تواتر على السفارة الإسرائيلية فى مصر العديد من السفراء بعضهم كان من أصول مصرية كأفرايم دويك وعائلته عائلة يهودية ثريه عاشت فى مصر قبل ثورة 52، أو كان على صله بمصر عبر العلاقات السياسية كموشيه ساسون الذى كان والده مندوبا للوكالة اليهودية، وكانت له مقابلات ومفاوضات مع بعض السياسيين المصريين قبل الثورة كإسماعيل صدقى أحد رؤساء الوزراء المصريين قبل الثورة، والقطب السياسى الشهير حافظ عفيفى رئيس ديوان الملك وغيرهما . ولقد ألف موشيه ساسون كتابا بعنوان:(سبع سنوات فى بلاد المصريين)، بالإضافة إلى اسحاق بار موشيه الوزير المفوض فى السفارة الإسرائيلية والذى يجيد العربية، وكان يعمل فى الإذاعة الإسرائيلية، وكتب كتابا بعنوان:(مصر فى قلبى)، وقد تحدثوا فى تلك المؤلفات عن ذكرياتهم فى مصر . فموشيه ساسون فى كتابه يذكر ان أول ما قام به هو زيارة دار الآثار المصرية لرؤية مومياء رمسيس الثانى الذى اعتبره فرعون الخروج. وقال إنهم قد عادوا يقصد اليهود، وأن شيمون بيريز حضر أيضاً حين أتى إلى مصر لزيارة مومياء رمسيس الثانى للتشفى فى فرعون الخروج كما يعتقدون، وأن شارون وكان وزيراً للزراعة فى اسرائيل جاء بناء على رغبة السادات لأنه سمع بمهارة شارون فى المشروعات الزراعية، وأنه قال له:«لدينا الأرض والمزارعين ولدينا شارون»، وأن شارون حين ركب الطيارة وأثناء تحليقها فوق الأراضى المصرية قال:«إن وجوده الآن شبه معجزة، فهذه مصر التى حاربتهم كثيراً»، وعندما رأى السد ومياه النيل قال:«إنه لوكان لدى إسرائيل هذه المياه لأصبحت سلة طعام العالم». وطلب السادات منهم استصلاح أراض بور فقالوا: إنهم يفضلون أن يبدأوا فى أرض زراعية فاختاروا مزرعة فى منطقة ميت أبو الكوم اسمها جميزة ليحولوها لمزرعة نموذجية، والمؤكد أنهم لم يفضلوا استصلاح أراضى الصحراء وهى الأهم فلم يكن لديهم نيه خالصة فى التطوير وأن من المهندسين الزراعيين مهندس إسرائيلى كان مواطناً مصرياً من قبل وهاجر عام 56، ولقد أخذ يلقى باللائمة على العمالة المصرية والتسيب أنها لم تحققق المرجو منها، وحين انتهت فترة عمله فى السفارة ذكر أن د. يوسف والى دعاه لحفل وداع، واعتقد أنه حفل صغير، ولكن فوجئ بحفل كبير ومجاميع من المزارعين بلغت 220 مزارعاً من الذين تلقوا تدريبات زراعية فى إسرائيل على حد قوله يقفون حشوداً ويحيونه عند دخوله ثم فتحت أبواب قاعة فوجد سفراء الدول فى انتظاره واثنين من الوزراء المصريين من أصدقائه، وتورته كبيرة على شكل علم إسرائيل، وأنه انبهر من هذا الاستقبال، وأن والى ذكر فى خطبة تحيته عن أهمية التعاون بين المزارع المصرى والإسرائيلى وأشاد بالسفير. أما اسحاق بار موشيه الذى جاء لمصر عام 1983 كوزير مفوض، وكان يعمل فى الاذاعة الاسرائيلية، وكتابه عباره عن ذكرياته فى مصر وقسمه وعرض فيه للشخصيات المصرية التى التقاها منهم صحفيون وأدباء وفنانون