لأول مرة فى تاريخ حفلات مهرجان الموسيقى العربية الذى تنتهى فعالياته الاثنين.. بلغت نسبة الحضور فيها هذا العام 100%. وقال محمد حسنى المستشار الإعلامى لدار الأوبرا المصرية: إن الاقبال على حفلات المهرجان هذا العام يزيد على كل الأعوام السابقة، ويدل على أن الفن الجميل والطرب الأصيل ما يزال له جمهوره، مشيرا إلى أنه تتم تغطية حفلات وفعاليات المهرجان من قبل القنوات المصرية الأرضية والفضائية، من خلال البث المباشر للحفلات، وبثها عن طريق الإذاعة على محطتين، هما «الأغانى وصوت العرب». ومن ناحيته أكد الاعلامى وجدى الحكيم أحد الاعضاء المشرفين على المهرجان أن الإقبال الجماهيرى إنما هو الاستفتاء الحقيقى للأغنية العربية وأن إصرار الدكتورة رتيبة الحفنى على إقامة المهرجان فى ذلك التوقيت بالرغم من الصعوبات التى كانت تحول دون ذلك، يؤكد أن الجمهور كان مشتاقا ومحتاجا فعلا لإقامة المهرجان. وقال الحكيم: إن هناك حرصاً كبيراً من المنسقين لهذا المهرجان على إحياء حفلات وليال غنائية جيدة تمتع الجمهور، وخصوصا أنه ينتظر هذا النوع من الفن الأصيل، ونحن أحوج مايكون إلى إقامة المهرجان ونشكر الجمهور الذى تحمل كل الصعوبات فى طريقه لحضور حفلات المهرجان من ازدحام ومواصلات وغيرها، ومادام الاقبال الجماهيرى بهذا الشكل فإن هذا يعنى أن الغناء الحقيقى فى مصر مازال بخير. أما المخرجة جيهان مرسى مخرجة عروض المهرجان، فتقول: إنه كان لابد من إقامة المهرجان والسبب أن الناس تنتظره من العام للعام الذى بعده، فمن الطبيعى أن يكون جمهوره متواصلا معنا، والجمهور هذا العام موجود بنسبة 100% والفن الجميل موجود دائما فى الأوبرا وسيظل متواجدا. وأشارت جيهان إلى أن الاغنية الهادفة مطلوبة من كل الفئات، أما الأغانى التى ليس لها معنى ولا طعم ولا لون، فسيأتى عليها يوم وتندثر وتخرج من حسابتنا تماما. من جانبه، قال الموسيقار هانى مهنى: إن الاقبال الجماهيرى على حفلات الأوبرا فى الوقت الحالى كان متوقعا، والسبب فى ذلك التخبط فى حال الأغنية، وانتشار الأغانى الهابطة، والأغانى «الهلس»، التى نسمعها الآن، وبالنسبة للاعتماد على المطربين، فدار الأوبرا تقدم شيئا جيدا وأغانى لها قيمة فنية عالية الذوق والفنانين الذين يدخلون دار الأوبرا لهم ثقلهم فى الوطن العربى. وأضاف الناقد نادر عدلى أنه بعد الثورة خصيصا، وما ظهر خلالها من فنون ورسوم وأفلام وأغان، تعبر عن ظهور جيل جديد يحاول إثبات نفسه. وقال: «أعتقد أن هناك محاولات لاسترجاع زمن الفن الأصيل، مشيرا إلى أن الفن الشعبى لن يموت فى المنطقة العربية. وقالت الناقدة الدكتورة أميرة أبو الفتوح: إن الإقبال الجماهيرى المتزايد على دار الأوبرا هو عودة للأصالة والفن الجاد، ولعلها تكون صحوة حديثة بعد الثورة وبداية لانتهاء مرحلة الانحدار الفنى والفكرى التى عشناها لسنوات طويلة، ودليلا على أنه لا يصح فى النهاية سوى الصحيح وأن الفن الجيد قادر على طرد الفن الردئ. وأكد الناقد الفنى محمد الشافعى إن مهرجان الموسيقى العربية يقدم الطرب الأصيل والنظيف -إن صح التعبير- وأن الإقبال الجماهيرى على المهرجان هذه الدورة، يقدم دليلا قاطعا على أن الجمهور يريد هذا الفن الجميل. وأشار إلى أن ضرورة وجود تعاون أكثر إلى بين وزارتى الإعلام والثقافة، لتقديم حفلات المهرجان بشكل كامل على جميع القنوات، لافتا إلأى أنه ربما يكون التوتر والانفلات الأمنى الذى نعيشه الآن فى ظل الظروف السياسية التى تمر بها البلاد، أحد أسباب الإقبال الكبير على دار الأوبرا، لأن الناس تحتاج إلى الثقافة والفن.