فليصمت الجميع لنسمع صوت مصر

لماذا كل هذا الضجيج والصخب الذى ملأ الساحة السياسية والاجتماعية فى وطننا الحبيب مصر؟.
ألا نعطى لأنفسنا مهلة لنسمع، ولو مرة واحدة، صوت مصر نفسها! الكل يتناحر عليها ويتحدث باسمها ويقاتل من أجل حكمها، فهل لها أن تتحدث قليلاً عن نفسها!
ميدان التحرير وميدان العباسية وكل ميادينها تمتلئ بالهتافات والشعارات والجمل الرنانة، والكل يزايد على حبها ولا أحد منهم يريد أن يسمعها.. تعالوا نتفق أولاً أنه طالما أن مصر شخصية اعتبارية فيجب أن يكون هناك شىء مادى يمثلها، فلنفكر قليلاً من هو الأولى بتمثيل مصر أمام الجميع حتى ننصت له ونسمع صوته.
شئنا جميعاً أو أبينا فلن يمثل مصر ويتحدث باسمها سوى شعبها بكامله الثوار منه والفلول، الإسلاميون والأقباط، الليبراليون والعلمانيون، اليساريون واليمينون، الكل سواء وفى وقت واحد وعلى نفس المسافة كل من يوجد فى خانة الجنسية فى هويته أنه مصرى له الحق فى تمثيل مصر ولكن كيف ل 85 مليون مواطن أن يتحدثوا فى وقت واحد وأن نسمعهم جميعاً سوى أن يكون الصوت عبر صندوق انتخابى هو وحده من يستطيع أن يحول صوت مصر المعنوى إلى صوت مادى ملموس نسمعه جميعناً ونرى نتائجه بأعيننا.
ولكن عندما ارتضينا بالصندوق وأردنا جميعاً الإنصات لصوت مصر رجعنا مرة أخرى لسابق عهدنا ومن أول مرحلة لنملأ الأجواء مرة أخرى بالضجيج والصخب، ولم نسمع رأى مصر كاملاً حتى ولم نعط لشعبها الفرصة لتكملة حديثة.
ما المشكلة فى أن تكون مصر دولة إسلامية ونجرب هل سيضر الإسلاميون مصر فى أربع سنوات مثلما أضر الاستعمار بمصر مئات السنين.. جربنا الحكم الفرعونى ونعرف أبعاده وجربنا الاستعمار الخارجى بشتى ألوانه وعاش المصريون آلاف السنين لا يختارون حكامهم ولم تتح لهم الفرصة لذلك إلا بعد ثورة 25 يناير، فلماذا الآن يريد البعض أن يحرمهم مرة أخرى من الاختيار ولو لمرة واحدة.
أرجوكم دعوهم يختارون بأنفسهم ولو مرة واحدة حتى وإن أخطأوا فستكون التجربة الأولى لهم وبالطبع سيتعلمون منها، دعوهم يخطئون حتى يعرفوا الصواب فى المرات المقبلة ولا تنسوا أنها المرة الأولى التى يختارون فيها بأنفسهم، فما المانع من التجربة، لن يضير مصر أربع سنوات أخرى فوق القرون الماضية.
اصمتوا قليلاً يا سادة فصوتكم بدأ يصيب الكثيرين بالصمم والملل.. اصمتوا قليلاً يا سادة لنسمع صوت مصرنا الحبية لأول مرة فى التاريخ فإنه لأمر جلل.