رغم البرودة التى تسكن جسد عروس المتوسط الآن بسبب نوة المكنسة أول نوات الشتاء فقد استطاعت سخونة الانتخابات البرلمانية هناك أن تتحداها وتجعل مدينة الثغر تنفض رداء الكسل ليخرج من تحته كل الاسكندرانية حاملين لافتات ومشاركين فى مؤتمرات ومسيرات وندوات بمناسبات اجتماعية لتأييد من سيمثلونهم فى برلمان الثورة الجديد. هذه الحركة الدافئة وسط نوات الشتاء بدت وكأنها المسرحية الوحيدة لهذا الموسم يتقاسم فيها الإخوان والسلفيون دور البطولة فى حين اكتفى بقية المشاركين بدور الكومبارس والمشاهد امتد بطول الإسكندرية وعرضها يحاول أن يراقب، ويرصد ليتعلم كيف سيختار نوابه. خطوات النور السلفى الذى تعتبر الإسكندرية أول معاقله ما هى إلا الخطوات التى يسير عكسها حزب الحرية والعدالة ليكتسب ثقة الناخبين. فبعد أن رفع حزب النور صور مرشحيه من الدعاية الانتخابية خاصة السيدات مكتفيا بوضع اسمائهم وشعار الحزب محل الصور... سارع حزب الحرية والعدالة بتكثيف صور الدعاية لمرشحاته وكذلك المؤتمرات الانتخابية الخاصة بالمرأة والحديث عنها وأجلس على المنصة عضوات الحزب بل جعل مقدم المؤتمرات «امرأة» وعندما دعا حزب النور لعودة المرأة إلى المنزل قام حزب الحرية والعدالة بواسطة مرشحيه وخاصة محمود عطية مرشح المقعد الفردى فى الدائرة الثالثة بتنظيم مسيرات نسائية للتأكيد على دور المرأة المهم فى الانتخابات.. أما باقى الأحزاب والقوى والأفراد فاكتفوا بدور «الكومبارس». طرائف انتخابية أما طرائف التصريحات الانتخابية وهى أهم ما يميز مؤتمرات التيار الإسلامى ويبقى التميز الفعلى للجماعة السلفية... ? فقد أكد عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية والمرشح على المقعد الفردى بالدائرة الأولى على رفض «سياحة البكينى» وطالب الأجانب باحترام النظام العام فى مصر كما هاجم وثيقة د. على المسلمى التى تتحدث عن مدنية الدولة والبعد عن مصدرالتشريع... والأغرب أنه طالب الليبراليين من المسلمين بألا يطلقوا على أنفسهم هذا المسمى. وأوضح أن الليبرالية تطالب بالبعد عن الدين والتقاليد وأن العلمانية والليبرالية يتصادمان مع مبادئ الإسلام.. ? أما حزب الحرية والعدالة فخطابه يعتمد فى الأساس على الهجوم على فلول الحزب الوطنى حيث أطلق عليهم «حمدى حسن» مرشح الإخوان لمجلس الشعب عن الدائرة الرابعة أحفاد «يأجوج ومأجوج» وهم مرمى الهدف الأول فى كل مؤتمرات الإخوان.. ويأتى فى المركز الثانى للهجوم وزارة الداخلية.. حيث افتعل الإخوان مشكلة وقرروا الاعتصام داخل مديرية الأمن اعتراضا على «سيديهات» الناخبين التى حصل عليها جميع المرشحين على حد سواء ولكن الإخوان اعتبروها موقفاً شخصياً وأخذوا فى ترديد الهتافات المعادية كدعاية انتخابية مبكرة... ? ولعل من التصريحات الطريفة لصبحى صالح هى «عدم استيراد العفن» ويقصد به الفلسفات الغربية وأن هناك هجمات مسعورة اليكترونية يقوم بها الكيان الصهيونى والأمريكان ضد مواقع الإخوان المسلمين لتدميرها وهكذا ستظل تصريحات الإخوان والسلف هى حديث الساعة فى الإسكندرية فى ظل اختفاء الأحزاب والقوى السياسية بقوائمها الضعيفة وعجزها عن إقامة مؤتمرات أو حتى التحدث لرجل الشارع بصورة فردية... الكومبارس ولم تستطع الأحزاب السياسية والقوى السياسية فى الإسكندرية مجاراة السلف والإخوان فى الدعاية والتنظيم ولذلك بقى دورها هامشياً وغير محسوس إلا عن طريق «لافتات» ضعيفة ويبرز من الأحزاب السياسية حزب الوفد الذى نزل على قوائمه اثنان من الزملاء الصحفيين فى شرق الإسكندرية حسنى حافظ الصحفى بالوفد وفى غرب الإسكندرية. حسن أبو شقرة الصحفى بجريدة الميدان... وفى حزب الإصلاح والتنمية يبرز أحمد العراقى نصار وخالد الأمير... وفى حزب الاتحاد الذى يضم كل أعضاء الوطنى السابقين تبرز اسماء محمود عسكر على مقعد الشورى ونيفين كميل، وعامر فكرى وأشرف عبد الحميد وهما كانا أعضاء فى مجلس الشعب 2010... وفى حزب المحافظين الذى يتولى أمانته فى الإسكندرية المهندس ياسر سيف... وتبرز اسماء إبراهيم يوسف وفريد سالم ومحمد الملاح وستوته محمد حسن و«حامد فنيتو»... وفى حزب مصر القومى الذى يرأسه طلعت السادات يخوض المعركة فى الإسكندرية شقيقه عفت السادات رئيس نادى الاتحاد السكندرى معتمدا على دعم رابطة مشجعى الاتحاد ومعه فى القائمة عبد الجواد حسن وكيل المجلس المحلى السابق وأحمد المحمدى.. أما حزب «المواطن مصرى» فيأتى على رأس قوائمه أحمد مهنا عضو مجلس شورى سابق وأحمد إسماعيل عضو مجلس شعب سابق... أما قائمة الثورة مستمرة فيأتى على رأسها أبوالعز الحريرى... بينما فضل النائبان السابقان محمد البدرشين وكمال أحمد خوض الانتخابات على مقاعد المستقلين.. فى الدائرة الثالثة.. وتبقى المعركة المشتعلة بين طارق طلعت مصطفى على المقعد الفردى فى دائرة الرمل وسيدى جابر مع المستشار محمود الخضيرى الذى يخوضها على المقعد الفردى تحت مظلة حزب الحرية والعدالة . وفى حزب المصريين الاحرار حدث انقسام داخلى حيث انسحب أكثر من 5 مرشحين من القوائم بسبب اتهامات حول وجود رشاوى لتعديل القوائم واحتلال فلول الحزب الوطنى رؤوس القوائم. وقد دشن المهندس هشام جابر أمين حزب مصر الفتاه والمرشح على المقعد الفردى فى الدائرة الأولى حملة «احنا الشعب» .. ودشن محمد الزعيرى المرشح المستقل عن نفس الدائرة حملة «اعرف حقك» وهناك حملة «اضبط فلول» نظمها ائتلاف شباب الثورة...