كر .. وفر .. وحروب ثم هدنة .. هذا هو حال ما يحدث فى سوق السولار الآن بين مافيا التهريب والأجهزة الأمنية . وخلال الأيام القليلة الماضية كشفت الأجهزة الرقابية عن عمليات تهريب لسلعة السولار المدعومة بنحو 45 مليار جنيه فى الموزنة الجديدة يتم نهبها وإهدارها على أيدى عصابات التهريب المنتشرة فى عرض البحر . أحدث هذه الحملات ما قامت بها قوات الشرطة والجيش قبل أيام قليلة ضد مافيا تهريب السولار وأسفرت عن ضبط 4.3 مليون لتر قبل تهريبها حيث تبين قيام هذه العناصر الاجرامية بخلط الوقود بمواد كيماوية وتصديره علي انه سوائل تنظيف ثم يعاد تنقيته وبيعه في عرض البحر وقال البيان الذى أصدرته القوات المسلحة بعد الإيقاع بهذة المافيا إنه تم ضبط مخزن للشركة التجارية للأخشاب خلف ميناء الإسكندرية به 4 خزانات تحتوي علي 3 ملايين و920 ألف لتر سوائل بترولية مخلوطة و10 عربات وقود بها 200 ألف لتر بإجمالي 4 ملايين و120 ألف لتر وكذلك مخازن بزاوية عبدالقادر تحتوي علي 166 ألفا و800 لتر سولار وبعض العبوات بها زيوت مستعملة وحمض الكبريتيك وتم وضعها تحت التحفظ. وهؤلاء التجار الجشعون يقومون بسحب السولار المدعم من السوق المحلية وتخزينه واضافة مواد كيماوية تفقده خواصه وتصدره الى خارج البلاد علي انه سوائل نظافة ثم يعاد الي سولار هناك باضافة مواد كيماوية اخرى ترجعه الي حالته الأولي أو بيعه في عرض البحر للسفن ومراكب الصيد وذلك نظير مبالغ طائلة من العملة الصعبة. وقبل هذه الواقعة بأسابيع قليلة تمكنت قوات حرس الحدود بالجيش الثالث الميداني بمحافظة السويس من ضبط سيارة نقل مقطورة محملة ب 17 ألف لتر سولار، في طريقها للتهريب إلى رفح .. وكانت معلومات قد وردت إلى قوات حرس الحدود بقيام إحدى عصابات تهريب السولار بالاستعداد لتهريب مقطورة محملة بالسولار لبيعها في السوق السوداء، والاتفاق على بيعها بإحدى المناطق بوسط سيناء. أيضا تمكنت قوات حرس الحدود بالجيش الثالث الميداني بالسويس من ضبط سيارة نقل مقطورة محملة ب50 ألف لتر سولار على طريق السويس - رأس سدر كانت في طريقها إلي أحد شواطئ جنوبسيناء لتهريب السولار المدعم للسفن الأجنبية. وتم تحرير محضر بالواقعة. وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن المهربين كانوا سيبيعون السولار المدعم (اللتر بجنيه واحد) إلى السفن الأجنبية بسعر دولار للتر. وقبل أيام شهدت مدينة رأس البر مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وعصابات تهريب السولار بمنطقة رأس البر، أسفرت عن مصرع مهرب واحتراق 3 لنشات.. بدأت المواجهات، بمحاولة مجموعة ملثمين، تهريب كمية كبيرة من السولار، وعندما تصدت لهم قوات الأمن، بادر الملثمون بإطلاق الرصاص فى اتجاه قوات الأمن، والتى ردت عليهم بالمثل. وبحسب رواية شهود العيان، بعد فشل المحاولة الأولى، عاد المهربون مرة أخرى بعدما استعانوا بعدد من البلطجية، وقاموا بإطلاق النيران بكثافة على قوات الأمن، كما قاموا بإحراق 3 لنشات سريعة.. هذه الحالات مستمرة وتحدث من وقت لآخر لذلك حذرت الهيئة العامة للبترول، من فشل جهود الحكومة فى الحد من أزمة السولار، إذا لم يتم تشديد الرقابة على محطات تموين الوقود والموانئ التى يتم من خلالها تهريب