إن ما حدث من قتل وتخريب مؤخرا مؤامرة على مصر وشعبها و لا يصب في مصلحة مصر ولا مصلحة أحد من المصريين ، بل يخدم مصالح أناس يريدون إضعاف مصر وشغلها عن دورها في المنطقة . و إنها لعبة قذرة يلجأ إليها الجبناء وأصحاب الضمائر الميتة والنفوس الخربة للإضرار بأمن و استقرار الوطن . ولابد أن يفهم كل مسلم وكل مسيحي أن ما يحدث ليس في مصلحة الجميع ، و أظن ذلك جزءا من خطة لتحقيق أهداف خبيثة ودنيئة تضر بالصالح العام للجميع ، يصاحبها ثرثرة في وسائل الإعلام لإثارة الفتنة الطائفية ، وعلى القيادات المسلمة والمسيحية على السواء إجهاض الفتن والعمل على الاستقرار في البلد لمصلحتنا جميعاً. والبعض يطالب بمراجعة مناهج الأزهر و أنبه إلى أن الأزهر الشريف وجميع المؤسسات الدينية الرسمية في مصر تدرِّس الفكر الإسلامي المعتدل ولا دخل لها فيما يحدث على الإطلاق . وما يحدث خطة خبيثة لخدمة مصالح أجنبية أو فئات غاب وعيها و مات ضميرها . و إني أوجه اللوم للحكومة لأنها لم تحتاط لما يحدث و هي تعلم تمام العلم ما يخطط لمصر من شر . ويجب تغيير القيادات المقصرة في عملها وكذلك القيادات غير القادرة على مواجهة هذا الخطر بقيادات أكثر خبرة وحكمة وقدرة على حسن التصرف ، فالأمر لم يعد يحتمل ، فمازالت بعض القيادات تتصرف بأسلوب لا يتناسب ومستجدات العصر . ولن تحل المشكلة بالتعذيب أو العنف . ولا مجال للمجاملات عند إسناد الوظائف القيادية لشخصيات قد تكون غير قادرة على تحمل المسئولية . وهناك أفكار تطرح في وسائل الإعلام لأشخاص غير مسئولين وليسوا على قدر من الفهم والتقدير لعواقب الأمور و أخطار ما يترتب على أفكارهم الشوهاء ، يجب أن يتوقفوا عن بث سمومهم وألاعيبهم الشيطانية . إن المواطن المصري ورجل الشرطة نسيج واحد بل جسد واحد لا يليق لأحدهما الاعتداء على الآخر مهما كانت الأسباب، ولنتعظ أيها العقلاء مما حدث في العراق وغيرها بسبب تلك الفتن الخبيثة ، واعلموا أنا هناك من ينوي بنا جميعا الشر. فلنتق الله في وطننا وشعبنا . و لإعادة الأمن والاستقرار في البلاد ، يتحمل الجميع في مكانه مسئولية و أمانة تهدئة النفوس وحل المشكلات بالحكمة والعقل . فرب المسلمين هو الله الواحد ، وكذلك رب المسيحيين ، ولا يرضى الله بالقتل أو إراقة الدماء أو إثارة الفتن . ولتنهض المؤسسات العلمية المتخصصة والأحزاب السياسية بمصر ببحث المشكلات الاجتماعية وغيرها وما ينجم عنها من تداعيات وطرح الحلول المناسبة لها ، على أن تضعها الحكومة في برامجها و خططها ، ولا نترك المشكلات حتى تتراكم و يصعب حلها ، فمعظم النار من مستصغر الشرر. وإن (الحكم) الآن ليس ما يستحق الاقتتال من أجله ، خاصة لمن يقدر مسئولياته وتبعاته . ولا يقاتل من أجله إلا ضعيف عقل أو ضعيف ضمير أو صاحب نفس شريرة أمارة بالسوء أو عميل ألعوبة في يد قوى خارجية ، وإنا لا نقبل المجاملة أو المغامرة أو المقامرة بمستقبل مصر بأي حال من الأحوال. ولينهض العقلاء والحكماء لتحمل المسئولية و الأمانة من أجل الحفاظ على مستقبل مصر والمصريين . محمد شطا السبكي محاضر سابق بالجامعة [email protected]