حشر ثورة 25 يناير فى الدراما والبرامج أصاب الناس بالملل خاصة وأن شيئًا لم يتغير طوال الشهور الستة الماضية، ولم تشعر الجماهير بأى اختلاف حقيقى وملموس بين النظام السابق وما يحدث الآن.. وبالعكس سادت نغمة الإحباط مرة أخرى، وعاد الجميع يشكون من الفوضى والبلطجة وعدم الاحساس بالأمان واختناق المرور وارتفاع الأسعار، ولم تفلح القرارات الأخيرة مثل المحاكمات العلنية لرموز العهد البائد، والاتفاق على إقرار حد أدنى وحد أقصى للأجور، والتخلص من كتيبة المستشارين والمحالين إلى المعاش فى كل المواقع والمؤسسات والتى تلتهم جزءًا كبيرًا من الأجور فى ميزانية الدولة، وغيرها من الخطوات المهمة التى طالما انتظرتها جموع الشعب وطالب بها الثوار، لم تفلح كل هذه القرارات الثورية فى إعادة البسمة إلى الوجوه وإعادة روح التفاؤل والأمل فى المستقبل التى ضاعت وسط الاتهامات بالتخوين فى برامج الفضائيات و«ماسورة» الأخبار والتقارير المتضاربة والمشككة فى كل شىء التى انفجرت فى الصحف و«الارتياب» فى كل ما يسمعون ويقرأون، وأثبت صناع الدراما المصرية أنهم مجموعة من الأرزقية الذين يتعاملون مع الأحداث مهما وصلت درجة أهميتها ومهما كانت فارقة فى تاريخ ومستقبل هذا الوطن بمنطق السبوبة، وهو ما جعلهم يرشون بعض المشاهير والشخصيات السطحية المقحمة على معظم الأعمال التى تعرض فى رمضان لتبدو مواكبة للثورة ومتجاوبة مع الأحداث السياسية، واتسمت معظم هذه المشاهد بدرجة من «التصنع» و«الابتذال» لم تصل إليها الدراما المصرية من قبل، خاصة فيما يتعلق بمحاولات اللعب بورقة الشهداء لاستدرار تعاطف ودموع الجمهور. أما برامج رمضان فقد استمرت فى العزف على نفس النغمة المملة والحديث عن الفساد والنصب والأموال المسروقة والمرشحين للرئاسة والإخوان، والفلول وغيرها من القضايا والشخصيات التى قتلتها برامج ما بعد الثورة بحثًا واستهلكت من كثرة الطرح والتناول، و«ما زاد الطين بلة» هو إصرار منظم معدى هذه البرامج على الاستسهال وتكرار نفس الضيوف الذين أصبحنا نفتح الحنفية فنجدهم، ومن تخل عن دور الضيف فقد أصبح مقدم برامج ومن فاته التقديم، يكتفى بمداخلات تليفونية.. والنتيجة انصراف جمهور المنازل عن مشاهدة التليفزيون بمسلسلاته وبرامجه وضيوفه.. عمومًا خيرًا.