مجموعة من ضباط المخابرات المصرية بقيادة اللواء مراد موافى رئيس الجهاز، ومن قبله اللواء عمر سليمان، بذلوا الكثير من الجهد لإتمام الصفقة، بالإضافة إلى ثلاثة من رجال المخابرات الإسرائيلية ورجل مخابرات ألمانى، وفى جبهة حماس قام بترتيب الصفقة أحمد جعبرى، قائد كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرى لحركة حماس، بالتشاور مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى للحركة. رجل المخابرات الألمانى هو جيرهارد كونراد، عمل وسيطا بين إسرائيل وحماس تقريبا منذ اليوم الأول لاختطاف الجندى جلعاد شاليط، ولعب دورا رئيسيا أيضا فى الاتصالات بين إسرائيل وحزب الله والتى أدت فى النهاية إلى إعادة جثتى الجنديين الإسرائيليين، إلداد ويجيف وأودى جولدفاسر فى يوليو 2008. ويعتبر كونراد ضابطا كبيرا فى جهاز المخابرات الفيدرالى الألمانى «B.N.D» وهو برتبة كولونيل وتعلم اللغة العربية فى دمشق ويعد أحد القلائل فى الجهاز الذين يجيدونها: كل هذه المؤهلات جعلته يخدم فى إدارة الشرق الأوسط بجهاز المخابرات الألمانى. وفى عام 1998 تم إرساله للعمل كدبلوماسى فى السفارة الألمانية بدمشق. وبحكم عمله فى السفارة تعرف على قيادات حماس هناك وفى مقدمتهم خالد مشعل. وبخلاف ذلك كان كونراد هو المسئول عن الملف اللبنانى والتقى مع قيادات حزب الله ومن بينهم الأمين العام حسن نصر الله. وعلى امتداد خدمته قام برحلات مكوكية بين دمشق وغزة والقاهرة وتل أبيب ومدن أخرى فى أوروبا. كما أن زوجته هى الأخرى تعمل ضابطة فى المخابرات الألمانية. وعلى الجانب الإسرائيلى عمل إلى جانب فريق العمل المصرى وكونراد ثلاثة وسطاء وهم: عوفير ديكل وحجاى هداس ثم أخيرا دافيد ميدان. وثلاثتهم كانوا ممثلين لرؤساء الوزارة هناك للتفاوض واستبدال الأسرى. وكان ديكل فى حينه نائبا لرئيس الشاباك، ولأنه لم يتم الدفع به ليرأس الشاباك استقال ليعمل فى العمل الحر. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إليهود أولمرت قد تعرف إليه فى فترة خدمته كرئيس لقطاع القدس فى الشاباك وطلب منه القيام بالعمل. وديكل هو الذى بلور صفقة استعادة الجثتين من حزب الله وعمل على صياغة الصفقة الحالية «صفقة شاليط». وبعد أولمرت، قام رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بتعيين رجل الموساد حجاى هداس ليخلف ديكل. وكان هداس يعمل رئيسا لوحدة «قيساريا» فى الموساد، ثم استقال من منصبه كوسيط منذ عدة أشهر بعدما أدرك أن الحكومة لا تدعمه سياسيا لإتمام الصفقة. فتم تعيين رجل الموساد دافيد ميدان خلفا له. وقد عمل ميدان لسنوات كضابط جمع معلومات فى الوحدة الخاصة بتشغيل العملاء «تسوميت» ثم تولى رئاسة وحدة «تيفل» وهى الوحدة الخاصة بالتنسيق والاتصال بين الموساد وأجهزة المخابرات العالمية. وبحكم منصبه تعرف على ضباط المخابرات المصريين مما ساعد على إجراء الاتصالات لإطلاق سراح الجندى الإسرائيلى. وحصد ميدان ثمار النجاح الذى بدأه عوفير ديكل.