شابة مصرية لم تتجاوز عشرين عاما، أصبحت حديث المجتمع كله بشيوخه قبل شبابه بعد أن أقدمت على عمل غريب يتنافى مع كل الأعراف والعادات والتقاليد التى عرفها المصريون وتربوا عليها.. هذه الفتاة هى علياء المهدى التى عرفت بنشاطها فى ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير، والتى أنشأت مدونة خاصة بها وصفحة على موقعى التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر» ونشرت عليهما صورها وهى عارية تماما، وذيلتها بتعليق قالت فيه: «وضعت صوراً لجسمى لكى أعبر عن حريتى» الأمر الذى أشعل الأجواء على الانترنت وتخطت أصداء فعلتها الحدود لتصل إلى صحيفة واشنطن بوست وموقع «جلوبال فويس» الشهير للمدونين باللغات المتعددة والذى أعد تقريرا مطولا عنها. تنسب علياء المهدى نفسها إلى اسم والدتها قبل اسم والدها، ولهذا تذكر اسمها «علياء ماجدة المهدى». وهى طالبة بكلية الإعلام بالجامعة الامريكية بالقاهرة وهى علمانية وملحدة ونباتية وأنثوية كما تصف نفسها. علياء من خلال مدونتها الخاصة وصفحاتها على الفيس بوك وتويتر أعلنت رفضها فرض الحجاب على المرأة مطالبة بالمساواة بين الجنسين وفى محاولة منها للتعبير عن رأيها هذا أطلقت دعوة من خلال الإنترنت تطالب فيها الرجال أن يرتدوا الحجاب مثل المرأة، والغريب فى الأمر أن دعوتها الشاذة هذه قد وجدت صدى عند بعض الرجال حيث قام عشرات الرجال بتلبية دعوتها وارتدوا الحجاب وقاموا بتصوير أنفسهم ونشر تلك الصور عبر مدونتها وصفحتيها على الفيس بوك وتويتر بل تطور الأمر إلى أن البعض من هؤلاء الرجال اقترح تحويل هذه الفكرة إلى مظاهرة سلمية على أن يكون موقعها ميدان التحرير باعتباره رمزا وشاهدا على تحرير مصر من فساد النظام السابق، وبررت علياء فكرتها هذه قائلة «إنه ليس من العدل أن يقتصر فرض لباس معين «الحجاب أو النقاب» على النساء دون الرجال». تحرير النساء وتحت مسمى «ثورة لتحرير النساء من العقد الجنسية» أطلقت علياء حملتها هذه احتجاجا على ما أسمته «مجتمع العنف والعنصرية والنفاق» ولتحرير المرأة المصرية والعربية من العبودية والقيود، وفى آخر تحديثات علياء لمدونتها المعنونة باسم «مدونة ثائرة عارية» وضعت صورة لها عارية تماما إلا من جوارب سمراء وحذاء أحمر ولحقتها بتعليق «حاكموا الموديلز العراة الذين عملوا فى كلية الفنون الجميلة حتى أوائل السبعينيات من القرن الماضى وأحرقوا مؤلفات الفنون وحطموا التماثيل العارية ثم اخلعوا ملابسكم وانظروا إلى أنفسكم فى المرآة، واحرقوا أجسادكم لأنكم تحتقرونها لكى تتخلصوا من عقدكم وأفكاركم الرجعية قبل أن توجهوا لى إهاناتكم العنصرية وتحرموننى من حريتى فى التعبير عن رأيى»، كما نشرت الثائرة العارية صورة لشاب دون ملابس يدعى كريم عامر قالت عنه إنه صديقها الشخصى والذى يذكر عنه أنه قد سبق إلقاء القبض عليه بتهمة ازدراء الأديان. وعقب مرور يومين فقط على إنشاء علياء لمدونتها الشاذة هذه وصل عدد زوارها إلى 10 آلاف زائر قبل أن يقفز حاليا لما يقارب مليونى زائر والعدد فى تزايد مستمر وبشكل سريع جدا كما وصل الأعضاء الدائمين بالمدونة إلى مايقرب من الألف عضو، لتتحول المدونة إلى معركة شرسة بين معارضى علياء الذين وصلت انتقاداتهم لحد السب ومؤيديها الذين يؤيدون حريتها فى التعبير. حركة 6 أبريل ومع انتشار بعض الأقاويل حول انتماء علياء وصديقها كريم إلى حركة 6 ابريل احدى الحركات التى شاركت بشكل واضح فى ثورة 25 يناير نفت الحركة انتماء علياء أو صديقها من قريب أو بعيد لها من خلال بيان نشرته عبر الإنترنت قالت فيه «إن إلصاق هذه الفتاة أو غيرها والادعاء بانتمائها للحركة مجرد حلقة جديدة فى مسلسل التشويه المتعمد من بعض التيارات التى تستهدف حرق الحركة قبيل الانتخابات البرلمانية» وهو ما نفته علياء نفسها بأن أكدت عدم وجود أى صلة لها بأى منظمة أو حركة سياسية سواء هى أو صديقها. واتهم البعض علياء بتقديم فرصة من ذهب لأصحاب الثورة المضادة ومؤيدى الرئيس المخلوع للتشكيك فى نزاهة ثورة 25 يناير بل وصل الأمر إلى أن اعتبرها البعض واحدة من أفراد الثورة المضادة المؤيدة للنظام الفاسد السابق، فى حين وجد البعض الآخر فيها فرصة للجماعات الإسلامية للحصول على مزيد من الشعبية والمؤيدين لها قبل الدخول فى معركة الانتخابات البرلمانية المقرر بدايتها فى 28 نوفمبر الجارى. تأييد ومعارضة وفى ظل سيل الانتقادات والسباب الذى ينهال على علياء عبر مدونتها وصفحاتها على موقعى الفيس بوك وتويتر كانت هناك أصوات قليلة جدا تكاد لا تذكر من عبارات التأييد والتشجيع جاء بعضها من قبل بعض الزوار والأعضاء والذى من بينهم أجانب ذوو جنسيات مختلفة وعلى سبيل المثال أشادت «سالوكيل» بعلياء وقالت: «أرفع لك القبعة.. والإنترنت قد تكتظ عما قريب بصور العشرات من أمثال علياء»، ووصل التأييد لعلياء بانتقاد البعض لحركة 6 أبريل بعد أن نفت صلتها بها وعدم الدفاع عنها باعتبار الحركة تقول عن نفسها إنها تعمل من أجل الحرية. وفى رد فعل مناهض لعلياء قام بعض الشباب المصريين بتأسيس عدة صفحات على موقعى الفيس بوك وتويتر تحت مسمى «كارهى العارية علياء المهدى» و«المطالبة بإعدام علياء المهدى» للتنديد بتلك الفكرة الشاذة ومطالبة بحجبها بل وصل الأمر فى بعض الصفحات للمطالبة بإعدامها. وفى إطار تصرفات علياء الغريبة قامت بنشر علم مكون من اللون الأحمر والأبيض والأسود ووضعت فى الجزء الأبيض أشكال مختلفة تجمع كافة الأديان من وجهة نظرها حيث وضعت نجمة داود تعبيرا عن الديانة اليهودية والصليب تعبيرا عن الديانة المسيحية والهلال كرمز للديانة الإسلامية وأشكال أخرى مختلفة من نجمة خماسية ونجمة تساعية وثعبان وشمس وكف..وغيرها.