نجح مسلسل «الريان» فى أن يجذب الناس لمشاهدته لأنه يستند على قصة واقعية وأحداث حقيقية، ولأن مؤلفيه محمد البزاوى والزميل حازم الحديدى، هضما الشخصية جيداً، ولخصا فى 30 حلقة ما حدث فى 30 سنة، أتاح فيها الفساد زواج المال والسلطة لشخصيات ذكية وصولية وتلعب بالبيضة والحجر مثل أحمد الريان وشقيقيه جمعوا ملايين الجنيهات من الناس، مستغلين شهوة الطمع والرغبة فى الكسب السهل السريع فى عصر رفع شعار «اللى يقدر على حاجة ياخذها ويدينا نصيبنا».. وساهم بدور كبير فى نجاح العمل مباراة التمثيل رفيعة المستوى بين نجوم التشخيص خالد صالح وباسم سمرة وصلاح عبد الله، مع اجتهاد الممثل الشاب الموهوب أحمد صفوت فى دور الشقيق الأصغر للريان ومفاجأة المسلسل بدرية أو ريهام عبد الغفور التى نضجت وتألقت فى دور صعب عبرت به إلى الأبد فخ أدوار الفتاة الرومانسية الطيبة التى حصرتها فيها لسنوات ملامحها البريئة واستسهال المخرجين. وأثبت خالد صالح أنه ممثل من طراز خاص، واستطاع بأدائه الهادئ البسيط وابتسامته الخبيثة الموحية، وحركة جسده ويديه ولمعة عينيه أن يقنعنا بقدرة هذا الثعلب على اختراق القلوب والجيوب، ويكفى عبارة قالها زميل لى لتدلل على عبقرية هذا المشخصاتى الرائع.. قال: رغم إننى خسرت أموالى فى الريان لكننى أحببت شخصيته بسبب خالد صالح، وهى شهادة اتفق عليها معظم من تابعوا المسلسل بشغف وحرصوا على مشاهدة حلقاته أكثر من مرة على أكثر من قناة. أما «الخالد» الثانى أو الدكتور «العريانى» فى مسلسل «خاتم سليمان» فقد أبدع هو الآخر فى أداء شخصية الطبيب الحالم عاشق الصيد والغناء ونصير الفقراء والمطحونين المستسلم لسطوة زوجته ممثلة الرأسمالية المتوحشة رانيا فريد شوقى والتى تحولت مهنة الملائكة على يديها إلى أداة لجمع المال وجنى الأرباح ولولا الأداء المتشنج أحيانا لخالد الصاوى فى بعض المشاهد والصوت العالى والمونولوجات الطويلة، والمبالغة فى المثالية والسلبية فى آن معاً، لكان الصاوى هو الحصان الأسود الثانى فى سباق رمضان مع ثلاثى الريان: صالح وسمرة وعبد الله. والغريب أن اشتراك بعض الممثلات العربيات فى المسلسلين كان من نقاط الضعف فيهما بسبب الافتعال الواضح فى التمثيل واللكنة غير المصرية التى تفسد اقتناع المشاهد بالشخصية خصوصاً إذا كانت شخصية فتاة شعبية مثل تلك التى أدتها التونسية درة فى الريان ولا أعرف سبب الإصرار على إسناد أدوار بنت البلد لها بداية من فيلم «الأولة فى الغرام» ومروراً بمسلسل «العار» العام الماضى وحتى «الريان» رغم أن ملامحها ولهجتها لا تمكناها أبدا من ذلك وهو نفس ما شعرنا به مع شخصية المذيعة ملك التى أدتها التونسية أيضاً فريال يوسف فى مسلسل «خاتم سليمان» وهى أيضاً لم تنجح رغم اجتهادها فى أداء بعض المشاهد فى إتقان اللهجة المصرية وإخفاء لكنتها التونسية.