بعد التحقيق الذى انفردت «أكتوبر» بنشره فى العدد «1801» بتاريخ الأول من مايو الجارى بعنوان «زنزانة الهوانم فى انتظار الهانم» قام قطاع التفتيش بمصلحة السجون بزيارة مفاجئة إلى سجن القناطر ومعاينة «زنزانة الهانم» على الطبيعة ومتابعة أحوال السجينات، وتلبية بعض المطالب الخاصة بهن، ونقل رئيس مباحث السجن القديم إلى أسوان، والاستعانة بوجوه شابة قادرة على التواصل مع النزيلات وتحقيق الضبط والربط بعد ثورة 25 يناير، ومنع تكرار أحداث الشغب التى حدثت فى السجن مؤخرًا فى محاولة جادة من وزارة الداخلية لاسترداد هيبة الدولة التى ضاعت تحت أقدام البلطجية وأرباب السوابق. أسباب نقل رئيس المباحث، وحكايات سوزان ثابت، واعترافات عادل حمودة، وممدوح حمزة، وأمانى أبوخزيم ومصطفى الفقى، وغيرها من التفاصيل المثيرة بين سطور التحقيق التالى. وبدأت حكاية الضابط عندما رفعت إدارة سجن القناطر درجة الاستعداد القصوى لاستقبال حرم الرئيس السابق إثر قرار النائب العام المستشار د. عبدالمجيد محمود بحبسها 15 يوماً على ذمة قضايا الكسب غير المشروع. ورغم استبعاد سجنها فقد قامت إدارة السجن بالتعاون مع الإدارة الهندسية لقطاع السجون بتجديد زنزانة خاصة بها قريبة من مكتب المأمور، قيل إنها كانت مهجورة لفترة طويلة إلى أن صدرت تعليمات بتوسيعها وتجديدها وإعادة طلائها وتزويدها بحجرة إضافية وريسبشن، وحمام تشطيب لوكس مزود بالطاقة الشمسية، وجهاز تكييف وثلاجة، وطقم انتريه لاستقبال الضيوف، حيث توقعت المصادر أن يكون المكان الجديد مخصصاً لسيدة مصر الأولى سابقاً لكونه مستقلاً وقريباً من مكتب المأمور، وقد أطلقت نزيلات السجن على هذه الزنزانة «زنزانة الهوانم» للتجديدات الطارئة عليها، وبُعدها عن سجينات عنابر الأموال العامة، والقتل والمخدرات والآداب حيث المشاجرات اليومية التى تتم بين النزيلات الجدد والقدامى. أجهزة الرقابة ورغم تحفظ النائب العام على قرار الحبس وتحريات الأجهزة الرقابية وتنازل سوزان صالح ثابت عن 24 مليون جنيه من أموالها الخاصة لصالح الشعب، وتأكيدات جهاز الكسب غير المشروع على براءة ذمتها المالية فإن نزيلات السجن مازلن يترقبن وصول سيدة القصر، أو السيدة التى كانت، على أساس أن السجن هو السجن لا فرق فيه بين السيدة الأولى والسيدة الأخيرة، بل إن الاحساس بالوحدة والألم يكون مضاعفاً لسيدة مثل سوزان مبارك تعودت منذ أيامها الأولى على الترف والبذخ والأمر والنهى، وحياة القصور التى لن تعود إليها مرة أخرى. وإذا كان رئيس مباحث سجن القناطر قد راح ضحية زنزانة الهانم، فإن الهانم نفسها قد أطاحت بشخصيات كبيرة كانت ومازالت ملء السمع والبصر وعلى رأسهم الاستشارى الكبير د.ممدوح حمزة الذى رفض الانصياع لأوامرها أو الاستجابة لمطالبها، حيث أكد صراحة أنه تعرض لظلم بيّن من حرم الرئيس السابق، والتى كانت -كما يقول- سبب كل المصائب التى حدثت لمصر، وكانت بداية الصدام عندما لاحظت سوزان مبارك عند زيارتها لإحدى المدارس التى أنشأها د.