استعدادات الجبهة الوطنية لانتخابات مجلس الشيوخ 2025    مدرسة تمريض مبرة الزقازيق تفتح باب التقديم.. تعرف على التفاصيل والشروط    منطقة الإسماعيلية الأزهرية تستقبل لجنة قطاع المعاهد لمتابعة تجهيز بيت الشباب    كيفية تسجيل اختبارات القدرات 2025 على موقع التنسيق الإلكتروني (الرابط المباشر)    البابا تواضروس: لدينا 800 كنيسة ودير و40 أسقفاً خارج مصر.. واشترينا 400 مبنى من الكاثوليك (صور)    السد العالي جاهز لاستقبال الفيضان.. خبير يكشف سيناريوهات جديدة بشأن سد النهضة    سعر الدولار يرتفع في 7 بنوك بنهاية تعاملات الأربعاء    رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في افتتاح جلسة تداول بورصة لندن    محافظ جنوب سيناء يبحث تطوير البنية التحتية لمياه الشرب والصرف الصحي    ترامب: إيران ترغب بشدة في التفاوض لكننا لسنا في عجلة من أمرنا    توزيع 10 ماكينات خياطه علي السيدات الأكثر احتياجا بشمال سيناء    مدبولي: تطوير الطريق الإقليمي بعزل مسارات النقل للحد من الحوادث    الداخلية السورية تعلن وقف العمليات العسكرية في السويداء بشكل فوري    حماس تحذر من إقامة محور جديد في جنوب غزة: يعكس "نوايا إسرائيل" في عدم الانسحاب    بوريل: الاتحاد الأوروبي سمح باستمرار الإبادة الجماعية في غزة    خامنئي: يجب ملاحقة الجرائم الإسرائيلية بالمحاكم الدولية والمحلية    النائب أحمد سمير زكريا: مصر تقود صوت العقل في وجه العدوان الإسرائيلي وتحمي الإرادة العربية    الكشف عن سبب وفاة ميمي عبد الرازق المدير الفني السابق للمصري    يعاني منذ 2023.. ريال مدريد يعلن نجاح جراحة بيلينجهام في الكتف    "نشعربالسعادة".. أحمد الكاس يتحدث عن مشاركة منتخب مصر في كأس العالم    بعد تعثر مفاوضات إيزاك.. هوجو إيكيتيكي يدخل حسابات ليفربول    عقب استغاثة على «فيس بوك».. «الداخلية» تكشف تفاصيل تحرير مخالفة «أمن ومتانة» لسيارة بمطروح    حرارة تلامس ال43.. طقس مستقر في أسوان رغم تحذيرات الأرصاد بأمطار رعدية    حريق يلتهم فيلا بشارع البراديزو في حلوان (صور)    إصابة 10 أشخاص في تصادم مروع بين سيارتين بطريق الروضة- طامية بالفيوم    مصرع شخص وإصابة آخر في حادث مروري بالفيوم    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل شاب استدرجته ربة منزل بالقليوبية    عمرو دياب يحتل صدارة اليوتيوب لليوم الرابع عشر على التوالي بأغاني ألبومه "ابتدينا"    سوزي بجيب قصير ودينا فؤاد مع ابنتها.. 20 صورة من العرض الخاص لفيلم "الشاطر"    لميس الحديدي: تجربة صحفية وإعلامية جديدة قريبًا    وزير الصحة يزور إيطاليا.. ماذا ناقش في مستهل اجتماعاته؟    تحذير من دواء "مجهول المصدر" لعلاج سرطان المعدة    تشييع جثمان ميمي عبد الرازق مساء اليوم من مسجد الكبير المتعال ببورسعيد    أستاذ فقة ل"الستات مايعرفوش يكدبوا": معظم المشاكل الزوجية سببها سوء الاختيار    «الأوقاف» تُنظم ندوات ب 1544 مسجدًا بالتعاون مع الأزهر الشريف    «أوقاف السويس» تنظّم ندوة في ثالث أيام الأسبوع الثقافي    انطلاق اختبارات القدرات بكلية العلوم الرياضية جامعة قناة السويس    محافظ الغربية في جولة مفاجئة ويستقبل طلبات المواطنين بنفسه .. صور    مع ذكرى انقلاب 15 يوليو .. أردوغان يتحالف مع الجناح السياسي للعمال الكردستاني    عزيز مرقة يشعل المنافسة ل«الفانز» في أغنيته «شايفة إيه؟» (تفاصيل)    مفاجأة عاطفية.. توقعات برج الثور في النصف الثاني من يوليو 2025    هل يعود مسعد ل بسمة؟.. الجمهور يترقب نهاية «فات الميعاد»    "بيستهبل" لأحمد سعد بتوقيع فلبينو.. اسم الألبوم و4 أغاني مختلفة    تواصل مناهضة الفرق البريطانية لدعهما غزة .. إلغاء تأشيرات "بوب فيلان" الأمريكية بعد أغنية "الموت لإسرائيل"    وزيرا التضامن والزراعة يبحثان الشراكة في إقامة معرض دائم ل"ديارنا"    الأهلي يمنح وسام أبو علي فرصة أخيرة لحسم ملف الرحيل    خالد الغندور ينتقد أساليب تقديم صفقات الأهلي والزمالك: "رسائل تافهة تثير الفتنة"    بين الحب والاتباع والبدعة.. ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف 2025؟    مقتل سيدة على يد شقيقها في المنيا بسبب خلافات أسرية    أحمد هاشم رئيسًا لتحرير مجلة "أخر ساعة"    محافظ شمال سيناء: مبادرة 100 يوم صحة نقلة نوعية لتوفير رعاية شاملة للمواطنين    مبادرة الألف يوم الذهبية.. نائب وزير الصحة في ندوة علمية بالمنيا لدعم الولادات الطبيعية    تقديم 1214 خدمة طبية مجانية خلال قافلة بقرية قصر هور في المنيا    النيابة تستعجل تقرير الحماية المدنية حول احتراق 96 مركبة بحضانات البتروكيماويات في الاسكندرية    رئيس الوزراء يوجه بالتعاون مع الدول الإفريقية فى تنفيذ مشروعات لتحقيق المصالح المشتركة    بعد 12 عامًا.. خلفان مبارك يغادر الجزيرة الإماراتي    قتلى ومصابون جراء قصف روسي على عدة مناطق في أوكرانيا    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعلنا لنعمك شاكرين وبقضائك راضين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقالات صهيونية في الصحافة السورية واللبنانية
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 21 - 09 - 2009

عندما صدر وعد بلفور في نوفمبر 1917 الذي يطالب بضرورة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، اكتفي العرب بالشجب والتنديد والصراخ، بينما راح عرب آخرون يهزون أكتافهم لا مبالاة واعتبروا هذا الوعد بمثابة أضغاث أحلام لن تري النور!
وطوال السنوات التي تلت صدور هذا الوعد راح اليهود يعملون علي تحقيق هذا الوعد وتحويله إلي واقع فعلي بكل السبل!!
وتبني اليهود الذين كانوا يعيشون في البلاد العربية شعارًا بسيطًا تقول كلماته ضرورة التفاهم بين العرب واليهود!
وهكذا تم تأسيس الوكالة اليهودية عام 1922 ولعبت الدائرة السياسية بالوكالة دورًا من أخطر الأدوار السياسية في اختراق النخب العربية، والتسلل إلي الصحافة العربية! وفي المقال الماضي كشف شيخ الصحفيين حافظ محمود الدور المريب لهذه الوكالة ومحاولتها استمالة جريدة السياسة.
لكن بعد سنوات طويلة كانت المفاجأة المذهلة التي كشفها الباحث والمؤرخ والأستاذ محمود محارب بدائرة العلوم السياسية بجامعة القدس في دراسته المهمة والموثقة المقالات الصهيونية المدسوسة في الصحف اللبنانية والسورية (1936-1939) ونشرها في مجلة الدراسات الفلسطينية العدد الأخير.
أهمية هذه الدراسة غير المسبوقة إنها استندت إلي تقارير جهاز الاستخبارات التابع للدائرة السياسية للوكالة اليهودية وهي وثائق سرية ولم يكشف عنها إلا مؤخرًا!
لقد تم نشر حوالي 280 مقالاً في الصحف اللبنانية والسورية نشرت بأسماء عربية مستعارة أو علي شكل تقارير كأنها من مراسلي هذه الصحف وإخفاء كاتبها الحقيقي الصهيوني! واللافت للانتباه - كما يقول الأستاذ محمود محارب - أن أولئك الذين مكنوا الوكالة اليهودية من اختراق الصحافة اللبنانية والسورية بهذه السهولة هم أنفسهم الذين كانوا يتحدثون وباحتجاج عن نفور وسطوة اليهود والصهيونية علي الصحافة في الدول الغربية! كانت البداية في أعقاب ثورة البراق في فلسطين عام 1929، حيث غطت الصحافة العربية أحداث هذه الثورة وساهمت في حشد وبلورة الرأي العام لمناصرة الشعب العربي الفلسطيني، وهنا بالضبط تنبه القادة الصهاينة إلي الدور المهم الذي تلعبه الصحافة!