وشخصيات عامة، ولقد تعمد ذكر الأسماء بل رغم علاقته القوية بالبعض كما يقول فلقد تعمد الإساءة لهم بدعوى أنهم يكتبون ويعلنون شيئاً واقناعهم وعلاقتهم به كانت تمثل وجهاً آخر إلى جانب تعمده التركيز على السلبيات فى مصر، ويبدأ بالحديث عن د. يوسف شوقى وأنه كان من أوائل الذين زاروا إسرائيل بعد معاهدة السلام، وأنه كان آنذاك وكيل وزارة الثقافة، وكان معه الموسيقار المرحوم عبد الحليم نويره وفرقة الموسيقى العربية التى كان يديرها فنياً، وأن اسحاق كان أثناءها يعمل فى الإذاعة الإسرائيلية، والتى زارها يوسف شوقى وتفقد أقسامها، وكان مدير الإذاعة الاسرائيلية فى زيارة لمصر مع وفد اذاعى موسع مهمته عقد اتفاق بين البلدين، وأنه استقبله نيابه عن مدير الاذاعة وعرفه على الأقسام، وأن الدكتور يوسف طلب اجراء مكالمة فاتصل بموسيقار مصرى مهاجر إلى اسرائيل اسمه زكى سرور وأخبره أنه كان استاذه فى معهد الموسيقى، وأن اسحاق حين جاء إلى مصر سأل عن د. شوقى فعرف أنه ذهب لعمّان فى مهمة فنية وانه طلب من صحفية مصرية صديقة للطرفين أن يلقاه فأبلغته أنه لا يريد ان يتحدث مع أى اسرائيلى لأنه منزعج مما حدث فى لبنان يقصد مذبحة صابرا وشاتيلا، وطلب اسحاق منها دعوة د. يوسف شوقى إلى منزلها وحين حضر قال إسحاق: إنه ليس بينى وبينك خصومه وأن ما حدث خارج تأثيره الشخصى فقال له يوسف: لم يكن ما حدث فى لبنان هو ما استحقه منكم كنت أول رسول من مصر يصل اليكم ومعى فرقة هى فخر الفرق الموسيقية فى العالم العربى كله، وأنه وضع برامج لزيارات أخرى وبرامج من إعداده ينفذها فى اذاعتهم بعنوان:(ما لا يطلبه المستمعون) وأنه حين حدثت مذبحة صبرا وشاتيلا دخل مكتبه فلم ترد عليه السكرتيره السلام وقالت: هؤلاء أصحابك، وأن مرءوسيه كانوا يشيحون بوجوههم عنه، وأنه قال له لماذا لم تمكنوا مصر من تطوير السلام؟ ولماذا حرب لبنان؟ هل تظنون أن مصر تستطيع أن تبقى صامته ساكنه وأنتم تضربون فى لبنان بلا رحمه؟ وأن الناس كانوا ينظرون اليه وكأنه مجرم مطلق السراح. ويذكر أن الصحفى عبد الستار الطويله وحده طلع بتفسير فقال: إن الرئيس السابق مبارك عندما قام بسحب السفير المصرى من إسرائيل كان يهدف لانقاذ السلام، فالخطوة التى قام بها استجابه فى منتصف الطريق للنداءات التى طالبت بالغاء معاهدة السلام وهى كذلك تعبر عن انتقاد مصر لما قامت به إسرائيل، وأن خطوة سحب السفير حافظت على السلام القائم. ويضيف أن عبد الستار كان يقول على نفسه إنه شيوعى وفى مرات أخرى يؤكد أنه اشتراكى ويسارى، وأنه فى محادثه معه لم يصل إلى أعماق اشتراكيته أو شيوعيته، وأنه ناقش مبالغاته وهو يكتب عن سياسة إسرائيل وتصرفاتها ويهاجمها فيقول:(وكأنه يعرف نظرتى عما أحاول فهمه، فقال إنه ينشر مقالاته فى بلاد الخليج) وأن المقال فى مصر ب 30 جنيها وفى الخليج ب 300 جنيه على الأقل وأنه برغم ميوله المعلنه التى يصعب