تصوير: محمد اللو تحول سجن القناطر الخيرية للنساء الى احتفالية كبيرة و ساحة كبيرة لمشاعر الحب و الحنان من أمهات خلف القضبان لأبنائهن فى يوم الأم وقد اختلطت دموع نزيلات السجن بابتساماتهن و هن يحتضن ابنائهن اثناء الاحتفال بعيد الام وارتدت السجينات افضل ما لديهن من ملابس وتزينت كل واحدة منهن للقاء اطفالهن . وكانت اللقاءات الحارة بين الامهات والابناء وسالت دموع الامهات الساخنة علي خدود الابناء كما لاحظنا دموع الندم علي ما اقترفنه في حق الابناء وربما كانت دموع التصالح مع النفس والرغبة فى العودة كمواطنات صالحات يتركن عالم الجريمة الذي قادهن الي خلف القضبان .. لم يكن يوما عاديا داخل سجن النساء بالقناطر كل شئ مختلف ، فقد تزين فناء السجن بالورود وارتدي أجمل ثيابه حيث المقاعد والمناضد والاعلام ترفرف في جنبات السجن ومسرح صغير اقامته فرقة القناطر للفنون الشعبية . بالاحضان الدافئة والقبلات الحارة استقبلت سجينات سجن القناطر أطفالهن فى احتفالات السجن بعيد الام و على انغام اغنية ست الحبايب والأناشيد الدينية ومدح الرسول الكريم احتفل الجميع من سجينات و سجانات ومأمور السجن والضباط بالمولد النبوي الشريف وعيد الام فيلقاء جمع الاحبة خلف جدران السجن.بدأ الحفل بأغنية "ست الحبايب يا حبيبة يا اغلي من روحي ودمي و رددت السجينات كلمات الاغنية وكلا منهن تحتضن طفلها و هى تبكى في شوق ولهفة بعد طول فراق وبعاد . ابنة احدى السجينات موقع أخبار مصر www.egynews.net شهد الحفل في سجن النساء وعلي مدار 5 ساعات تحول فناء السجن الي ساحة للاحتفال حيث تم اعداد مسرح كبير والسجينات اتخذن مكانهن علي المقاعد بعد ان تزينت كل منهن وظهرن في احسن صورة تم وضع البلونات في ارجاء المسرح وجاءت فرقة للفنون الشعبية لاحياء اليوم الذي تنتظره السجينات بكل اشتياق.. و قامت ادارة السجن باحضار ابناء السجينات من المؤسسات الاجتماعية حيث ان لوائح السجون تمنع بقاء الاطفال مع امهاتهم بالزنزانة إلا منذ الولادة وحتي يبلغوا من العمر عامين وبعد هذا العمر يتم ترحيل الابناء الي المؤسسات الاجتماعية لرعايتهم وكانت لحظة قاسية علي النفس عندما ارتمي الاطفال في احضان الامهات ،دخلت الزهور البريئة الي السجن بخطوات تكاد ترقص فرحا وراح كل طفل يقدم لأمه هدية عيد الام في لحظة سالت دموع الامهات. وقامت مصلحة السجون بشراء هدايا المولد وعيد الام علي نفقتها الخاصة وقام ضباط السجون ايضا باحضار ابناء السجينات من ذوي الرعاية او من منازل الام البديلة كما قام الضباط باحضار الزوجات والازواج المسجونين في سجون اخري ليكتمل الشمل ولو حتي خلف القضبان . توزيع الهدايا و فى لقاء مع احدى السجينات كانت تبكى بشدة و منزوية فى مكان منعزلة عن الاحتفال لعدم زيارة ابنائها فقالت انها جائت الى السجن فى قضية مخدرات و قالت انها تدعو الله لتخرج و ترى ابنائها . و فى لقاء مع عائلة كاملة مكونة من الاب و الام و الابنة دخلوا السجن فى قضية ايصال أمانة قال الاب انه قضى عامين فى السجن لتادية حكم لمدة 15 سنة و ان السجن يسمح له بزيارة زوجته و ابنته كل اسبوعين و انه حرص على الالتقاء بهم فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف و جلس معهما يخفف عن الام و الابنة قسوة الايام ، أما زوجته صابرة فكانت تبكى بشدة و تكلمت بصعوبة و قالت انها تتمنى الخروج كى تطمئن على ابنائها بالخارج حيث ان لها ابنا عمره 17 عاما لا تعرف عنه شيئا و ابن اخر 23 عاما ، و قالت الابنة ولاء 21 عاما انها دخلت السجن مع والدها و والدتها فى نفس اليوم و حكم عليها بالسجن لمدة 9 سنوات ، و قالت انها كانت متزوجة و لها ابن عمره 3 سنوات و لا تعرف عنه شيئا و ان زوجها لا يزورها و لا يسمح لها برؤية ابنها منذ دخولها السجن. و قالت هبة ان هذا اليوم من اسعد ايامها حيث تري ابناءها الذين تركتهم منذ عام ونصف العام بعد الحكم عليها بالسجن 7 سنوات في قضية قتل وقالت غادة فهمي محمد المحكوم عليها بالسجن 10 سنوات في قضية قتل ايضا انها كانت تنتظر هذا اليوم منذ فترة طويلة للقاء ابنائها الخمسة واعربت السجينة هبة صلاح عن سعادتها للقاء طفلها وذلك بعد ان حكم عليها بالسجن 6 سنوات في قضية مخدرات . احدى السجينات مع طفلها أما هايدى سجينة فى قضية مخدرات فقالت و هى تحتضن