السولار. ويرجع الخبير النفطى الدكتور رمضان أبوالعلا، رئيس قسم البترول والنفط بجامعة قناة السويس مشكلة نقص السولار من حين لآخر إلى العديد من الأسباب، أولها نقص الموارد بالنقد الأجنبى لاستيراد السولار، بما يعد عائقا أمام الحكومة فى عمليات الاستيراد، لافتا إلى أن مصر تستورد 2 مليون طن من السولار سنويا، وتنتج 3.8 مليون طن، فى حين تستهلك 5.8 مليون طن سنويا من السولار .. وقال أبوالعلا إن وزير البترول الحالى المهندس عبدالله غراب يعمل فى ظروف صعبة فى ظل عدم توافر العملات الأجنبية لاستيراد احتياجات المواطنين من الطاقة، لافتا إلى أن حالة الانفلات الأمنى ساعدت أيضا على اتجاه البعض من أصحاب النفوس الضعيفة لبيع المنتجات المدعومة، والتى يحدث بها نقص داخل السوق السوداء، خاصة مع تهريب السولار وتقطيره لكيروسين فى معامل خارج نطاق الشرعية وغير مصرح لها بالعمل. وشدد أبوالعلا على ضرورة التوسع فى توصيل الغاز الطبيعى للمنازل ولكافة القطاعات بالدولة، بما سيوفر على الحكومة آلافا من المليارات، خاصة مع تصدير مصر لكل مليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز الطبيعى لإسرئيل بواقع 4.15 دولار، وشرائها المليون وحدة حرارية من السولار بواقع 17 دولارا. فى حين وصفت شعبة المواد البترولية بالغرفة التجارية الوضع القائم حاليا بالاستقرار الذي يشوبه حالة من القلق و الحذر و التوتر والترقب « كما أشار الدكتور حسام عرفات إلى أن التوجه الاستهلاكى الفترة القادمة سيكون نحو السولار لانه الوقود المستخدم في الميكروباصات و الميني باصات و اتوبيسات النقل العام و هي وسائل المواصلات التى تشهد تكدسا خلال العام الدراسي. . ولفت إلى أن هناك تنبؤات بحدوث ازمة سولار على المدى القريب نظرا لعجز الحكومة على الاستيراد لسد الفجوة بين الانتاج و الاستهلاك وانعدام الوفرة فى السيولة المالية في الخزانة والتي من المستبعد تمويل هذا العجز من خلال اصدار السندات الخارجية فلن تجد من يشتريها فى ظل الأزمات المالية في العديد من الدول التي نستورد منها متخوفا من تكرار سيناريو ازمة سولار فى مايو الماضي التي اضطرت معها الحكومة لاستيراد سولار غير مطابق للمواصفات ادي الي تلفيات في السيارات تم رصدها من خلال شكاوي أصحابها .. وعلى حد قول المهندس محمد شعيب نائب رئيس الهيئة العامة للبترول نحن أمام ظاهرة خطيرة جداً لم يسبق لها مثيل فى تاريخ مصر، لأن الكميات التى نتعاقد عليها من خلال مناقصات تكون مخططة لمدة ثلاثة أو ستة أشهر، وليست وليدة أزمة. وأوضح أن الوزارة ضخت كميات إضافية من السولار المستورد من الخارج، ليبلغ حجم الكميات المدفوعة إلى السوق يومياً نحو40 ألف طن، يعادل 2 مليون لتر فى الساعة، بعد أن كانت قفزت من 32.8 ألف إلى 35.3 ألف طن، خلال موسم الحصاد لافتاً إلى أنه بالتنسيق مع وزارة المالية تم تدبير قيمة الشحنات الزائدة بالتنسيق مع وزراة المالية. ويطالب شعيب الأجهزة الرقابية بالقيام بدورها بمطاردة عصابات التهريب التى تستنزف دعم السولار مؤكدا أن وزارة البترول لم تقلل الكميات إلى محطات الوقود بل تقوم بطرح كميات إضافية فى حال حدوث أى اختناقات مؤكدا أن الأزمات تحدث بسبب أصحاب النفوس الضعيفة وسماسرة الوقود المدعم .