أكاد لا اصدق أننى لأول مرة فى حياتى سوف أذهب إلى صناديق الانتخاب وأمنح صوتى لرئيس جمهورية منتخب عن حق ، وأحمله عبء مسئولية هذا البلد، ولكن لمن أعطى صوتى؟ بعض أصحاب الفكر الدينى يريدونها دينية خالصة، ولكن كيف لرئيس سيأتى ليحكم مصر أربع سنوات فقط أن يطبق كل أحكام الشريعة على بلد تعداده 85 مليون نسمة ، ماذا سيكون رد فعل الفئة غير المتزمة دينيا تجاه هذا التحول ، وما رد فعل غير المسلمين؟ وهل يستطيع مرشح الاخوان أو السلفيين– مثلا-أن يطبق شرع الله كما أنزل؟.. وماهى آليات تطبيق الشريعة؟ هل سيكون ذلك بالحوار والإقناع؟ أم ستكون بالأمر المباشر كما حدث فى إيران؟ أما أصحاب الفكر المغاير الذين يريدون فصل الدين عن الدولة، فأتساءل فى عجب كيف يمكن لدولة إسلامية أن تحكم بغير ما أنزل الله، كيف لنا أن نتجاهل الشريعة الإسلامية فى سياستنا وأحكامنا القضائية ومناهجنا التربوية، وماهو رد فعل الفئة المتلزمة دينيا سواء كان التزامها شديدا أم بسيطا تجاه هذا الفكر. و يبقى السؤال الأخير، هل يمكن أن يأتى من يستطيع أن يمسك بالعصا من المنتصف ويحاول أن يجعلها دولة دينية مدنية، دولة دينية تطبق الشريعة الإسلامية بفهم عميق وواع ومتفتح يحترم الآخر فى كل شىء، يؤمن بحرية العقيدة واختلاف عقول الناس وطرق تفكيرهم وأشكالهم، كما يعمق بين أفراد الشعب ثقافة العمل والنظام وعدم فرض الرأى على الآخرين.محمود هلال