموعة (...)
ربما يكون هذا الكتاب الفريد هو الأول الذى يقتحم منطقة شائكة ومؤلمة، وهى انتحار عدد معتبر من المبدعين، تحت وطأة معاناة قاسية، من وحش شرس يسمى مرض الاكتئاب. يحلّل المؤلف تلك المعاناة الهائلة، فى تقاطعها مع الإبداع، ويحكى عن هؤلاء؛ بداية وتوهجًا (...)
هذه فكرة الانتقام الفردى مرة أخرى، ولكن بعد أن أخذت بعدًا عميقًا وذكيًّا، فخرجت من إطارها الضيق، لكى تصبح رفضًا للهزيمة، وتمردًا على النسيان، وإعلانًا عن المحاولة، حتى لو كانت محاولة عبثية وغير قانونية، وحتى لو اعترفت مرتكبة جرائم القتل، وإنما هو (...)
ليست فقط مطربة استثنائية، ولكنها كانت أيضًا شخصية درامية بامتياز، سواء بسبب ثراء رحلة صعودها من القرية إلى القمة، أو لأن حياتها تترجم تغيّر أحوال المرأة والوطن فى فترة زمنية طويلة، أو بحكم البشر والعباقرة الذين ساهموا فى مجدها، أو بمعيار الدور (...)
وهذا فيلم آخر أشعرنى بالأسف والغضب الشديد، لأنه كان يمتلك فرصة كبيرة، لكى يكون عملا مهما ومميزا، بتطوير شخصياته، وبالبحث عن معنى ودلالة إجتماعية لأحداثه، وبتعميق خطوطه وأفكاره، ولكن فيلم "آل شنب"، الذى أخرجته أيتن أمين، وشاركت أيضا فى كتابته مع أحمد (...)
أعادنى هذا الكتاب المهم إلى سنواتٍ عشت كثيرًا من أحداثها، وكتبت أيضًا عنها، والتقيت بعض أبطالها، وكانت سنوات التسعينيات تحديدًا أوقات توتر وصراع سياسى واجتماعى، وفوضى شعارات اختلط فيها الدين بالسياسة، وانكشفت فيها الكثير من الأقنعة.
الكتاب الصادر عن (...)
أحب فن النوفيلا أو الرواية القصيرة، وأستمتع كثيرا بقراءة درره الفريدة، إذ يجمع بين عمق فن الرواية، وتكثيف وقوة تأثير فن القصة القصيرة.
أحب الكاتب النمساوى العظيم شتيفان تسفايج، وأعتبره من أهم وأبرز كتاب الرواية والسير فى القرن العشرين، وربما كان (...)
كان يوسف إدريس يفترض أنه يجب أن تكون لدينا قصص قصيرة بعدد البشر، فكل إنسان له قصة يمكن أن تُحكى، لولا أنه ليس لدينا كتّاب بعدد البشر، يمكنهم أن ينحتوا من حجر الحكايات تماثيل جميلة.
وكنت، وما زلتُ، أعتقد أن القصة القصيرة هى أقرب فنون النثر إلى (...)
ذهبتُ إلى فيلم "سيكو سيكو"، الذي كتبه محمد الدبّاح وأخرجه عمر المهندس، من دون توقعات كبيرة، بل ربما كنت أقرب إلى توقّع استقبال عمل عادي وتقليدي تماما، كأحد أفلام العيد، التي تمر سريعا، تقدّم التسلية العابرة، وتجمع العيدية، وتقدّم الثنائي عصام عمر (...)
ربما يكون الصدق والبساطة هما مفتاح هذه السيرة الذاتية، فلا تجد فيها تضخيما للذات ولا للدور، ولا تقرأ فيها «عنتريات» تطمح إلى تغيير العالم، بل ربما هى أقرب إلى سيرة حيرة وأسئلة، وليست سيرة إجابات ووصول، سيرة ضعف ومشقة، وليست سيرة قوة ووصول (...)