*** لا أعرف بالتحديد لماذا فعلوا بى ذلك، ولا أستطيع أن اجزم وأشير الى المتهمين فيما حدث معى فهم اتفقوا فيما بينهم ألا استمتع بإنتاجى الأدبى بل أتحسر عندما أراه يعرض امامى سواء على شاشة التليفزيون أو كفيلم سينمائى لكاتب كبير عليه القول والطول ومش ممكن إذا فتحت بقى وقلت هذا الرجل سرقنى سأتحول الى عاطف الأشمونى وهو المؤلف الصاعد فى مسرحية جلفيدان هانم وسرقوا مسرحيته الأولى فظل يصيح طول الوقت بعبارة (أنا عاطف الأشمونى مؤلف الجنة البائسة) وهذه المسرحية كانت من البدايات للفنان الراحل محمد عوض وبداية شهرته كممثل كوميدى له ملامح خاصة. وللغريب اننى كنت دائما أتندر بهذه العبارة بينى وبين زميلة لى عندما تحبك القافية.. معذرة ان كنت اتحدث عن أزمة شخصية ولكنها فى الحقيقة أزمة كثير من الأدباء الشبان الواعدين كما كنت أنا منذ سنوات.. فأنا الآن أقترب من سن التقاعد .وكان يمكن لمن ساهموا بقصد وحقد وقلة كفاءة وخوف من شهرة زميلة لهم أو حتى حصولها على عائد مادى يساهم فى تحسين ظروفها وصعودها درجة فى السلم الاجتماعى وانضمامها الى قائمة المبدعين المعروفين والمشهورين.. وهذه نقمة أصابت كل إبداعاتى التى كتبتها على مدى ثلاثين عامة وكأن العصر الذى عشناه كان مدمرا حتى للمواهب الذين ليس لهم ظهر فانضربوا على بطونهم.. ويمكن أن أقاضى هؤلاء ويمكن أن لكنى ضبطت نفسى خلسة أردد هذا شغلى الذى سرقه السينارسيت المشهور.. الذى لم يسرق العمل فكرة وتفاصيل بل الأغانى التى كان يشاركنى فيها البطل المحب سماعها . حتى الحوار لم يتعب فيه فقد استدرجتنى إحدى صديقاتى (طبعا كده لاتكون من الأصدقاء لأنها شاركت فى سرقتى وأنا احدثها وهى تسجل حوارنا الذى استفاد به السينارست الشهير). حتى اسم المسلسل أخذه من حوار كتبته فى قصة عشقت القمر وانا أتحدث مع البطل.. (بنات أفكارى). كانت أول مرة لعاطف الأشمونى اللى هو أنا بالمعنى المسرحى.. وبعدها سرق كتاب الفتة عن مشاكل المرأة مع الرجل بعنوان (أنين الجوارى) وكنت أعرض فيه المشاكل كصحفية تستقبلها وكانت معظمها واقعية بمعنى أننى لم أؤلف شيئا إنما هى ما أراه حولى من معاناة بعض وكتبتها بأسلوبى.. ولا أعلم من الذى ساقه للسيناريست الشهير الشهير جدا جدا.. أما القشة التى قسمت ظهر البعير فكانت فى رمضان الذى كان قبل الثورة ولولا قيام هذة الثورة لما عدت الى الكتابة مرة اخرى , فقد كتبت سلسلة مقالات بعنوان ( مذكرات امرأة وحيدة) .. حوالى13 مقالا أدبيا .. يعبر عن مشاعر المرأة التى تعانى الوحدة وأسبابها ومعاناتها .. وطبعا الجهابذة الذين تعودوا لطش انتاجى الأدبى وتحويله لأعمال مرئية ودراما ناجحة كانوا ينتظرون حلقة حلقة والمرة هذه ست سيناريستاية قامت بالواجب وعندما تتعثر ترسل لى اولاد الحلال لأجد لها حلا ومشهدا عن طريق التحدث والكلام الذى بين السطور فى المقال وهذا ما يجعلنى أجزم ان هؤلاء كلهم قبضوا ثمن مساعداتهم لهذا المخرج وهذه السيناريستاية. فى العهد البائد الذى أصبح كل شىء فيه يباع ويشترى بالفلوس وبالاغراءات سرق الأخ أخاه .. والأخت أختها . وأصبحت الغيرة والأنانية والجشع وحب الذات هى الصفات الغالبة فى كل مجالات العمل ولهذا تقزمت معظم مؤسساتنا وتأخرنا وكل شىء سقط ووقع عندما فسدت الذمم ..وكنت قد اتخذت قرارا بألا أكتب مرة أخرى مادامت الأمور وصلت إلى حد اضربى دماغك فى الحيط . ارفعى قضية ودوخى فى المحاكم . وأصبحت مثل الدم المستباح كل اللى عايز يخرج له بتأليفة. يستنى لما أجود عليه بحكاية يعمل منها فيلما ولا مسلسلا .. وأنا أقول مثل عاطف الأشمونى والله ده أنا مؤلف الجنة البائسة .. وبعد الثورة أتانى الأمل مرة أخرى وعاودت الكتابة من جديد لعلها تكون فتحة خير على الكثيرين مثلى ممن أصادفهم من هؤلاء الذين يعدمون الذمة.