احتفلت سلطنة عمان بالعيد الوطنى الحادى والأربعين، حيث شمل السلطان قابوس بن سعيد برعايته الاستعراض العسكرى الذى أقيم فى مقدمة الفعاليات الرسمية والشعبية التى تتوالى بهذه المناسبة، وقد تم تنظيمه على ميدان الاستعراض العسكرى بأكاديمية السطان قابوس لعلوم الشرطة بنزوى فى محافظة الداخلية. وقبيل حلول العيد الوطنى بنحو أسبوعين ألقى السلطان قابوس كلمة مهمة بمناسبة افتتاح الفترة الخامسة لمجلس عُمان الذى شمله برعايته، وقد جدد فيها التأكيد على المبادئ الأساسية الثابتة للسياسة الخارجية العمانية على الساحات الإقليمية والدولية، وحولها قال: إن العالم يشهد تطورات متلاحقة تحدث آثارا متباينة وردود فعل متعارضة، ولما كان تدخل المصالح والسياسات سمة مميزة لهذا العالم فإنه لا يمكننا أن نكون بمعزل عما يدور حولنا، مشيرا إلى أن السلطنة تنتهج دائما سياسة واضحة المعالم تقوم على أساس التعاون مع الجميع وفق مبادئ ثابتة تتمثل فى الاحترام المتبادل وتشجيع لغة الحوار ونبذ العنف فى معالجة الأمور، وصولا إلى مجتمعات يسودها التآخى والاستقرار مما يكفل للشعوب مواصلة مسيرتها التنموية وإنجاز أهدافها فى التقدم والرخاء فى مناخ يتسم بالأمن ويخلو من الاضطرابات ويشجع على تنفيذ الخطط والبرامج الاقتصادية والاجتماعية وفقا للأولويات التى تقررها المصلحة العامة. أما على الصعيد الاقتصادى فإن من أهم الجوانب التى استعرضها السلطان قابوس فى كلمته: إن بناء الدولة العصرية قد اقتضى بذل جهود كبيرة فى مجال إنشاء البنية الأساسية التى هى عماد التنمية الشاملة وركيزتها الأولى وتوفير هذه البنية فى شتى ربوع السلطنة. أتاح ذلك فرصة كبرى للتطور العمرانى فى مختلف المدن والقرى على امتداد الساحة العمانية ومهد لإقامة مشروعات اقتصادية عديدة ومنشآت تعليمية وثقافية وصحية واجتماعية متنوعة. لقد تمكن العمانيون خلال العقود الأربعة المنصرمة من تحقيق منجزات ستظل خير شاهد ولا ينكرها ذو بصر وبصيرة، وهناك اهتمام مستمر بتنمية الموارد البشرية التى تحظى بالأولوية القصوى فى الخطط، فالإنسان هو حجر الزواية فى كل بناء تنموى وهو قطب الرحى الذى تدور حوله كل أنواع التنمية إذا أن غايتها جميعا هى إسعاده وتوفير أسباب العيش الكريم له وضمان أمنه وسلامته. لقد استوعبت المشروعات العمرانية والتجارية والصناعية فى مختلف أرجاء السلطنة، خلال المرحلة الماضية، العديد من الأيدى العاملة الوطنية وأثبت القطاع الخاص تعاونه فى تحمل المسئولية حيث اضطلع بدور ملموس بالتعاون مع الحكومة فى دعم جهود التنمية. قامت الحكومة بتوظيف الآلاف فى القطاعات المختلفة، وشارك القطاع الخاص فلى هذا المجال المهم. كما عبرت الكلمة عن اهتمام عميق بدور الأجيال الجديدة. فى هذا الإطار قال السلطان قابوس إن الشباب هم حاضر الأمة ومستقبلها فقد أوليناهم ما يستحقونه من اهتمام ورعاية وسعت الحكومة جاهدة إلى أن توفر لهم فرص التعليم والتدريب والتأهيل والتوظيف، وسوف تشهد المرحلة القادمة اهتماما أكبر ورعاية أوفر تهيئ مزيدا من الفرص للشباب من أجل تعزيز مكتسباته فى العلم والمعرفة وتقوية ملكاته فى الإبداع والإنتاج وزيادة مشاركته فى مسيرة التنمية الشاملة. كما أوضح أن التعليم هو الركيزة الأساسية للتقديم والتطور لإيجاد جيل يتحلى بالوعى والمسئولية ويتمتع بالخبرة والمهارة ويتطلع إلى مستوى معرفى أرقى، ولذلك فإنه لابد من إجراء تقييم شامل للمسيرة التعليمية من أجل تحقيق تلك التطلعات والاستفادة كم فرص العمل المتاحة فى القطاعين العام والخاص.