أحب فن النوفيلا أو الرواية القصيرة، وأستمتع كثيرا بقراءة درره الفريدة، إذ يجمع بين عمق فن الرواية، وتكثيف وقوة تأثير فن القصة القصيرة.
أحب الكاتب النمساوى العظيم شتيفان تسفايج، وأعتبره من أهم وأبرز كتاب الرواية والسير فى القرن العشرين، وربما كان (...)
كان يوسف إدريس يفترض أنه يجب أن تكون لدينا قصص قصيرة بعدد البشر، فكل إنسان له قصة يمكن أن تُحكى، لولا أنه ليس لدينا كتّاب بعدد البشر، يمكنهم أن ينحتوا من حجر الحكايات تماثيل جميلة.
وكنت، وما زلتُ، أعتقد أن القصة القصيرة هى أقرب فنون النثر إلى (...)
ربما يكون الصدق والبساطة هما مفتاح هذه السيرة الذاتية، فلا تجد فيها تضخيما للذات ولا للدور، ولا تقرأ فيها «عنتريات» تطمح إلى تغيير العالم، بل ربما هى أقرب إلى سيرة حيرة وأسئلة، وليست سيرة إجابات ووصول، سيرة ضعف ومشقة، وليست سيرة قوة ووصول (...)
يظل حضور أحمد عدوية، رغم غيابه بالموت، موضوعًا للتأمل والتحليل، مع اتفاق عام على أنه لم يكن موضة عابرة، وعلى أن تأثيره قوى وكبير ومستمر. كان جميل الصوت، ورائع الحضور، ابن بلد بسيط، وإنسانًا وفيًّا لكل من ساعده.
أحببت صوته دائمًا، وكذلك طريقة أدائه (...)
فى مسيرتى المهنية كصحفى، أعتز بكتابات قليلة، منها حوار طويل مع الروائى والصحفى الكبير فتحى غانم، نشر فى مجلة «اليوم السابع»، وهى مجلة فلسطينية كانت تصدر وقتها فى «باريس»، بتاريخ 31 يوليو من العام 1989.
أحببت شخصية الرجل بعد الحوار مثل حبى لرواياته، (...)
هذا الزجّال العظيم بيرم التونسي (1893/ 1961) حكاية درامية هائلة، قدمت عن حياتها المضطربة والصعبة، أعمال فنية كثيرة، ولكنها لا تقارن بتفاصيل الأحداث التي عاشها هذا الرجل، سواء في مصر، أو في غربته الطويلة في فرنسا، أو في تونس، ولاتقارن أيضا بحجم موهبة (...)
يجمع هذا الكتاب الصادر عن دار «المرايا» بين اسمين أحبهما وأقدر موهبتهما العارمة فى مجالين مختلفين؛ وهما: بليغ حمدى الموسيقار الفذ الذى كتبت كثيرًا عن أغنياته وموسيقاه، وتأثيره على جيلنا كله، ووسام سليمان كاتبة السيناريو المتفوقة، والتى قدمت أعمالًا (...)
أعادنى هذا الكتاب المهم، والمدهش، إلى متعة قراءاتى القديمة فى كتب الإعلام، ولكن الكتاب الذى أتحدث عنه، والصادر عن دار العين، بإعداد وترجمة سهير صبرى، يبدو أكثر عمقًا بكثير بل ويبدو وكأنه كُتب اليوم، مع أنه صدر لأول مرة فى الولايات المتحدة فى العام (...)
عرفت الصحفى والكاتب توماس جورجيسيان، ابن البلد الشبراوى المصرى من أصل أرمنى، أولا كقارئ شغوف بما يكتبه فى تقاريره الصحفية العميقة، أو فى مقالاته الرائقة عن الفن والأدب والحياة، ثم كصديق أعتز به، التقيته شخصيّا لأول مرة من سنوات قليلة، فكأننى أعرفه (...)
استضافتنا مؤخرًا مجموعة بيت الحكمة للثقافة، فى ندوة فنية حول «أم كلثوم والسينما»، أدارها ببراعة الصديق مصطفى الطيب، وغرّد فيها بأغنياتٍ مختارة من تراث ثومة الفخيم، الموسيقار وعازف العود العراقى الفذ يوسف عباس، وتحدثتُ فيها تفصيلًا عن رؤيتى الخاصة (...)
يمكننى أن أضع هذا الكتاب المترجم بين أفضل كتب هذا العام، بل لعله من أبرز الكتب التى تتناول التاريخ الاجتماعى والثقافى والاقتصادى المصرى، بمنهج مختلف وعميق، لأنها تراه من زاوية أشياء قد تبدو عابرة وعادية، بينما هى تدل على تغيراتٍ جذرية فى إنتاج (...)
تتردّد فى المجموعة القصصية «كل ما يجب أن تعرفه عن ش» لأحمد الفخرانى، والصادرة عن دار الشروق، نغمة من مقام الحيرة والاغتراب، أبطاله وحيدون، يعانون مللا مقيما، وجوديا إن شئت، يبحثون عن شىء خارق، ليس أقل من معجزة، وحتى عندما يصلون إلى الجنة، يحصدون (...)
