الديمقراطية أولاً مهما تكون النتائج.. هذا هو الطريق الذى اختاره الشعب ويجب أن يحترمه الجميع.. فالاستقرار والأمن والبدء فى الإصلاح والتنمية وإعادة ترتيب الأولويات وتصحيح المغالطات السياسة والبعد عن التخوين والتخويف وإثارة الفتن.. أقول هذا هو الطريق الذى يجب أن نسلكه مهما تكن التضحيات والتنازلات.. فلدينا المتسع من الوقت فى ظل الديمقراطية واحترام آراء الآخرين.. لدينا الوقت لأن يعبر كل منا عن هواجسه ومخاوفه من تداعيات المرحلة القادمة.. حيث يجب أن يتسع صدر الجميع لتقبل الرأى الآخر دون إسفاف أو تهديد.. يجب أن نحترم الآخر حتى ولو خالفنا الرأى أو المعتقد فلنا جميعا حقوق متساوية فى التعبير ما دام الهدف هو إعلاء المصلحة القومية فوق أى اعتبارات حزبية أو عقائدية. هذه مقدمة قد تبدو إنشائية معادة ومكررة ولكن لا بأس من إعادة التذكير بها لأن ما يحدث الآن ينذر بكثير من المخاطر التى قد تهدد الأمة كلها وتنسف طريق الديمقراطية ونعود الى المربع الأول.. وهو مربع خطير ملتهب قد يجرنا إلى عشوائية فى التناحر والتقاتل والتخريب. واليكم تصورى المتواضع عن سيناريوهات المرحلة القادمة والتى أرجو من الله أن أكون مخطئا فى كل ما سوف أذكره الآن فإن أصبت فهى مصيبة ولى أجر عند الله وان أخطأت فالحمد لله على سلامة الوطن ولى أجران.. لقد علمت من خلال تجوالى فى ميدان التحرير وشارع القصر العينى ومن أمام مجلس الوزراء أن هناك مجموعات إجرامية تم إعدادها وتدريبها تدريبا شيطانيا على إعاقة عمل أى حكومة قادمة حتى ولو كانت الحكومة المرتقبة والتى سيتم تشكيلها بعد الانتخابات.. وحتى لا أطيل عليكم فإن هذه المجموعات التخريبية أمرت بأن ترفع شعارات سياسية تم الإعداد لها مسبقا من قبل جهات معلومة المقاصد والأهداف منها مثلا شعار «لا للمجلس العسكرى» والبرادعى هو الحل» وهذه الشعارات ربما قصد بها أصحابها نوعا من السخرية من شعارات أخرى مثل الإسلام هو الحل ودون الخوض كثيرا فى ماهية هذا الشعارات المعروفة للجميع فإن كل ذلك يحدث دون النظر لأى اعتبارات قد تهدد السلام الاجتماعى وتقوض مسيرة الديمقراطية دون الاستناد على اى موقف سياسى أو قومى يحافظ على سلامة الوطن مع تجاهل تام وعن عمد للعملية الديمقراطية التى تتم الآن من خلال انتخابات نزيهة شهد لها العالم كله. أقول انتخابات نزيهة حتى ولو كانت نتائجها لا ترضى بعض القوى السياسية، لكن احترام صندوق الانتخابات هو الأساس ونتائج الفرز على العين والرأس.. وحتى أكون أكثر صراحة ووضوحا فإن نتائج الانتخابات يجب أن تكون على رقاب الجميع وفوق كل الاعتبارات رغم أنها قد لا ترضينى أنا شخصيا أو لا ترضى بعض القوى الليبرالية أو العلمانية والتقدمية وليقل كل منا ما يشاء لكن إرادة الشعب هى الغالبة وفوق الجميع. أما المصيبة الكبرى أن هناك من يدعى الديمقراطية ولكنه لا يرى إلا نفسه.. إما أن أكون أو انتظروا مليونيات التخريب وزعزعة الأمن وهدم الاستقرار.. هل هذا معقول؟! انتخابات ديمقراطية نزيهة يراقبها العالم كله ويشهد لها بحسن الإدارة وفى الطرف الآخر بلطجية وتخريب وإثارة للفتن وتعويق للعمل وبث روح الفرقة والتشكيك وإطلاق الإشاعات المغرضة والهجوم المتكرر وغير المبرر على قوات الشرطة والجيش.. كل ذلك يحدث من خلال خطة مبرمجة من جماعة ما يطلق عليها «6 أبريل» وأعوان البرادعى. هذا ما قاله لى أحد مدعى البطولة والوطنية ويصف نفسه بأنه ناشط سياسى وقد قال فى جمع من البلطجية والعاطلين أثناء وجودهم فى شارع القصر العينى أنهم يقاتلون وسيقاتلون.. !! قالها هذا الناشط التخريبى بالفم المليان وكررها ثلاث مرات ونقلتها عنه الفضائيات المغرضة.. من يقاتل هذا المخرب وأعوانه؟ بالطبع لم ننتظر الإجابة فقد سارع بالقول إنهم سيقاتلون أى حكومة وأى مجلس شعب وأردف قائلا سنقاتل العسكر والشرطة.. هكذا وبكل بساطة يريد أن يشعل هذا البائس الموتور النار فى كل شئ فهو وأمثاله وبكل برود يرفضون كل شئ يرفضون الانتخابات ونتائجها يرفضون الجنزورى وحكومته يرفضون الوجود الأمنى للشرطة يرفضون المجلس العسكرى - من الآخر يرفضون كل شئ بل يرفضون مصر كلها. [email protected]