آن الآوان أن يحدث تحضر فى العلاقة بين الرجل والمرأة بعد الانفصال بالطلاق؛ من أجل مصلحة الطفل. خاصة فى شأن رؤية الأب لطفله.. فقد صدر للرؤية قرار وزارى رقم 1087 لعام 2000 بناء على طلب سوزان مبارك حرم الرئيس السابق من أجل إنصاف المرأة.. والذى يحدد رؤية الأب لأبنائه فى حالة الطلاق بثلاث ساعات فقط اسبوعيا بإحدى الحدائق العامة، وكان هذا القرار مجحفًا لأن الرؤية محددة للأب فقط دون الأجداد والعم أو الاخوة غير الأشقاء؛ مما أدى إلى تفسخ العلاقة بين الأبناء والأب وأسرته. وبعد ثورة 25 يناير وقف 7 ملايين أب عدة وقفات احتجاجية تحت شعار «معًا ضد قانون سوزان مبارك» مطالبين بتعديل الرؤية إلى استضافة 48 ساعة فى الاسبوع، وقد اجتمعت فى الأسبوع الماضى كل من لجنة قضايا المرأة بالمجلس الأعلى للشئون الاسلامية برئاسة د. سعاد صالح وأوصت اللجنة بأن من حق الأب أن يستضيف المحضون كل اسبوع بخلاف الأعياد والاجازات الصيفية وتكون الاستضافة من سن خمس سنوات؛ وأوجه نداء لكل أم مطلقة لا تكونى أنانية وعنيدة بالتمسك بقرار الرؤية الحالى رافضة استضافة الأب لطفله.. فمن حق الأب أن يلتحم ويتعايش مع طفله فهو فلذة كبده، والرؤية المحددة بثلاث ساعات ليست بالكافية لأن يرتبط الطفل بوالده نفسيًا وسلوكيًا، فهناك عادات وسلوكيات وأفكار لايكتسبها الطفل إلا من والده فالله عز وجل قد خلق لكل من الرجل والمرأة خصائص يختص بها دون الآخر تؤدى إلى أدوار مختلفة فى تنشئة الطفل؛ فلا يعقل ألايتعايش الأبناء مع الآباء إلا عند سن 15 عاما بعد عودة الابن لحضانة أبيه فتكون العلاقة بينهم أصبحت هشة خالية من الآلفة والحوار؛ وأصبح دور الأب فى حياة الأولاد بنكًا للانفاق فقط. وقد أمر الله فى كتابه العزيز الأبناء (وبالوالدين إحسانًا) كيف يبر ويحسن الأبناء إلى أبائهم وهم عاشوا فترة الانتماء فى الطفولة فى معزل عنهم إلا من ثلاث ساعات أسبوعيا لا تغنى ولا تشبع من جوع عاطفى وسلوكى. فلتحذر كل أم من لذة الشعور بالانتصار علىمطلقها بالاستحواذ على الأبناء، فحرمان الطفل من أبيه يخلق جيلاً مشوهًا لديه غيرة وعدوانية واستهتار.. وحتى لاتبكى فى الكبر وتتساءلى: لماذا هذا السلوك غير السوى من أبنائى؟ وتطالبى فى ذلك الحين تدخل الأب ولكن يكون قد فات الآوان.. فالطفل أصبح شابا ولديه قناعة بأن الأب قد تخلى عنه منذ الصغر. فهذه الحرب بين المطلق والمطلقة لا يعود دمارها إلا على أجيال المستقبل والمجتمع. وعلى الهيئات التى ستنظم الرؤية والاستضافة أن تضع القيود الصارمة وتفعل تطبيقها على الرجل والمرأة فى حالة تلاعب أى منهم.