نفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة صحة ما تناولته وسائل الإعلام حول قيام أحمد قذاف الدم ابن عم الزعيم الليبي معمر القذافي ومنسق العلاقات المصرية – الليبية بتجنيد الشباب المصري للعمل كمرتزقة في دولة ليبيا. وقال فى بيان على موقعه على "فيسبوك" الاثنين إن "المجلس قد سمح للسيد أحمد قذاف الدم بالتواجد في مصر، مع التأكيد عليه بعدم ممارسته أي عمل سياسي من شأنه الإضرار بمصالح مصر". وأضاف المجلس إنه "يؤكد على حرص المجلس الأعلى ومصر على عدم التدخل في الشأن الداخلي لليبيا الشقيقة ويتمنيان استقرار الاوضاع في ليبيا الشقيقة، حقنا للدم الليبي العزيز على كافة المصريين". ياتى هذا ردًا على تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل التي قال فيها إنه طلب من السلطات المصرية منع الليبيين المقيميين في مصر من محاولة زعزعة استقرار شرقي ليبيا الخاضع لسيطرة المعارضة ومن تمويل حكومة القذافي. وأضاف عبد الجليل إنه اتصل بالحكومة الانتقالية في مصر ليطلب منها منع أحمد قذاف الدم ابن عم الزعيم الليبي معمر القذافي من بيع أصول ليبية في مصر لجمع أموال لحكومة طرابلس التي يفرض عليها المجتمع الدولي عقوبات اقتصادية. واتهم قذاف الدم بأنه دفع أموالا لمصريين لدخول شرقي ليبيا وتأجيج المعارضة ضد قياداته. واعتبرت مصادر مقربة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن تصريحات رئيس المجلس الانتقالى الليبى تأتي في إطار محاولة للدفع بمصر للدخول في الصراع الدائر في ليبيا، مشيرًا إلى رفض المجلس عدة مطالب من عبد الجليل بدخول قوات مصرية للأراضى الليبة للقتال إلى جانب قوات الثوار. كما رفض المجلس الأعلى للقوات المسلحة مطالب المجلس الانتقالى الليبي المتكررة بالاعتراف به الليبى كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي، نظرا لما ينطوى عليه هذا الاعتراف من مخاطر وآثار سلبية على نحو اكثر من مليون ونصف مليون عامل مصري في ليبيا. ومنذ اندلاع الثورة في ليبيا تجنب القادة العسكريون الذين يحكمون مصر التحيز لأي من الطرفين علنا لكن الحدود ظلت مفتوحة لضمان وصول الإمدادات الغذائية والمعونات إلى الشرق الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة. وكان عبد الجليل أعلن في وقت سابق الأحد أن وفدا من مشايخ القبائل بشرقي ليبيا توجه إلى مصر لإفشال محاولة من جانب أتباع القذافي لتأليب زعماء القبائل في المناطق الحدودية ضد قيادة المعارضة. وأضاف عبد الجليل في تصريحات لفضائية "الجزيرة" عبر الهاتف من الكويت إن لديه معلومات مؤكدة حول أن أحمد قذاف الدم وبعضا من أعوانه من جماعة القذافي يعملون في مصر عبر استثمارات ضخمة. وأكد أن هؤلاء يرسلون الاموال الى طرابلس ولجيوب بعض المصريين للدخول عبر الحدود الشرقية لاحداث وقيعة وفوضى داخل ليبيا، وإنه تم تم اعتقال 15 مصريا دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. من جانبه نفى قذاف الدم الاتهامات، وقال في بيان "إنني اعبر عن اندهاشي من هذه المعلومة العارية من الصحة من ناحية.. واذكر أخانا السيد عبد الجليل بأن أبناء الصحراء لم ولن يكونوا مرتزقة أو عملاء لاحد". وقال "يعرف اخونا عبد الجليل إنني منذ إعلان استقالتي في بداية الأحداث لست طرفا في هذا النزاع الذي أدنته منذ اليوم الأول". يذكر أن أحمد قذاف الدم مولود لأب ليبي وأم مصرية وقضى سنوات عديدة يعمل منسقا للعلاقات بين القاهرةوطرابلس.