رعب الديون يثير الفزع بأمريكا

رغم أنها ليست المرة الأولى التى يتم فيها تعديل سقف الدين الأمريكى فإن هذه المرة تبدو مختلفة، ربما لأنها تأتى فى أعقاب أزمة عالمية لم يتم التعافى منها حتى الآن أو لأن الانقسام الذى استمر لأشهر بين النواب والشيوخ كاد يدخل العالم فى أزمة مالية جديدة أقلق الكثيرين حيال حل هذه المشكلة وذلك قبل أن يتوصل الجمهوريون المسيطرون على مجلس النواب والديمقراطيون الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ أخيرا لصيغة لرفع سقف الدين الأمريكى البالغ حاليا 14.3 تريليون دولار بما لا يقل عن 2.4 تريليون وذلك بعد خلاف طويل بينهما حول كيفية خفض العجز، حيث كان يرى الجمهوريون أن الحل الأنسب هو خفض العجز على مرحلتين على مدار 10سنوات تشمل المرحلة الأولى رفع سقف الدين لمدة أشهر قليلة ما يعنى احتمال أن تثارالمشكلة مرة أخرى اوائل العام المقبل بينما كان يرى الديمقراطيون أنه من الأفضل خفض العجز دفعة واحدة على مدار العقد المقبل ولكن بزيادة سقف الدين بما يتجاوز مرحلة انتخابات الرئاسة والكونجرس المقررة فى نوفمبر 2012، وقد جاء هذا الاتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين ليرفع سقف الدين الأمريكى ل 16.7 تريليون دولار مما يسمح للخزانة الأمريكية بمواصلة مدفوعاتها حتى عام 2013، وكانت وكالات التصنيف الدولية (AAA) قد حذّرت من تخفيض الجدارة الائتمانية للولايات المتحدة إن تخلفت عن دفع مستحقات أو فشلت فى اتخاذ خطوات فعالة من أجل السيطرة على عجز الميزانية كما أثارت قلق الاوساط الاقتصادية العالمية، وهذه ليست المرة الأولى التى يتم فيها رفع سقف الدين الأمريكى حيث تم تعديله 100 مرة منذ عام 1946 كانت المرة الأخيرة فى فبراير 2010 حيث تم تحديد سقف الدين الأمريكى ب 14.29 تريليون دولار وفى منتصف شهر مايو 2011 بلغ الدين الأمريكى هذا السقف وبالتالى لم يعد من صلاحية الخزانة الأمريكية إصدار أى سندات إضافية ولكى تتجاوز الخزانة هذا السقف أصبح لزاما على الإدارة الحالية أن تتقدم بطلب للكونجرس لإصدار تشريع برفع هذا السقف.
يذكر أنه عندما وقعت أحداث 11 سبتمبر وتبنت الولايات المتحدة بعدها محاربة الارهاب أخذ الدين العام يتصاعد إلى أن وصل إلى 9 تريليونات دولار وقد سبب نشوب الأزمة المالية العالمية أكبر زيادة فى حجم دينها العام الذى بلغ 14.3 تريليون دولار ونتيجة لذلك اضطرت الولايات المتحدة إلى رفع سقف دينها العام لكى تتمكن من اقتراض المزيد من الدولارات اللازمة لاستيفاء احتياجات الإنفاق.
وقبل الموعد المحدد لإعلان إشهار إفلاس أمريكا وافق كل من مجلسى النواب والشيوخ على رفع سقف الدين وتخفيض الإنفاق.