الدبلوماسية المصرية مؤسسة وطنية عريقة.. ورجالها منتشرون فى كل البقاع للدفاع عن مصر وشعبها بكل لغات العالم. «أكتوبر» التقت بعدد من شيوخ الدبلوماسيين.. الذين أبدوا قلقهم من الوضع الراهن»، ولكنهم أكدوا أن البلاد ستخرج من عنق الزجاجة فى وقت قريب.. وقدموا روشتة لكل الأطراف لحل الأزمة. فى البداية يدعو السفير محيى الدين بسيونى أبناءه الثوار لأن يمنحوا الفرصة للمجلس العسكرى والحكومة.. حتى لا يتهمهم أحد بإعاقة التقدم نحو إنشاء الدولة المدنية بما لها من حقوق، وما عليها من واجبات.. ولن يتم ذلك إلا باتباع الطريق السلمى للحوار والمناقشة مع القائمين على إدارة شئون البلاد. ويوجه السفير محيى الدين بسيونى نفس النصيحة للمجلس العسكرى والحكومة.. ويطالبهما بإجراء حوار مباشر مع قوى الشعب المختلفة.. وفى مقدمتهم شباب الثورة.. ومن المهم أن تهدأ الأمور فى ربوع البلاد بأسرع ما يمكن.. لما لذلك من آثار طيبة على موقفنا الاقتصادى والسياحى والتجارى.. وضمان تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد.. وكل ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا فى ظل جو سلمى يسود البلاد. ويراهن السفير محيى الدين بسيونى على وعى الشباب المصرى فى الحفاظ على مقدرات بلاده ومنشآتها العامة والخاصة.. لأن كل ذلك ملك لنا جميعًا نحن المصريين. والفضل الأول يرجع للشباب الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم أثناء ثورة 25 يناير، لإعادة الحقوق المسلوبة إلى المصريين.. وإسقاط النظام بعد أن جثم على صدورنا لمدة 60 عامًا، وهو يمارس الحكم الشمولى ويصادر الحريات.. وبعد أن تم إسقاط النظام وتقديم رموزه للعدالة للقصاص منهم.. تجب التفرقة بين النظام الذى أسقط وبين الدولة التى يجب الحفاظ عليها وعلى مؤسساتها ومداومة احترامها. ويطالب السفير محيى الدين بسيونى الثوار بأن يراعوا فى تعاملهم مع السلطات القائمة حاليًا التفرقة بين النظام الذى أسقط وبين الدولة التى هى دولة كل المصريين.. ولابد من الحفاظ عليها واحترامها. وإذا كانت المظاهرات والاعتصامات قد كفلها الدستور والقانون.. فمن غير المقبول أن تضر مصالح الدولة العليا، التى هى مصالحنا جميعًا.. وعلى أبنائنا الشباب أن يحذروا من اندساس القوى التخريبية بينهم، والاتيان بأفعال إجرامية تضر بالوطن والمواطنين.. وتضر سمعة الثوار.. ويجب التأكيد على أن الجيش المصرى صمام الأمان.. ومؤسسات ومرافق الدولة خط أحمر. ثورة الشعب كله/U/ ويشير السفير سمير برهان إلى أن ثورة 25 يناير هى ثورة شعبية بكل المقاييس.. والثورة أشعل فتيلها الشباب، ولقيت تأييداً شعبياً من كافة فئات الشعب.. وعلى ذلك فهى ليست ثورة شباب مصر فقط، إنما ثورة الشعب كله. ومن عدم الانصاف أن نغبن بقية طوائف الشعب المصرى مشاركتها فى الثورة.. وإذا كان الشباب هم الطليعة.. ولكن لولا تأييد الشعب كله لهذه الثورة لما تحقق هذا النجاح الباهر