تصديقها يسافر إلى بلاد الغرب كثيراً، وأنه فى إحدى المرات اتصل به فى روزاليوسف فأجابه صوت أنه غير موجود فقال له هل أستطيع أن أترك له رساله شفهيه فقال: من أنت فقال له: أنا من سفارة إسرائيل فقال الرجل بصوت حاسم لن اترك له رساله قلت: هل سمعتك جيدا قال نعم أنا حر. ويدعى أن عبد الستار الطويله قال إن مجلة روزاليوسف يعمل فيها نفايات الشيوعيين ونفايات الصحفيين فكل من لا يوجد له مكان آخر فى الصحافة يذهب اليها، وروزاليوسف تعد آنذاك من أهم المجلات المصرية وأن عبد الستار كتب مقالاً وصف فيه ممارسات إسرائيل وقادتها بالنازية، وأن اسحاق أبلغه أن أقطاب السلام فى إسرائيل يستغربون أنه كيف سمح لنفسه بكتابة مثل هذه الأمور، وأن يقول عن اسرائيلى أنه نازى، وأنه ممكن أن يعارض سياسة إسرائيل ولكن لا يصف اسحق شامير بالنازى فقال: إنه آسف ولم يقصد هذا المعانى، وأن عبد الستار زار إسرائيل هو وزوجته وأن بعض الصحفيين المصريين انهالوا عليه بالتهم لأنه قارن بين الديمقراطية فى مصر والديمقراطية فى إسرائيل فى التليفزيون، ولكنه رد وكال لهم الصاع صاعين، وأن زوجته أبدت اعجابها بالشوارع النظيفة غير المتوفرة فى مصر، ويؤكد صلته بعدد من الكتاب فكتب عن علاقته بابراهيم الوردانى وانه يرفض اليسار المصرى ويهاجمه وانه مرت به سنوات قاتمة فى عهد عبد الناصر حيث أبعد عن الكتابه. أما أفرايم دويك السفير الإسرائيلى فتحدث عن التطبيع يقول إن سلطات مصر كبحت أية محاولة للتطبيع الحقيقى فى العلاقات الإسرائيلية المصرية ويرى أن تلك السياسة معروفة ومقصودة، وكان افرايم قد عمل كمفوض فى السفارة الإسرائيلية لدى القاهرة فى أيامها الأولى من 1980 1983 وكسفير لعشر سنوات ويسمى السلام سلاماً بارداً، وأن مصر استخدمت التطبيع لأغراض تكتيكية طبقاً لجرعات مقننة وضئيلة، وأن المجال الوحيد الذى طبق فيه هو الزراعة. ويقول إن السياسة فى مصر فى عهد السادات وحتى الآن - وقت المقال - ثابتة وأن الثبات نتيجة مصالح قومية محددة، وأنه فى حالة وقوع صدام إسرائيلى مع فلسطين فإن مصر لديها احتمالات كثيرة للعمل ماعدا المبادرة بالحرب فمصر يمكن ان تفسر سياستها بما نسميه الستار الحديدى للسلام أى العلاقات الدبلوماسية وبحدود، وأنه يرفض قواعد اللعبة حسبما تمليه مصر وانه عارض تسليم طابا لمصر، كما عارض زيارة رابين للقاهرة عام 1992 فور انتخابه، واقترح أن تنحى اسرائيل التطبيع جانباً، وتبذل على مصر أداة ضغط سياسى، وأن تعامل مصر فى ظل واقع سياسى حقيقى دون تنازل. كما نرى أن سفراء إسرائيل افصحوا عن موقفهم من السلام وعلى رأيهم فى الرفض الشعبى للعلاقات مع الانتهاكات الإسرائيلية، ولقد لجأ بعضهم لتعمد ذكر أسماء شخصيات عامة كانت على صلة بهم وأدعى أنهم يتعاملون بوجهين وجه يواجهون به الشارع المصرى والآخر يتعاملون به مع إسرائيل والهدف التشكيك وهو من سياسات اسرائيل.