«الريان» من أكثر المسلسلات التى جذبت الجمهور وحققت نسبة مشاهدة عالية فى رمضان هذا العام، وبطله النجم خالد صالح بذل جهدا كبيرا فى دراسة وتقمص الشخصية، وهو يراها أنها لا تعبر فقط عن سيرة حياة واحد من رجال المال والأعمال، ولكن تعبر عن حالة كاملة وتكشف الكثير من الخفايا التى حدثت فى كواليس المال والسلطة والسياسة خلال ال 30 عاما الماضية، وهو ما يحدثنا عنه بالتفصيل من خلال هذا الحوار.. * ماسبب تقديمك لشخصية «الريان» فى مسلسل يحمل الاسم نفسه؟ ** لأنه شخصية درامية ثرية جدا وحياته مليئة بالأحداث التى لا تعبر عن سيرة حياة شخص استطاع أن يقنع آلاف الناس بأن يودعوا لديه مليارات الجنيهات لاستثمارها، ولكن لأنه يعبر أيضا عن تشابكات وتداخلات كثيرة فى السياسة والاقتصاد، ويكشف طبيعة العلاقة بين المال والسلطة فى سنوات الحكم السابق، والمسلسل لا يستعرض حياة الريان فقط، بل هناك جوانب أخرى يتناولها خاصة بالأحداث التى مرت بمصر على مدار ثلاثين عاما من فساد وظلم. * وهل تم تعديل السيناريو ليتلاءم مع أحداث الثورة؟ ** إطلاقا.. السيناريو لم يتم تعديل أى شىء فيه، وكان سيقدم كما هو بسلبياته وإيجابياته مثلما أفعل فى كل شخصية أقدمها، وخاصة إذا كانت شخصية فاسدة أو مفسدة، وقد سبق لى على سبيل المثال أن قدمت نموذجا لأمين شرطة فاسد قبل الثورة فى فيلم «هى فوضى»، فالمسألة لم تختلف كثيرا بالنسبة لى عما كان الحال قبل الثورة لأننا قدمنا أعمالا جريئة وكشفنا الكثير من الانحراف والفساد، ورهانى الأول والأخير على الجمهور كسند لى فى أعمالى. * وماهو أكثر شىء جذبك فى السيناريو؟ ** استوقفنى عدد زيجات الريان الذى وصل إلى 13زوجة، وقد يكون عددهم أكبر من ذلك، واستعجبت كثيرا من أن هناك شخصا يمكن أن يتزوج كل هذا العدد من النساء، فاعتقادى الشخصى أن الإنسان يظل يبحث طويلا عن شريكة الحياة المناسبة لها ثم يتمسك بها إلى أبعد الحدود، أما الريان فكان يعتمد فى زيجاته على قوته وأمواله ولا أعتقد أن هناك أى فتاة رفضت الزواج منه!. * وماهو الهدف من تقديم الريان كنموذج للجمهور؟ ** الهدف أن نقول إن الطموح هو السبب الرئيسى وراء النجاح، ولكن عندما يتحول الطموح إلى طمع فإن صاحبه لابد أن يدفع الثمن، وسيرة حياة الريان كشخص ذكى أحيانا وفهلوى أحيانا وخبير بالتعامل مع الناس واللعب على وتر الرغبة فى الربح السهل بداخلهم، كل تلك العوامل أوصلته إلى قمة اقتصادية لم يكن يحلم بها، لكن النهاية لم تكن كما يتوقع لأن الطموح تحول إلى طمع. * هل ابتعادكم عن كثير من الجوانب السلبية فى شخصيته هو خوفكم من ملاحقته لكم قضائيا؟ ** لا بالعكس..لقد قدمنا الشخصية بكل سلبياتها وإيجابياتها، ونستعرض رحلة صعود الريان ودخوله السجن وشكل حياته داخل السجن. * على خلفية الظروف التى تمر بها شركات الإنتاج هل تم تخفيض أجرك؟ ** طبعا، ووافقت على تخفيض أجرى، وأنا راض لأننى كفنان أخذت من الدراما الكثير والحمد لله، فلماذا لا أساندها وهى تمر بأزمة، فنحن نمر بمرحلة انتقالية صعبة بعد الثورة التى أربكت حسابات المنتجين ولا أعرف إلى متى سأخفض أجرى لكنى أعتقد أن هذا يتوقف على طبيعة السوق. * هل تعتقد أن كتاب الدراما سيغيرون فى طبيعة الأعمال التى يقدمونها بعد الثورة؟ ** بالتأكيد.. وأعتقد أنه ستكون هناك طفرة نوعية فى الكتابة، وهذا يحدث دائما بعد الثورات، وسنرى جيلا جديدا من الكتاب المتميزين، والمشاهد لن يسمح بالترهل الذى كان يحدث من قبل ولن يتقبل أى أعمال هابطة. * هل ستنتمى لأى حزب سياسى مثل بعض الفنانين؟ ** لم ولن أنتمى لأى حزب سياسى لأننى خارج الكل وأنتقد الكل.. أنا مع الشعب. * كيف ترى خريطة السينما بعد الثورة؟ ** ستتغير كثيرا عن السابق، ولو عدت لأقدم فيلما عن رجال الشرطة مرة أخرى، سأقدم النموذج الذى أريده، ونوعية الأفلام الهابطة ستختفى تماما من الساحة، فالجمهور فى جميع أنحاء العالم يتابعنا والعين علينا بشكل قوى على كافة المستويات الاجتماعية والفنية والسياسية.