ما حققه الوفد الشعبى فى جولته الثانية إلى إثيوبيا من إنجازات يجب أن يؤخذ كأدلة إدانة للنظام السابق الذى صور لنا أن القضية لن تحل أبداً إلا أن الدبلوماسية الشعبية أكدت على حب الشعوب الإفريقية جميعها للشعب المصرى بعد الاستقبال الحافل من الأشقاء الإثيوبيين وكانت النتيجة مبهرة عندما قررت إثيوبيا تأجيل التصديق على الاتفاقية الإطارية الشاملة لحين انتخاب برلمان ورئيس جديدين لمصر. التقت أكتوبر بأعضاء الوفد الشعبى لمعرفة ما جرى من مناقشات مع الجانب الإثيوبى وأيضا معرفة الأسباب الحقيقية لبعد إثيوبيا عن مصر كل هذه السنوات وضم الوفد الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد وحمدين صباحى رئيس حزب الكرامة تحت التأسيس وعبد الحكيم عبد الناصر والنائب السابق علاء عبد المنعم والإعلامية بثينة كامل والكاتب عزازى على عزازى والكاتبة سكينة فؤاد وعضو شورى الإخوان حسين إبراهيم والدكتور محمد أبو الغار رئيس حركة 9 مارس والشاعر سيد حجاب وجورج إسحق القيادى فى حركة كفاية والدكتور عمرو حلمى أستاذ جراحة الكبد ومارجريت عازر، بالإضافة إلى ممثلين عن المرأة، وممثلين عن شباب الثورة وعدد من الشخصيات العامة. إنجاز كبير وقال الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد لدى وصوله مطار القاهرة إن ما تم تحقيقه فى هذه الزيارة وما قبلها يعد إنجازا كبيرا فى تاريخ العلاقات المصرية الإفريقية التى انقطعت منذ سنوات، مشيرا إلى أن مصر خلال الثلاثين عاما الماضية فقدت علاقتها بجيرانها العرب والأفارقة عمدا بناء على تعليمات أمريكية وهذا ما كشفت عنه المصالحة الفلسطينية، مؤكدا أن مسئولين من حركة فتح كانوا قد صرحوا له أثناء زيارتهم لحزب الوفد بعد توقيع الاتفاقية المبدئية للمصالحة الفلسطينية أنهم كانوا كلما تقاربوا مع حماس لإنهاء الانقسام مورست عليهم ضغوط من النظام المصرى السابق وأمريكا وإسرائيل لإفساد المصالحة أو أى تقارب فى وجهات النظر وعلق البدوى على ذلك بأن السياسة المصرية كانت تديرها الولاياتالمتحدةالأمريكية لصالح مصالحها فى المنطقة وأيضا لصالح طفلها المدلل إسرائيل. وأضاف أن الوفد الشعبى سوف يقوم أيضا خلال الأيام المقبلة بزيارة إريتريا وشمال وجنوب السودان وسنلتقى بكل التيارات والفصائل لنكمل ما بدأناه فى أوغندا وإثيوبيا، مشيرا إلى أن مندوب الجنوب السودانى للعلاقات الخارجية كان فى زيارته الأخيرة للقاهرة قد نقل رسالة من سلفاكير رئيس حكومة جنوب السودان قال فيها سلفاكير إنه لو لم يوجد سوى زجاجة واحدة من الماء فى جنوب السودان سنتقاسمها مع مصر، موضحا أن هذه هى العلاقة الحقيقية بين جنوب السودان ومصر وليس كما صورتها الحكومة السابقة على أن جنوب السودان يكره مصر. بفعل فاعل ومن جانبه قال عبد الحكيم جمال عبد الناصر إننى حرصت على أن أكون فى الوفد الشعبى الدبلوماسى لأن أهدافه منبثقة من رؤية ومبادئ الزعيم الراحل جمال عبد الناصرالذى قسم أولويات العلاقات الخارجية لمصر إلى ثلاث دوائر أولاها: الدائرة العربية والثانية: الدائرة الأفريقية ثم الدائرة الإسلامية. أضاف إليها فى أواخر أيامه دول عدم الانحياز وكل هذه الدوائر تم تجاهلها بعد وفاة جمال عبد الناصر وهو ما جعل مصر فى عزلة عن جيرانها على مدار الأربعين عاما الماضية وبهذا فقدت مصر امتدادها الاستراتيجى والطبيعى إلى أن وصلنا إلى ما نحن عليه قبل ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أن هذا الانقطاع كان بفعل فاعل وللأسف الشديد كانت الحكومات السابقة تأخذ تعليماتها من البيت الأبيض بشأن علاقة مصر بجيرانها وأضاف عبد الناصر أننا ذهبنا الى الدول الإفريقية ونحن على ثقة بأنهم يحبوننا كما نحبهم نحن موضحا أن ثورة 25 يناير جاءت لتصحح الأوضاع وتعود بمصر إلى مكانتها الطبيعية بين جيرانها.