أغلق المجلس الأعلى للقوات المسلحة الباب أمام أى محاولات من نظام العقيد القذافى لتوريط مصر فى حرب الإبادة ضد شعبه، إذ نفى المجلس ما تردد حول تجنيد أحمد قذاف الدم المنسق السابق للعلاقات المصرية الليبية مصريين للعمل كمرتزقة لمساندة نظام القذافى الذى يواجه ثورة مسلحة ضد حكمه وبدوره أصدر قذاف الدم ثلاثة بيانات متتالية أعلن فيها أنه ليس طرفاً فى هذا النزاع، لكن هذا الموقف لم يعجب كلاً من طرابلس بنغازى وكانت النتيجة الزج باسمه فى عمليات تفسد العلاقات بين مصر وليبيا وهو ما حرص المجلس الأعلى للقوات المسلحة على توضيحه لإغلاق هذا الملف. وعلمت أكتوبر من مصادر مطلعة أن أحمد قذاف الدم كان على خلافات مع نظام العقيد القذافى خاصة ابناءه قبل وأثناء بداية الانتفاضة لحركة «17 فبراير» ووصل إلى مصر وفى نيته اعتزال العمل السياسى ثم اعلن قذاف الدم استقالته رسمياً من جميع المناصب فى ليبيا احتجاجاً على التعامل مع المتظاهرين واستخدام العنف والقتل، وإزاء هذا الموقف تناثرت شائعات تفيد بأنه قام بتجنيد القبائل المصرية من أصول ليبية للانخراط مع نظام القذافى ضد الثوار فى بنغازى فى حين أن المصادر المقربة من هذه القبائل فى مدينة الفيوم ومطروح وغيرها أكدوا أن بعض شيوخ القبائل خاصة من قبيلة العبيدات قد ذهبت إلى طرابلس للمصالحة والتوصل لحل سلمى لتجنيب ليبيا ما تتعرض له حالياً وأكدت المصادر بأن «قذاذفة الفيوم» لم يشاركوا مع نظام القذافى فى هذه الحرب. أما أحمد قذاف الدم فقد بدأ اتصالاته بأهله فى بنغازى بناء على طلبهم وحاول إيجاد حلول سلمية للأزمة ولكن بعد إصرار بنغازى على التدخل العسكرى الخارجى ودعوة ملف الناتو لدخول ليبيا اختلف الموقف لأن أحمد قذاف الدم رجل عسكرى، وبالتالى فإن وقوفه إلى جوار المجلس الانتقالى يعنى أنه متورط فى إدخال القوات الأجنبية إلى ليبيا لقتل زملائه وتدمير منشآت بلاده لذا قام بإصدار بيان ثان، تحت اسم «نداء إلى كل من تهمه ليبيا» وذكر أنه عندما تقوم طائرات وصواريخ حلف الناتو لتقتيل الناس أيا كانوا فجميعهم ليبيون.. وقال أيضاً إن الطريق الذى نسير فيه لن يدخلنا الجنة. ولن يعزز الحرية ولن يحمى النسيج الاجتماعى ولن يصنع المستقبل، ودعا الجميع إلى إلقاء السلاح حقنا للدماء وحرصا على مستقبل ليبيا قبل فوات الآوان وأن يراجع الجميع حساباته ودعا كل شرفاء ليبيا أن يرفعوا اصواتهم ورؤوسهم لتخرج ليبيا من هذه المحنة وكان البيان الثانى بمثابة قطع الاتصال مع مجموعة بنغازى مما دفع إلى الترويج مرة أخرى بأنه يجند مرتزقة وبالتالى وقع قذاف الدم بين فكى طرابلس وبنغازى إلا أنه يفضل الصمت باعتباره أبلغ من الكلام والحديث للإعلام والخروج إلى الفضائيات بسبب اعتقاده، لذا اكتفى بإصدار بيان ثالث أعرب فيه عن اندهاشه عما تحدث به مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالى بأنه يجند مرتزقة من الصحراء الشرقية بغرض التخريب وأكد قذاف الدم أنه ليس طرفاً فى هذا النزاع الذى قام بإدانته منذ اليوم الأول، وإذا فكر فى العمل فسيكون فى اتجاه إيقاف الاقتتال وليس إشعال النيران، كما دعا فى نفس الوقت تجنيب مصر العزيزة وشعبها الذى يستقبل الآلاف من الليبين أى مشاكل أو فتن والمحافظة على هذه العلاقة بين الشعب الواحد فى ليبيا ومصر. وقد حسم المجلس الأعلى للقوات المسلحة هذا الموضوع عندما نفى قيام أحمد قذاف الدم بتجنيد مصريين للعمل كمرتزقة وذكر فى بيان رسمى بشأن الاتهامات المتبادلة بين المعارضة الليبية وأحمد قذاف الدم أنه لا صحة لما تناولته وسائل الاعلام مؤخراً عن قيام ابن عم القذافى لتجنيد بعض الشباب المصريين وأكد حرص مصر على عدم التدخل فى الشأن الليبى.