ممدوح أن صورتها ليست موجودة بجوار صورتى سميرة موسى وهدى شعراوى فأردات معاقبة حمزة فأمرت محمد إبراهيم سليمان، ومن بعده المغربى بحرمانه من تنفيذ أى مشروعات كبرى. ثم زاد الموقف تعقيداً عندما بعث د.حمزة برسالة خطية للرئيس السابق مبارك عن طريق د.مفيد شهاب يطالب فيها بضرورة إبعاد الهانم ونجلها جمال من الحياة السياسية،لأنهما أول من سيقضيا عليه، ومع الأيام تحققت نبوءة د. حمزة،وأصبح مبارك صفحة مجهولة فى تاريخ مصر المعاصر. كما قامت سوزان ثابت، أو سيدة مصر الأولى سابقا بفصل د.مصطفى الفقى من عضوية المجلس القومى للمرأة متجاهلة، دوره البارز فى تأسيس المجلس ودعمه الدولى لمنظمة المرأة العربية. وبدأت المشكلة كما يقول د. مصطفى الفقى عندما تأخرت عن اجتماع سيدة القصر مع أعضاء المجلس بمناسبة مرور 50 عاماً على النائبات المصريات حيث كنت أقوم بإلقاء محاضرة فى الجامعة البريطانية، ولم أتمكن من الحضور فى الموعد المحدد. وبعد وصولى -كما يؤكد الفقى- طلبت من مدير البروتوكول والمراسم تحديد مقعد، ولكنه تعلل بعدم وجود أماكن، وعندما زادت حدة النقاش بيننا قررت سوزان مبارك فعل شئ فطلبت من السيد جمال عبدالعزيز سكرتير الرئاسة أن يدعونى لتقديم استقالتى من عضوية المجلس لا لشىء ولكن لأنى رفعت صوتى فى حضرتها، وفى مكان هى صاحبة الأمر والنهى فيه. ويتابع د. مصطفى الفقى: يكفينى شرفاً أن يتصل بى رجل فى قامة المهندس حسب الله الكفراوى قائلاً لى: أنت المتمرد الوحيد وقد تكون المتمرد الأول على نظام حسنى مبارك. جبروت الهانم ومن جهة أخرى فلم يقتصر بطش الهانم على الوزراء والمحافظين ورجال الاعمال فحسب، ولكنه امتد ليطول اصحاب الاقلام الحرة، كما حدث مع الكاتب الصحفى الكبير الاستاذ عادل حمودة الذى قال صراحة: إن العلاقة بينه وبين الهانم لم تكن على ما يرام، والدليل أنه عندما وافق الرئيس السابق مبارك على رئاستى لمجلس إدارة ورئاسة تحرير الجمهورية عام 2005 لإنقاذها من الانهيار الذى وصلت إليه مزقت الهانم القرار، وكأن شيئاً لم يكن. ويتابع الاستاذ عادل حمودة قائلاً: إن الهانم لم تعرف إلاّ عبدالله كمال وأسامة سرايا، وباقى كتبة النظام، أما عادل حمودة الذى رفع توزيع مجلة روزاليوسف إلى القمة، وجعلها أوسع المجلات العربية انتشاراً فإنها لم تهضمه، وهذا ببساطة لأنه رفض أن يسير فى ركابها، أو يسبح بحمدها. وفى تصريحات خاصة ل «أكتوبر» أكدت الإعلامية الشهيرة أمانى أبو خزيم أنها كانت ضحية سوزان مبارك، فقضت 4 سنوات من عمرها ظلماً خلف القضبان بسبب الغيرة القاتلة التى كانت تتصف بها، رغم أنها كانت تملك كل شىء إلاّ حلاوة الروح. وأضافت قائلة: تم تغيير القضاة 3 مرات أثناء نظر قضية الرشوة التى اتهمتُ فيها ظلماً لأن سوزان ثابت كانت مصممة علىتحطيم مستقبلى بعد فصلى من التليفزيون.