لايختلف الطابع الرمضانى فى لبنان عن بقية دول االعالم العربى والاسلامى حيث تحرص العائلات اللبنانية على التزاور واحياء السهرات الجماعية واداء الصلوات فى جماعة خاصة صلاة التراويح كما ينتشر العديد من الاكلات اللبنانية خلال شهر رمضان المبارك ومؤخرا انتشرت ظاهرة الخيمة الرمضانية فى المجتمع اللبنانى كما انتشرت كذلك فى مصر . (اكتوبر ) التقت السفير د. خالد زيادة سفير لبنان بالقاهرة – الذى تحدث عن الاجواء الرمضانية فى لبنان فقال مع حلول شهر رمضان يمكنك ان تشعر وكأن حياة من نوع آخر دبت من جديد فى أوصال المدن والقرى اللبنانية إذ تجد الشوارع والأحياء قد اكتست بالزينة التى تعود الى التراث العربى والاسلامى القديم فتتلألأ الاشجار على امتداد الطرق والبيوت بفوانيس رمضان المضيئة وتتلون الحارات والمساحات بمصابيح تملأ الاجواء بالبهجة هذا الى جانب اجتماع الاصدقاء والاقارب على المائدة معظم ايام شهر رمضان مما يضفى شيئا من الحميمية والتواصل بين الاحبة ومن ثم يقصد الناس المساجد لإقامة صلاة الفجر وبعد ذلك يتجه الجميع الى العمل او المدرسة ليبدأ نهار جديد ينقطعون فيه عن الطعام والشراب محاولين تجنب الخطايا والاخطاء قدر المستطاع وتبقى السمة الغالبة على الاجواء الرمضانية فى لبنان وهى تقرب الافراد من اللة سبحانه وتعالى وايضا من بعضهم البعض بعد ان تكون الحياة ومشاغلها قد باعدتهم فترة طويلة عن التواصل . واشار الى المائدة الرمضانية التى تختلف بقدر كبير عن مثيلاتها فى الايام العادية وذلك لأن شهر رمضان له طبيعة خاصة فالشهر الكريم يختلف بطقوسة وطعامة عن باقى الاشهر حيث تعمر الموائد فى رمضان فعندما ترتفع المآذن بالتكبير فى آذان المغرب ويضرب المدفع طلقة الافطار يفطر الصائمون على التمر وشراب العرقسوس وقمر الدين ويتصدر طبقا الحساء الساخن والفتوش وسط المائدة ويزاحمهما فى ذلك طبق البطاطا المقلية فهى من الاطباق الاساسية فى رمضان , مضيفا ان هناك العديد من الاطباق التى يختص بها المطبخ اللبنانى مثل التبولة والكبة النية وورق العنب . وقال السفير بعد الافطار يصبح المجال واسعا لانواع الحلويات المتعددة التى تشتهر بها لبنان مثل المعمول والزغلولية وهو ما يعرف اليوم (الحدف او البقلاوة) التى ينهمك اللبنانيون فى صنعها من اليوم الاول لشهر رمضان هذا الى جانب القطائف والكنافة. وعن ظاهرة المسحراتى قال ان المسحراتى كان ظاهرة رمضانية مرتبطة ارتباطا وثيقا بليالى شهر رمضان حيث يكون عادة من ابناء الحى فيبدأ قبل الفجر بايقاظ الصائمين حتى يتناولوا الطعام قبل الامساك وكان يضرب بواسطة عصا على طبلة خاصة فى حين انة كان يرتدى الجلباب المعتاد والطربوش وهنا لابد من الاشارة والتاكيد على ان اهل بيروت لاينسون شكر المسحراتى الذى سهر الليالى لإيقاظهم عند السحور يقدمون لة العيدية حيث يقوم مسحراتى الحى او الطبال فى اول ايام عيد الفطر السعيد بالتجوال بين البيوت والحارات لأخذ هذة العيدية . ومن العادات اللبنانية اشار السفير زيادة الى ان المسلمين فى بيروت فى العهد العثمانى كانوا يطلقون على اولادهم الذكور اسماء الشهور الكريمة مثل رجب و شعبان ورمضان ومحرم وربيع لاسيما اذا ولدوا فى هذه الاشهر . وعن ظاهرة الخيم الرمضانية التى تنتشر فى رمضان اكد د. زيادة انها بدع ابتدعها اللبنانيون فهناك اجواء جديدة طغت على طبيعة الحياة الرمضانية ويومياتها فتأقلم معها اللبنانيون.. فالخيم الرمضانية هى طريقة واسلوب مستحدث للاحتفال بشهر رمضان الكريم فهذه الخيم تجرى فيها سهرات عامرة بالمأكولات وقد ذهب كثيرون الى ابعد من ذلك حيث اضافوا اليها الغناء والطرب يقابله من ناحية اخرى فئة تقصد المساجد لإقامة الصلوات والاستماع الى المحاضرات الدينية باهتمام وخشوع وقد اصبحت هذه عادة بعد كانت لفئة معينة فيما مضى مما يضفى على الاجواء عبقا ايمانيا خاصا. كما اشار الى أناقة اللبنانيات في رمضان التى تعتمد على العباءات الشرقية، لاحتشامها من ناحية، ولأناقتها المختلفة عن أزياء العام من ناحية أخري،كما أن العباءة الشرقية أصبحت في منتهى الأناقة والجمال خاصة بعد إدخال اللمسات العصرية عليها و تعد العباءة الشرقية الزي الرسمي للبنانيات في رمضان، حيث تحتل خصوصية في دعوات السحور. ويرى د.خالد ان الاجواء الرمضانية بالقاهرة جميلة جدا خاصة ليالى رمضان الساحرة المليئة بالاضواء والخيم الرمضانية والامسيات الثقافية. ويسعد السفير اللبنانى بالقاهرة بقضاء شهر رمضان بالقاهرة على مدار 5 سنوات ولكنة يتمنى ان يقضيه مع العائلة والاصدقاء فى لبنان.