وصفت غالبية الصحف العبرية مصادقة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على اتفاقية تبادل الأسرى الفلسطينيين بالأسير الإسرائيلى جلعاد شاليط، بأنها توقيع على اتفاقية «استسلام» يعترف بها نتنياهو بفشله فى إدارة السياسة الإسرائيلية الداخلية والخارجية. وفي هذا الصدد كشفت صحيفة هآرتس ، عن العوامل التي ساهمت في إرغام نتنياهو على أتخاذ قرار المصادقة على الصفقة على الرغم من معارضة الأحزاب اليمينية لها وفى مقدمتهاعدم وجود خيار عسكري لإنهاء الأزمة وموقف جهازي الشاباك والموساد, ومرونة موقف حركة حماس، وانسداد أفق عملية السلام, إلى جانب الثورات في العالم العربي. كما أشارت الصحيفة إلى أن عدداً من مهندسي الصفقة الأساسيين، أيضاً قد شكلوا موقفاً ضاغطاً على رئيس الحكومة لإنجازها ومن بينهم رئيس الشاباك الجديد يورام كوهين, ووزير الدفاع إيهود باراك وإلى جانبه رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال بيني غانتس ورئيس الموساد تامير باردو. وبحسب الصحيفة فإنه فى المقابل تلقى القائد العسكرى لحماس أحمد الجعبري ضوء أخضر من رئيس المكتب السياسى للحركة خالد مشعل بالمرونة في التفاوض. ومن ضمن أهم العوامل التي كانت لها تأثير كبير على نتنياهو لأتمام هذه الصفقة ، كما قال مصدر إسرائيلي موثوق لهآرتس إن كوهين وعد نتنياهو باستطاعة الشاباك مراقبة الاسرى الخطيرين الذين سيتم إطلاق سراحهم إلى الضفة الغربية ومنعهم من العودة إلى ماضيهم. ومن جانبها تحدثت صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية عن السر الكامن وراء قبول إسرائيل بالمصادقة على صفقة شاليط ، مشيرة إلى ما صرح به رئيس الوزراء الاسرائيلي بأن هذه الصفقة يجب ان تتم الآن بأقصى سرعة بسبب ما يمر به الشرق الأوسط من تغييرات قاسية للغاية ، ليست في مصلحة إسرائيل ، مطلقاً عليها « ربيع الشعوب العربية « ، الأمر الذي سيؤدي الى اغلاق نافذة الفرص أمام الافراج عن جلعاد شاليط . كما اسندت الصحيفة كل ما يحدث يحدث الآن الى انه حدث بعد أن تغيرت الامور بالنسبة لحركة حماس ، و بدأت تفقد رعاياها وقاعدتها بدمشق ومصر ، وخاصة بعد خلع الثورة التحرير المصرية لحسني مبارك ، فمنذ ذلك الحين وجدت حماس نفسها في موقف صعب للغاية، وان هذا ما قاد حماس لعقد اتفاقية الصلح مع عدوتها اللدودة فتح .