سعدتُ منذ أيام بتلبية دعوة كريمة من د. أحمد عمّار، مدير مركز اللغة والثقافة العربية بجامعة القاهرة، للحديث فى ندوة بالمركز أدارها أخى وصديقى الناقد إيهاب الملاح، واختار د. عمّار للندوة موضوعًا شيقا هو «الدراما المصرية واللغة العربية»، فى مناسبة (...)
أجمل ما فى هذه الرواية أنها تفتح على قراءات ثرية، رغم أنها تنطلق من حدثٍ واحد يمر بشكلٍ عابر عند الكثيرين، ولكن شخصية بطل الرواية وساردها، وهو أيضًا ابن جيله وزمنه بامتياز، أخذتنا إلى هذه الآفاق الواسعة. الرواية الصادرة عن دار الشروق بعنوان «الحب (...)
يمتاز فن القصة القصيرة بهذا الأثر الواحد الذى يتركه فى ذاكرة القارئ بعد الانتهاء من كل قصة، ولكن هذه المجموعة القصصية الفائزة بجائزة ساويرس، لمؤلفتها آية طنطاوى، والصادرة عن دار العين، بعنوان «احتمالات لا نهائية للغياب»، تترك فى الذاكرة أثرًا واحدًا (...)
من الأخبار السارة أن تقوم دار نشر عريقة مثل دار المعارف بإصدار سلسلة كتب جديدة، تبسّط العلوم، وتربط القارئ بالثورات المتلاحقة فى مجالات التكنولوجيا والطب. تحمل هذه السلسلة اسم «اقرأ العلمى»، ويرأس تحريرها د. أحمد سمير سعد، وهو طبيب وأكاديمى ومترجم (...)
أعرف الناقد الكبير أمير العمرى منذ أكثر من 22 عامًا، التقينا وقت عودته الثانية إلى مصر، عندما انتخب رئيسًا لجمعية نقاد السينما المصريين، وبدأ نشاطًا مميزا للجمعية فى عروض الأفلام، وفى إصدار الكتب، وفى ظهور مجلة «السينما الجديدة» التى نشرتُ فيها (...)
أتابع باهتمام طفرة إنتاج الأفلام الروائية القصيرة، بأساليب وأشكال مختلفة، استفادة من ثورة الديجيتال، وظهور أجيال شابة، تريد تقديم تجاربها الأولى، بعد أن كانت هذه الأفلام محصورة تقريبا فى مشروعات التخرج فى معهد السينما، وبعد أن كان الطموح الأكثر (...)
لا أتذكر ما يقارب هذه التجربة التشاركية فى كتابة رواية واحدة إلا تجربة طه حسين مع توفيق الحكيم لكتابة رواية «القصر المسحور»، والتى بدت محاولة لم تتكرر، ولم يتوقف عندها الكثيرون، ولكنها ظلت دليلًا على إمكانية المشاركة فى نص واحد، مادته الخيال، وليس (...)
عندى أسبابٌ كثيرة للحماس لهذه الرواية صغيرة الحجم، لمؤلفتها مريم عبد العزيز التى أدهشتنا بروايتها الأولى «هناك حيث ينتهى النهر»، مع أن الأمر لا يخلو فى الرواية الجديدة من بعض الملاحظات، ولكن كفة الإجادة أثقل وأكبر.
الرواية الصادرة عن دار الكتب خان، (...)
لعل أجمل ما يميز هذه الرواية القصيرة، تلك البساطة الآسرة فى سرد التفاصيل، وذلك الشكل الذى يقترب من مونولوج طويل، ورغم أن الساردة تكتب رسائل لن تراها صديقتها أسيرة المرض الخطير، فإن الحكاية بأكملها مثل «بورتريه» شخصى واجتماعى ونفسى للساردة، التى تبحث (...)
ربما لا يكون فيلم «بارثينوبى»، الذى افتتحت به بانوراما الفيلم الأوروبى فى القاهرة، من أفلام المخرج باولو سورينتينو محكمة البناء، ومع ذلك فهو تجربة جديرة بالمشاهدة والتأمل، وتظل مع ذلك مشكلتها فى امتلائها بالأسئلة، وافتقاد التجانس، وتشويش الأفكار على (...)
ثلاثة مفاتيح مهمة لقراءة سيرة الفنان التشكيلى محمد عبلة، والصادرة عن دار الشروق تحت عنوان «مصر يا عبلة»، أولها قدرته على السرد المشوق، والتقاط اللحظة والموقف، وبناء الحكاية، واكتشاف مواطن المفارقة والسخرية، والتى لا تقل عن براعته كرسّام بالفرشاة (...)
أعادنى هذا النص إلى ذكرياتٍ عايشتُ فيها مكان الأحداث، الشوارع والمقاهى، وسينما على بابا الشهيرة قبل هدمها، ولكن فى زمن آخر. كنا فى التسعينيات من القرن العشرين، بينما يحكى النص عن سنوات نهاية الستينيات، وفترة السبعينيات والثمانينيات من القرن (...)
ترجمة الكتب الكبرى المؤسسة، والأسفار المرجعية الضخمة، أمورٌ تستدعى الاحتفال والتنويه والإشادة، لذلك كانت سعادتى كبيرة بصدور الجزء الأول من ترجمة كتاب «الفولكلور المصرى»، للعالم الألمانى الفذ هانز فينكلر.
صدر هذا الجزء عن المركز القومى للترجمة، وقدّم (...)