للثورة.. فالثورة تحتاج إلى حكمة الشيوخ.. واستمرار تأييد كل فئات الشعب برجاله ونسائه. ويحذر السفير سمير برهان من أن الثورة تتعرض للتآكل.. فقد أصبح فى الساحة أكثر من 20 فصيلاً، مما أدى إلى تناقض الآراء والأفكار.. وبذلك يخشى على الثورة من فقدان بريقها وقيمتها وزخمها.. ولذلك يجب أن يتحد الثوار ويكونوا قيادة موحدة تتفاوض باسمهم جميعًا. والاعتصامات الفئوية تؤثر على مسار الثورة.. ولتكن المطالب فى البداية لصالح مصر، ثم تتجه إلى المصالح الفئوية.. وبلادنا تخسر يوميًا ملايين الدورلات، بجانب تأثر سمعة البلاد على المستوى العالمى.. «ولنسمع جميعًا قول الله سبحانه وتعالى: و«يؤثرون» على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة».. لأن مع التركيز على إصلاح الاقتصاد، ومحاربة الفساد.. وإرساء سيادة القانون.. لابد أن يحترم الشعب الدستور الذى ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم.. وينظم كذلك سلطات الدولة. ويوجه السفير سمير برهان نصيحة للجميع باعتباره من شيوخ الدبلوماسيين.. أن يلتفوا جميعًا حول المبادئ الحقيقية للثورة.. والتى تطالب بالعدالة والمساواة من خلال إقامة الدولة المدنيه التى يسودها القانون. وينهى السفير سمير برهان كلامه بأن الثورة المصرية ألهمت خيال العالم وحازت إعجابه.. ولابد أن تبقى الثورة ملهمة دائمًا، ذلك بوحدة أبنائها.. ومصر لها وضع متميز فى أفريقيا والعالم العربى وكل قارات العالم.. وإذا تحققت أهداف الثورة فإن ذلك يمثل خطرًا على الأنظمة المستبدة فى المنطقة وبقية دول العالم لذلك يسعى البعض لإجهاض هذه الثورة العظيمة.. وأمام هذا الخطر الداهم، لابد أن تنتهى الاعتصامات الفئوية.. ونركز على تحقيق النمو الاقتصادى والاجتماعى. ويرى السفير د. حمدى الطاهرى أن الوضع الراهن غير مطمئن، إذ توجد بميدان التحرير 132 مجموعة.. وهذه المجاميع ينتشر بينها اللغط والأكاذيب والشائعات.. مما يدعو للقلق.. وعلى كل قوى المجتمع وفى مقدمتهم الدبلوماسيين أن يقودوا هذه التجمعات إلى وحدة الكلمة.. ويجب أن نعطى الوقت الكافى لشباب الدبلوماسيين والمفكرين ورموز المجتمع للالتحام بهؤلاء.. حتى يتفق الجميع على كلمة سواء. وإذا كانت حرية التظاهر والاعتصام مكفولة فيجب ألا تأخذ منحى ينحرف بالثورة ويوصلها إلى طرق مسدودة.. حتى لا يستغل ذلك أصحاب الأغراض والأجندات الداخلية والخارجية.. وإذا كانت المظاهرات والاعتصامات لها أهداف وطنية ومطالب مشروعة.. فلا يحق لها أن تقطع الطرق وتعطل مصالح المواطنين ومرافق الدولة. ويدعو السفير د. حمدى الطاهرى أبناءه الثوار إلى المزج بين التظاهر والعمل حتى يكتسبوا لقمة العيش.. ويعيدوا بناء البلد. والثورة لها قواعد ومبادئ.. وعلى السلطات المسئولة تنفيذ هذه القواعد والمبادئ. ويطالب السفير د. حمدى الطاهرى السلطات الحاكمة بالإسراع فى محاكمات رموز النظام السابق فى جو تسوده العدالة.. وتكفل حق المتهم