عندما تخرج عبدالحميد شتا بتفوق فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى عام2002... كان يحلم أن تفوقه وإجادته اللغات والكمبيوتر والدورات العلمية المتقدمة ستشفع له ان يكون مواطناً مصرياً قادراً على الصعود للسلم الاجتماعى وان يكون علمه وأخلاقه وتفوقه تقدم لاختبارات بديلا للواسطة والكوسة... ولهذا تقدم لاختبارات الملحقين التجاريين فى عام 2003 وبالفعل نجح بامتياز وكان ترتيبه الأول على جميع المتقدمين... ولكن للأسف الشديد كتب بجانب تقديره المتميزأنه غيرلائق اجتماعيا... وسبب ذلك ان والده فلاح بسيط فقير من إحدى قرى محافظة الدقهلية... لم يعرف الشاب الذى كان يحلم والذى كان يريد أن يخدم وطنه ماذا يقول لوالده الذى كان يحلم معه... والذى صدق ان المواطنين متساوون فى الحقوق والواجبات... اسودت الدنيا امام هذا الشاب... وسار بلا هدف... وقام بالانتحار وألقى بنفسه فى نهر النيل... ليعبر عن ظلم المجتمع وظلم الحكام.. الذين يرفعون شعارات جوفاء... وللأسف مرت هذه الحادثة الخطيرة مرور الكرام... ولم تهتز شعرة للنظام إو الحكومة... وتناولتها وسائل الاعلام عن استحياء وبلا خجل... لهذا كانت ثورة 25 ينايروشعارات شباب الثورة التى تنادى بالعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص... التى ضاعت فى الثلاثين عاما الماضية التى كانت تكرس للتوريث.. فابن الريس ريس.. وابن القاضى قاض... وابن الضابط ضابط... وابن استاذ الجامعة استاذ فى الجامعة وابن الفنان فنان. وتناسى الذين كانوا يحكموننا انهم فلاحون وعمال وموظفون بسطاء لهذا تهاوى النظام... وقد تكون دعوة أم مكلومة - مثل أم عبد الحميد شتا الشاب الذى قالو عنه غير لائق اجتماعيا- سببا من أسباب سقوط هذا النظام الفاسد.. لا بد أن نشطب من قاموسنا بثورة 25 يناير كلمة «غير لائق اجتماعيا»!!