بعد ثورة 25 يناير وسقوط النظام السابق - والمؤسسات الصحفية واتحاد الإذاعة والتليفزيون فى حالة «اشتعال» و«غليان» مع تزايد المطالبات بضرورة رحيل القيادات الصحفية والإعلامية التى مارست كل أنواع الفساد السياسى من خلال التوجهات التى كانت تُطرح على الرأى العام كل يوم سواء فى الإصدارات الصحفية القومية أو فى الإذاعة والتليفزيون - وكلها توجهات كانت تخدم نظاماً فاسداً وتحاول تغييب عقول المصريين - وتدعو خلال الخمس سنوات الأخيرة إلى توريث الحكم. وأعتقد أنه من الضرورى وفى هذا السياق الكشف عن مؤامرة الإعلام (صحافة - إذاعة - تليفزيون) على شعب مصر لإفساد الحياة السياسية والدعوة إلى توريث الحكم وهى المؤامرة المعروفة لدى عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين بمؤامرة (سبتمبر 2005) - وهى المؤامرة التى أعقبت الانتخابات الرئاسية الماضية فى 2005 - كانت هناك لجنة إعلامية شهيرة داخل الحزب الوطنى آنذاك تضم عدداً من الصحفيين والإعلاميين وهم من أعضاء الحزب الوطنى «المحظور» الآن - مهمتهم الأساسية هى الدعوة إلى انتخاب الرئيس السابق - وإفشال كل المرشحين أمامه، بل تجاوز الأمر إلى سبهم وتشويه صورتهم أمام الرأى العام!! - لجنة إعلامية مارس المشاركون فيها كل ألوان النفاق السياسى والمجتمعى للرئيس وللنظام ضاربين عرض الحائط بمواثيق الإعلام وشرف المهنة فى ضرورة أن يكون الإعلام محايدا فى الانتخابات الرئاسية أو أية انتخابات أخرى وهذا ما لم يفعلوه دوما! كان قادة هذه المؤامرة (صفوت الشريف- جمال مبارك - أحمد عز - زكريا عزمى) من داخل الحزب الوطنى - وأنس الفقى على رأس الجهاز الإعلامى ونجحت اللجنة الإعلامية نجاحا كبيرا فى مهمتها خلال الانتخابات الرئاسية فى تشويه كل رموز المعارضة والأحزاب ومرشحيها - وإلى هذا الحد لم يكتف النظام السابق بفعلته السافرة - بل زاد الأمر سوءا إلى درجة أنه كافأ معظم هؤلاء الإعلاميين بأن دفع بهم إلى مواقع القيادة فى عدد من المؤسسات الصحفية القومية وأجهزة الإعلام- مُحملين ومُكلفين فى المرحلة التى تلت الانتخابات الرئاسية فى 2005 بتنفيذ ملف التوريث لنجل الرئيس السابق - ولم تكن المكافأة فقط بتربعهم على عرش المؤسسات الصحفية أو اتحاد الإذاعة والتليفزيون - بل إن النظام السابق قد أغدق عليهم الأموال الطائلة من قوت الشعب المصرى ومن خلال المرتبات والأجور الخيالية التى كانوا يتقاضونها والتى ظهرت أرقامها بعد سقوط النظام..! - ملايين كان يتقاضاها هؤلاء الإعلاميون الذين تصدرت برامجهم شاشة تليفزيون مصر - والتى نتج عنها إضافة إلى الفساد المالى للقيادات الإعلامية عجز فى ميزانية اتحاد الإذاعة والتليفزيون بلغ رقم 11 مليار جنيه!! - وأعتقد أن هناك أرقاما أخرى يمكن أن يتم الكشف والإفصاح عنها أيضاً فى أكثر من مؤسسة صحفية طالها التغيير!! واليوم قد تحققت أحلام الصحفيين الشرفاء وتمت الإطاحة بكل رموز النظام السابق ممن أفسدوا الحياة السياسية والصحفية وخدموا ملف توريث الحكم من رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء تحرير المؤسسات الصحفية - ليأتى إلى مواقعهم كفاءات مهنية وطنية أشاد بها أبناء كل مؤسسة صحفية تم فيها التغيير - قيادات جديدة لا تأخذ أوامرها من أحد إلا من ضميرها وحسها الوطنى ولن تخدع قراءها فى أى توجه. واليوم وبعد أن أسقطت ثورة يناير المؤامرة برمتها والنظام نفسه وأسقط الصحفيين الشرفاء رموز مؤامرة 2005 فى كل المؤسسات الصحفية، يبقى بعد ذلك أن يتحقق حلم الإعلاميين فى ماسبيرو ويتطهر من كل رموز الفساد ورموز تلك المؤامرة أيضاً وقيادات النظام السابق والتى شاركت فى إفساد الحياة السياسية فى مصر. مدى علمى أن هذا الحلم سوف يتحقق فوراً بدعم من المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة د. شرف - وسوف يظهر فى الأفق إعلام وطنى جديد (صحافة - إذاعة - تليفزيون) يدعم ثورة يناير ويعبر عن أحلام شعب مصر وطموحاته بكل مصداقية. [email protected]