وبذل مسئولو الدائرة السياسية للوكالة اليهودية وجهاز استخباراتها جهودًا مكثفة من أجل التأثير في الصحافة العربية وقام حاييم كالفارسكي مسئول جهاز الاستخبارات بالوكالة اليهودية بزيارة بيروت في يناير 1930 وأفضت زيارته إلي تشكيل لجنة في بيروت مكونة من أربعة ناشطين يهود لبنانيين وذلك للتنسيق مع جهاز استخبارات الوكالة اليهودية بشأن التأثير في الصحف اللبنانية والسورية لاتخاذ مواقف موالية للصهيونية، ومنح جهاز استخبارات الوكالة اليهودية هذه اللجنة مائة وخمسين جنيهًا فلسطينيًا لتمكينها من القيام بمهماتها، وأشار كالفارسكي في تقرير له إلي أن هذه اللجنة تمكنت من تغيير مواقف بعض الصحف العربية في لبنان مثل صحيفة الأحوال وصحيفتي لوريان ولوسيري الصادرتين في بيروت باللغة الفرنسية كما أنه وأثناء وجوده في بيروت اجتمع بخير الدين الأحدب محرر صحيفة العهد الجديد والذي أصبح لاحقًا رئيس وزراء لبنان (!!)
وقد أسهب كالفارسكي في حديثه عن ضرورة التفاهم بين العرب واليهود، وطلب من خير الدين الأحدب تقديم المساعدة للوكالة اليهودية بواسطة نشر مقالات موالية للصهيونية في صحيفته! ثم سأله في نهاية الاجتماع عن المبلغ الذي يريده في مقابل خدمته هذه فأجابه أنه يريد أربعمائة جنيه فلسطيني في السنة، وهو مبلغ اعتقدت أنه مبالغ فيه ثم اتفقنا علي 200 جنيه فلسطيني تدفع بأقساط كل ثلاثة أشهر!!
وفي نفس الوقت زار دافيد بلين أحد المسئولين في جهاز الاستخبارات بالوكالة اليهودية القاهرة ثم تبعه فريدريك كيش رئيس الدائرة السياسية بالوكالة اليهودية وقد التقي كل منهما العديد من المسئولين في مصر، وكذلك قادة الطائفة اليهودية فيها، وسجل كيش في تقريره ما حققته هذه الزيارة.
وكان أبرز هذه النتائج تنظيم مجموعة من اليهود المصريين للقيام بنشاطات في الصحافة المصرية كي تتخذ مواقف مناصرة للصهيونية ومصادرة الحكومة المصرية كراسات مناهضة للصهيونية نشرت في مصر وكذلك تنظيم مجموعة من المخبرين للعمل لمصلحة جهاز الاستخبارات التابع للدائرة السياسية في الوكالة اليهودية!
وحدثت تطورات كثيرة في الوكالة اليهودية كان من أهمها تولي موشي شاريت رئاسة الدائرة السياسية والذي قام بتوظيف الياهو ساسون في جهاز الاستخبارات والذي أصبح المسئول عن نشر المقالات الصهيونية في صحافة دمشق وبيروت.
وفي يناير 1937 اجتمع كل من الياهو ساسون والياهو ابشتاين وكان من قادة الاستخبارات في الوكالة اليهودية - اجتمعا بوديع تلحوق المحرر في صحيفة الانشاء (السورية) في فندق أمية بدمشق وبحثا معه إمكانية أن يقوم بنشر مقالات في الصحافة السورية تشرح المشروع الصهيوني في فلسطين، ووافق وديع بشرط أن تزوده الوكالة بمواد معتدلة!
وبعد عودة ساسون وابشتاين من دمشق إلي القدس أرسلا إلي وديع بمقال عن العلاقات الاقتصادية بين فلسطين وسوريا لنشرها في صحيفة الإنشاء أو في إحدي الصحف الكبري في دمشق!
وطلب منه أن يرسل إلي الوكالة اليهودية ثلاثة أعداد أو أربعة وأخبره إنه سيرسل إليه قريبًا مقالات أخري، ولم ينس ابشتاين أن يعلمه إنه لكم مطلق الحرية في إدخال قلمكم علي المقالات وجعلها عند الضرورة ملائمة للنشر بالجرائد السورية بدون أن يحصل لكم بسبب ذلك أي وجع رأس!
وما خفي في الوثائق كان أعظم وأكبر!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.