مما لا شك فيه أن هناك عوامل سلبية قائمة وكثيرة تشجع على انتشار التعصب الرياضى فى مجتمعنا كانتشار النار فى الهشيم، والنار تشتعل من مستصغر الشرر كما يقال، ومنها التصريحات غير المسئولة للمسئولين الرياضيين وتصريحات اللاعبين البعيدة عن إطار الروح الرياضية، والأقلام والأصوات الضعيفة وغير المتسلحة بالثقافة العامة والرياضية على وجه الخصوص، والتى تحمل طابع التعصب سواء كان ذلك من بعض محررى الصحف أو مرتادى المنتديات الرياضية ومقدمى البرامج خاصة فى القنوات الفضائية وغيرها على حسب ميول كل شخص للجهة التى يشجعها!! وهذا كله يؤثر سلبا يوما بعد يوم، وإن لم يتداركه العقلاء والمسئولون عن كافة المؤسسات الرياضية فإنه حتما سوف يؤثر على تطور الرياضة وكرة القدم بشكل خاص، وقد يؤدى إلى ما هو أسوأ من ذلك والعياذ بالله. ولذلك أناشد القيادات كل فى موقعه بالاهتمام بالتوعية الرياضية وأن تضع هذا الجانب المهم والحساس فى مقدمة أولوياتها لعلاج هذه الظاهرة السلبية التى تؤجج نار التعصب بين أبناء الوطن الواحد وسرعة رأب الصدع بين كافة المؤسسات الرياضية، وأن يبادر المسئولون فى الحكومة بالاجتماع مع المسئولين عن المؤسسات الرياضية والإعلام الرياضى والاتفاق على زرع مفهوم حب الوطن والتحلى بأخلاق الرياضة فى نفوس الرياضيين والجماهير، مثلما كان يعلمنا الكبار المعنى الحقيقى للتنافس الرياضى فى جملة موجزة هى «تواضع عند النصر وابتسم عن الهزيمة». لو كان هذا المعنى متأصلا فى النفوس لما حدث ما شاهدناه من أحداث مؤسفة فى مباراة غزل المحلة والأهلى من صبية لا تتجاوز أعمارهم 20 عاما لم يتعلموا المفاهيم الرياضية الحقة، وحدث ذلك بسبب تصرفات غير مسئولة لبعض اللاعبين الذين فضلوا المصلحة الشخصية على مصلحة الرياضة والوطن ولولا ستر الله وعقلانية رجال الشرطة والقوات المسلحة لتطورت الأمور إلى الأسوأ.. وكانت كلمة حق كفيلة بإطفاء النار وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.