فى الدفاع عن نفسه.. وإنجاز المحاكمات العادلة يهدئ النفوس الثائرة.. ويعيد الاستقرار إلى البلاد، فمن غير المعقول أن تطول المحاكمات لأكثر من 6 شهور.. ولم نصل إلى نتيجة حتى الآن.. وسرعة إنهاء المحاكمات يهدئ نفوس أهالى الشهداء وجماهير المواطنين. ولكى يعود الاستقرار إلى البلاد فلابد من إعادة آلاف المساجين الهاربين إلى محابسهم.. ومن المؤكد أن الجهات الأمنية لديها كافة المعلومات عن هؤلاء المساجين الهاربين.. وإعادتهم إلى السجون لتكملة العقوبة عامل أساسى لعودة الأمن للبلاد. المنطق النخبوى مرفوض/U/ السفير إبراهيم يسرى يشعر بالأسف الشديد، لأن الحال لا يسر.. والأحداث الجارية خطيرة.. ويعقب على السلطات المعنية بأنها لا تأخذ الأمور بجدية.. فمن غير المعقول أن نحارب الفساد السياسى بالقانون الجنائى وقانون الكسب غير المشروع. والحل: تشكيل محاكم تجابه الفساد السياسى من خلال قانون الفساد السياسى، وقانون محاكمة الوزراء والمسئولين.. وهذه القوانين تشمل كل التهم بما فيها تهمة الخيانة العظمى. ويدعو السفير إبراهيم يسرى أبناءه الثوار إلى توحيد الكلمة والفكر.. حتى نصل إلى صندوق الانتخابات ونأتى بمجالس نيابية ورئيس منتخب.. والاختلاف قبل إرساء الديمقراطية يفتت وحدة الثوار ويضعفهم.. والبعض يريدون من خلال منطق نخبوى فوقى هذا.. وعليهم أن يتراجعوا عن هذا السلوك.. ولا توجد ما يسمى بالمبادئ الحاكمة وفوق الدستورية.. إنما الشعب وحده دون غيره هو صاحب السيادة. وفى المرحلة القادمة، إما أن تنجح الثورة.. ويتم تنفيذ كل ما ندعو إليه.. وإما فالبديل هو الفوضى المدمرة وثورة الجياع. احترام وتقدير لحكومة شرف/U/ ويطالب السفير نبيل مصطفى إبراهيم شباب الثورة بالتكاتف واتخاذ قرارات جماعية.. وأن يحذر الثوار من أن هناك أعداءً متربصين بمصر فى الداخل والخارج.. والمطلوب منهم اليقظة.. فلا ينزلقوا إلى التفرقة بين الثورة، وباقى أفراد الشعب.. فنحن نمر بمرحلة دقيقة فى حياة مصر. ويدعو السفير نبيل مصطفى إبراهيم الجميع إلى إجادة العمل.. وهذا يعيد مصر إلى مكانتها المرموقة والتى تستحقها. ويوجه كلمة احترام للمجلس العسكرى فهم أبناء الجيش المصرى صاحب التاريخ المشرف.. ونعلم جميعُا أنكم مستعدون للتضحية فى سبيل مصر.. وعلى هذا الأساس ندعوكم إلى التجاوب مع مبادئ الثورة.. وهى مبادئ عادلة.. وأنتم أبطال مصر الشرفاء وتعلمون أن العدالة هى أساس الاستقرار.. وبدونها لا يتحقق الاستقرار. ويوجه تحية احترام وتقدير إلى د. عصام شرف رئيس الوزراء لما بذله ويبذله من جهد لإعادة الاستقرار إلى مصرنا الحبيبة.. ونحن نؤيده فى المرحلة القادمة. كل التقدير للمجلس العسكرى/U/ ويقول السفير محمود مرتضى إنه يجب إعطاء الفرصة لحكومة د. عصام شرف لتنفيذ المهام المكلفة بها.. وهى أهداف ثورة 25 يناير.. فلابد أن نتمهل وننتظر حتى تحقق الثورة ما تريده تحت رعاية المجلس العسكرى والذى أيد الثورة منذ البداية.. وعلينا أن نكون مطمئنين أن الثورة ستحقق أهدافنا.. ولابد من اليقظة التامة والالتفاف حول مبادئ الثورة.. والتوحد من أجل تحقيق هذه الأهداف.. والثورة هى ثورة الشعب.. وإن كان الفضل لشباب الثورة الذى اشعل فتيلها. ويحيى السفير محمود مرتضى المجلس العسكرى على دوره الوطنى والتاريخى، لأنه أدار شئون البلاد.. ولم يسمح بانهيار أركان الدولة.. ونجح فى ذلك نجاحًا باهرًا.. ولذلك يدعوه للاستمرار فى هذا الدور العظيم. ويطالب السفير إبراهيم يسرى حكومة د. عصام شرف أن تقوم بتنفيذ الأهداف المحددة فى التكليف الصادر من المجلس العسكرى.. وأن يتم التنفيذ بحسم وسرعة وإدارة قوية. وبالنسبة للمرحلة القادمة فإن ثورة 25 يناير هى نقطة تحول فى تاريخ مصر والعالم العربى.. والأوضاع السابقة من المستحيل أن تعود ولو بمسافة سنتميتر واحد. والشعب المصرى سيظل ساهرًا ويقظًا من أجل حماية أهداف ثورته كنقطة تحول فى تاريخه المجيد. ويؤكد السفير يحيى الطويل أنه حتى تعود عجلة العمل من جديد.. فلابد من إعطاء الفرصة للحكومة الجديدة لتنفيذ طلبات الثورة فى هدوء وسلام. إننا مقبلون على شهر رمضان.. والذى يدعو إلى التسامح والنقاء النفسى والروحى.. وليكن ذلك فرصة طيبة لتحقيق الوئام والاستقرار ويناشد السفير يحيى الطويل المجلس العسكرى سرعة تحقيق مطالب الثوار خصوصًا فى مجالى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. حتى نوفر الاستقرار لمرحلة الانتخابات.. والتى تتطلب أجواء آمنة.. وإذا استمرت الفوضى حتى بدء مرحلة الانتخابات فإنه يصعب إجراء هذه الانتخابات.. وهذا فى غير صالح الديمقراطية. يجب إعطاء الفرصة للقوى السياسية وللمرشحين لعرض برامجهم.. وعلى الشعب أن يختار من يمثله فى المجالس النيابية فى حيدة ونزاهة. قدرة الشعب على تصحيح المسار/U/ وفى النهاية يؤكد السفير رءوف رجب على أن التفرقة بين الثوار تؤدى إلى عواقب غير محمودة.. والآن يجب التركيز على التنمية الاقتصادية.. وكل المطالب يمكن تحقيقها بسهولة بعد تحقيق التنمية الاقتصادية والتى تحقق بالطبع التنمية الاجتماعية. ويطالب السفير رءوف رجب المجلس العسكرى والحكومة بوضع آلية محددة لجدول زمنى معلن لتحقيق البرنامج السياسى والاجتماعى.. والذى يؤدى إلى إقامة دولة مدنية.. وعدم الوضوح يثير المشاكل والقلاقل ويؤدى إلى فقدان الثقة بين الأطراف. ويواصل السفير رءوف رجب حديثه أن الشعب المصرى يمتلك وعياً راقياً.. ويستطيع أن يصحح أى انحراف.. لأن الشعب المصرى قاسى لفترة طويلة.. وهو غير مستعد أن يعانى أكثر مما هو فيه .. حيث إن المرحلة السابقة (60 عامًا) شهدت الانفراد بالسلطة والحكم الديكتاتورى الذى أوصلنا إلى ما نحن فيه. والحكم الشمولى يؤدى إلى نتائج كارثية.. وأمامنا أمثلة كثيرة فى التاريخ القديم والحديث.. وعلى ذلك فلابد أن نسرع الخطى لتحقيق الديمقراطية من خلال وضع برامج وخرائط محددة يلتزم بها الجميع حكاماً ومحكومين.