ابنها الصغير والذى يقيم معها بالسجن انها محكوم عليها بالسجن لمدة 3 سنوات و انها تنتظر الخروج حتى تعيش مع زوجها و ابنها الذى يبلغ عام و نصف و انها تتمنى الخروج به من السجن حتى لا يكون تربية السجن و لكنها اكدت ان الاطفال بالسجن يلقون كامل الرعاية و الاهتمام الغذائى و الصحى من ادارة السجن و ان المستشفى يحاول قد الامكان توفير الادوية اللازمة للاطفال . و قالت شيماء المسجونة فى قضية مخدرات و حكم عليها بالسجن لمدة 3 سنوات أنها دخلت السجن و كانت حاملا و انجبت طفلها داخل السجن ووقت الولادة تم نقلها الى القصر العينى لانها اجرت عملية قيصرية و عادت الى السجن مرة أخرى و معها طفلها و قالت انها عندما تخرج من السجن لن تعود اليه مرة أخرى لان الايام فى السجن طويلة و لا تمر بسهولة ، و انها تتمنى العودة الى اسرتها و رؤية والدتها و زوجها المسجون هو الاخر فى سجن طرة و تتمنى ان يجتمع شملهما مرة اخى بلا فراق . و قد نسيت كل السجينات أنهن فى السجن و عمت الفرحة المكان و اخذن يرقصن و يغنين مع اطفالهن و ترديد الاغانى و تبادل الرقصات و الضحكات مع بعضهن فى اطار الصداقة و الالفة التى جمعتهن داخل السجن و اخذ ابن احدى السجينات ان يؤقص مع والدته و صديقاتها من النزيلات . ابن احدى السجينات يرقص أما السجينة نسمة فتحتضن طفلها الصغير وتمطره بالقبلات وهي تتوسل وتناشد والدها ووالدتها واشقائها بزيارتها في السجن حيث لم يقم احد بزيارتها منذ عامين ونصف بعد القبض عليها من داخل منزلها بحلوان عندما كانت لا زالت عروسا في شهر العسل ولم تكتشف أنها تزوجت من تاجر مخدرات إلا بعد فوات الاوان . و قالت غالية و هى تغالب دموعها انها متهمة و يحقق معها فى قضية مخدرات و قالت ان لها ابنا اسمه حسام عمره 8 سنوات يعيش مع و الدتها و قالت ان لا أحد يزورها من عائلتها و قالت ان والدها و ابيها و زوجها محبوسين فى سجن برج العرب و جميعهم متهمين فى قضايا مخدرات و اعترفت ان اسرتها بالكامل كانوا يعملون بتجارة المخدرات و لكنهم توقفوا عنها منذ فترة قبل القبض عليهم . و تحرص وزارة الداخلية كل عام على الاحتفال بعيد الام كل عام و لكن الجديد هذا العام هو توافق عيد الام مع الاحتفال بالمولد النبوى الشريف و تم الاحتفال بالمناسبتين فى يوم واحد. كما اصدر اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية قرارا بان تفتح جميع السجون ابوابها في زيارة استثنائية لهاتين المناسبتين ومنذ الصباح الباكر ارتدت السجون أجمل ثيبابها وأشرف اللواء سمير سلام مساعد أول الوزير لقطاع مصلحة السجون علي هذه الاحتفالات الكبري. اللواء طارق أنور اشرف علي اعداد الحفل الفني اللواء طارق أنور مدير منطقة سجون القناطر الذى أكد أن وزارة الداخلية تحرص على الاحتفال كل عام بعيد الام والجديد هذا العام ان الاحتفال جاء مع الاحتفال بالمولد النبوى الشريف ، و قال أنه بمناسبة عيد الام تم اعداد حفل ترفيهى للامهات و احضار فرقة فنون شعبية و تم احضار الاطفال من دور الرعاية لزيارة امهاتهن و قد احضرت الوزارة بشراء الهداي ليتسلمها الابناء و تقديمها للأمهات السجينات . و اضاف أن هذا الاحتفال يعد محاولة للترفيه عن معاناة الامهات السجينات داخل السجن و ادخال البهجة على قلوبهن برؤية أطفالهن و توزيع الحلويات و الهدايا ، و يضيف أن هذا تقليد سنوى تقوم به الوزارة كل عام بسجن القناطر الخيرية . و عن سير الامور داخل السجن تحدثنا مع هدى مصطفى (سجانة) التى قالت انه يجب معاملة السجينات مثل معاملة الام و الاخت و الابنة ،و أن عملى يهتم بادارة احوال السجينات و تنسيق العلاقات بينهن ، و انه فى حالة وقوع شجار بينهن اقوم بعملية المصالحة ، و اذا وقعت احداث شغب او متاعب من اى سجينة مشاغبة او ضبط مخدرات مع أى منهن فيصل الامر الى المأمور الذى يفصل فى الموقف بنفسه. و قالت عن الاحتفال بعيد الام أنه تقليد يحدث كل عام و ان السجينات ينتظرنه كل عام بلهفة و فى اليوم السابق كن فى حالة الاستعداد ليوم العيد. و اضافت انه فى حالة وجود احد اقارب السجينة مريض فوزير الداخلية يسمح بخروج السجينة للاطمئنان عليه كالاب او الام مثلا، و قالت ان الطفل يبقى مع والدته فى السجن حتى يتم العامين و بعد ذلك يذهب الى مؤسسات الرعاية تحت اشراف وزارة التضامن الاجتماعى .