نفى الداعية الإسلامى الدكتور حازم أبو إسماعيل علاقته بجماعة الإخوان المسلمين أو التيار السلفى، مشيرا إلى أن التزامه بثوابت الإسلام لا يعنى أنه محسوب على تيار أو جماعة دينية بعينها. وقال أبو إسماعيل فى حديثه ل«أكتوبر» إنه ترشح لانتخابات الرئاسة القادمة للحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير. وأوضح أنه رغم رغبته فى الانفتاح والانطلاق بمصر لمرحلة أفضل إلا أنه يرفض أحد أشكال الليبرالية التى تدعو إلى الخروج عن الشرع والدين، وأعلن عدم رفضه للسياحة أو القنوات الترفيهية إذا تم الالتزام بالآداب والأخلاق العامة. وأكد احترامه لحقوق الأقباط التى كفلها لهم الدستور،كما تحدث أبو إسماعيل عن القضايا المهمة التى تشغل المجتمع المصرى فى سياق الحوار التالى. *لماذا قررت الترشح للانتخابات الرئاسية ؟ **شعرت بأن كل مكتسبات الثورة ستضيع وستضيع دماء الشهداء وأدركت ان هناك لحظة فاصلة ويجب أن أتخذ قرار الترشح، فمصر كانت تحت نظام حديدى ديكتاتورى ولكن بعد ثورة يناير انكسرت كل الابواب الحديدية امام الشعب المصرى، ووراء هذه الأبواب ظهرت امواج تلاطمت معا فى لحظة واحدة مما هدد البلاد وجعلها فى حالة عدم استقرار وانتظرت فترة طويلة ليحدث توافق عام و يظهر تيار مصرى وسطى معتدل ونظرا لانغماسى فى الأمور الدينية والسياسية وشعورى بضباب الثوابت الأخلاقية والسياسية فقد أدركت أن الترشح للانتخابات الرئاسية فى هذا الوقت أصبح يشبه الفريضة وليس أمرا تطوعيا. وبجانب ذلك فإننى وجدت هناك تمييعا فى لغة الحوار من جانب بعض مؤسسى الأحزاب الجديدة أو مرشحى رئاسة الجمهورية ورأيت أنه لابد من وجود نوع جديد من الخطاب.. محدد وواضح فى الفكرة.. لأننا الآن بعد الثورة أصبحنا فى عهد جديد وأنا ارفض استمرار سياسة إمساك العصا من المنتصف لأن رأس مالى هو الوضوح. *ما الذى يميزك عن اى مرشح آخر؟ **أنا ليبرالى جدا رغم التزامى بثوابت الإسلام فى برنامجى الانتخابى وعندى رغبة فى الانفتاح والانطلاق وعدم التقيد، وأميل للحيوية الفكرية، ولكن إذا كانت الليبرالية تعنى الانفلات من الشرع والدين فهى بذلك ضلال، وإذا كان من ينادى بها مع إنفاذ المحرمات وتحدى شرع الله فهو شىء غير مقبول و لهذا أرى أن برنامجى الانتخابى أفضل من أى مرشح آخر ولا أنتقص من شخصيات عرفتها عن قرب ولكن الانغماس السياسى عبر عشرات السنين اعطانى خبرة أفضل من أى مرشح آخر. *لماذا أنت محسوب على الإخوان المسلمين رغم تصريحك بأنك لم تكن يوما عضوا بالجماعة؟ **أنتمى إلى عائلة إخوانية منذ 75 عاما، ولكن هذا لايعنى أنى اتبعهم إذا اخطأوا فلست عضوا عاملا فى جماعة الإخوان والتزامى بثوابت الإسلام لا يعنى أنى محسوب على السلفيين أو الإخوان أو ملتزم بثوابتهم وأقول دائما إن الإسلام هو مذهبى وهدفى وعقيدتى ولا يهدف منهجى إلى إقصاء أحد من أى تيار لأننا شعب واحد ينتمى لبلد واحد. *ما هى ملامح برنامجك الانتخابى؟ **برنامجى يشمل كل النواحى الاقتصادية، خصوصا أن متابعة القضايا الاقتصادية تستهوينى كثيرا ووجدت أنه لابد من إعادة هيكلة الاقتصاد المصرى لأن مصادر الدخل الكبرى فى مصر غير ذاتية وتعتمد إما على دخل قناه السويس وإما على السياحة حتى أن معظم شركات البترول أجنبية وعندما بدأت تظهر الشركات والكفاءات المصرية فرضت أمريكا على مصر معاهدة السلام التى تعتبر كارثة على مصدر الدخل القومى، حيث تنص على منع بيع البترول المصرى بدون موافقة إسرائيل، بالإضافة إلى خطر الاستسلام الكامل لنظم العولمة، لذا فإن رؤيتى الاقتصادية كلها ستكون من الداخل ولقد وضعتها منذ أكثر من 25 سنة ولهذا سأهدف إلى عدم اعتماد مصر على دول الغرب والاستهلاك المرتفع فى مصر أستطيع أن أحوله إلى قوة اقتصادية كبيرة وأنوى منع استيراد المنتجات الغربية وسأرفض استعمال أى منتج غير مصرى، وبالتالى سيتم إنشاء مصانع ونقضى على البطالة، كما أنوى زراعة الصحراء الغربية التى تكفى احتياجاتنا لقرن كامل. *هل أنت واثق من نجاحك فى الانتخابات الرئاسية ؟ **فرصتى فى الفوز بمقعد الرئاسة غير مشكوك فيها إذا كانت العملية الانتخابية نزيهة فأنا جزء أصيل من الشعب وأغوص فى أعماقه، وليس لى أى انتماء سياسى أو أيديولوجى وأراهن على رسالتى التى أحملها وواثق أننى عندما أخوض الانتخابات بثوابت الشعب المصرى فسوف أكتسح. *هل تخاطب فى حملتك الانتخابية فئة بعينها؟ **لا أعتمد على خارطة الناخبين ولا استهدف دغدغة مشاعر فئة معينة، بل اعتمد على صدقى فى رسالتى ومن يقتنع بها يصوت لها ولذلك فإننى صادق وأقول كل ما اقتنع به وليست لى أيديولوجيات أو مؤثرات أو علاقات بالخارج أو بالداخل. وهاجمت عصر مبارك ومن قبله جمال عبدالناصر وأنور السادات وأريد أن يرى الناس عصرا ذهبيا من المودة والوئام. *هل أنت ضد السياحة ولاتعترف بها كمصدر للدخل القومى؟ **لست ضد السياحة، ولكن ضد اعتماد مصر على الدول الغربية فى مصادر دخلها القومى، فعلى سبيل المثال لن نستطيع محاسبة أى دولة أجنبية إذا منعت مجىء مواطنيها إلى مصرمثلما حدث أيام ثورة 25 يناير لذا فإنه لابد من وجود مستثمرين أجانب حتى يشاركوا فى المشروعات السياحية المصرية مشاركة حقيقية ليستطيعوا محاكمة حكوماتهم إذا منعوا مجىء السياح إلى مصر. *وما موقفك من القنوات الفنية والترفيهية، وهل ستقوم بغلقها فى حال وصولك للرئاسة؟ **أنا مع أن تتنفس البلاد قدرا غير محدود من الحرية، ومع ممارسة المصريين لحريتهم السياسية بشكل حر وسلس، لذلك فلن يكون هناك منع لأى قناة أو وسيلة إعلام، ما دامت تلتزم بالآداب والأخلاق العامة، لكن سنمنع المواقع الإباحية وفق حكم قضائى. وستستمر البنوك ودور السينما والسياحة. *هل أنت راض عن حال المرأة المصرية؟ **المرأة المصرية ظلمت كثيرا فى العقود السابقة ولابد أن نرد لها كرامتها فالإعلام لم يكن يعبر إلا عن شريحة صغيرة لا تمثل المجتمع النسائى فى مصر والمجتمع فقد كرامته عندما جعل المرأة مضطرة إلى قبول الإهانة و التحرش من أجل لقمة العيش. فلابد أن أكفل للمرأة العاملة كرامتها في الشارع والعمل، وسأخصص للمرأة ما يضمن كرامتها فى المواصلات فأى حاكم شريف لا يرضى بأن تعود فتاة باكية إلى بيتها لأنها تعرضت للإهانة أو التحرش؟ *هل أنت مع الدولة الدينية أم المدنية؟ **أريد دولة مدنية حديثة ولا أريد أن أقلب الحلال حراما أو العكس كما أنه لاتوجد عندنا دولة دينية بالمفهوم الغربى بل دوله إسلامية مدنية يحكمها بشر يخطئ ويصيب وللشعب حق اختيار الحاكم ومحاسبته إن أخطأ وعزله إن خالف شروطه، ولن نهدم مؤسسات البلاد كما يطالب البعض، بل سنطور كل المؤسسات لأن ديننا يحث على الحداثة وسنسعى لأن ننافس في الرياضه والفن لنصل بهما إلى العالميه ولكننا سنطهر كل المؤسسات مما يخالف مرجعنا وعادتنا الكريمة الشريفة التى يرتضيها الشعب المصرى، ولابد من إنشاء هيئة للربط بين نتائج مؤسسات البحث والتطبيق، لتحويل الأبحاث الناتجة إلى واقع يشعر به الناس. *برأيك كيف نستطيع حل مشكلة الفتنة الطائفية؟ **مشكلة الفتنة الطائفية تحل فى كلمة واحدة لا اكثر هى العدالة، وأقصد هنا بالعدالة الحاسمة الواضحة والعلنية، إذا أخطأ مسلم أو مسيحى لابد من محاسبته علنية والحكم يكون أمام الناس ليعلموا أن الحق فوق الجميع لأن العقيدة ليست حصانة من المحاسبة، كما أنها لا تكون مدخلا أو سببا للتحيز فيندمج بذلك المسلم والمسيحى فى المجتمع بتوافق وتناغم ورضا. *وماذا سيكون وضع الأقباط فى حال فوزك؟ **لن يحدث أبدا أن ننتقص من حقوق المسيحيين المادية أو التعليمية أو التجارية، ورغم كل ما يشاع عن وجود توتر بين الطرفين «المسلمين والمسيحيين» فإن وضع المسيحيين فى مصر أفضل بكثير. وحل جميع المشكلات المثارة حاليا لن يكون إلا بتطبيق العدل وأن يحاسب المحرض، لكن المشكلة تكمن فى الطبطبة على الطرفين. وكل ما يقترحه المسيحيون بشأن المادة الثانية من الدستور أقل بكثير مما تمنحه لهم الشريعة الإسلامية. *لماذا رفضت اكثر من مرة حضور المجالس العرفية لحل قضية كاميليا ؟ **أولا قضية كاميليا هى قضية حقوقية وليست قضية دينية وكل ما أشيع كان بغرض زيادة الفتنة الطائفية وكان لابد من محاسبة المخطىء عن طريق تحقيق قانونى وليس بجلسات عرفية وأن تكون المحاسبة علنية أيا كان المخطىء مسلما أو مسيحيا، ودعيت بالفعل إلى مثل هذه المجالس العرفية ورفضت الحضور لأن الفتنة الطائفية لا تطفأ أبدا إلا بالمكاشفة والمصارحة. *فى حال فوزك هل يمكن أن تعين امرأة فى منصب رئيس وزراء أو قبطيا نائبا لك؟ **نائب رئيس الجمهورية بالتعيين وليس بالانتخاب كدول الغرب ويحدد رئيس الجمهورية مهامه كلها وهو اختصاص وظيفى ولذلك وارد ان يكون نائبى رجلا مسيحيا ووارد أيضا أن تكون امراة رئيس وزراء، فمن حيث المبدأ غير محظور ولكن التنفيذ قد يواجه صعوبات. *ما موقفك من معاهدة كامب ديفيد؟ **إسرائيل هى بلد المناورات والظلم ومعاهدة السلام مهينة لمصر فنحن مكبلون على الأقل ب 26 بندا يمثل 26 صفعة على وجوه الشعب المصرى وأبرزها أنه يشترط موافقة إسرائيل على إجراء أبحاث على أراضى سيناء لهذا سألغى المعاهدة ولكن ليس فى بداية وصولى إلى الرئاسة لأنه لابد من دراسة كل الجوانب القانونية المترتبة على ذلك حتى لا تتعرض مصر لأى ملاحقة دولية. *كيف ترى علاقة مصر المستقبلية مع إيران؟ **لا يجب قطع العلاقات مع أى بلد ولكن فى نفس الوقت يجب الانتباه للمخطط الشيعى ولابد من وضع التأثيرات الغربية والخليجية والامريكية فى الحسبان.