يومين من قمة الاتحاد الأفريقى فى أديس أبابا التى أكدت حالة الجمود السياسى فى ساحل العاج والاعتراف بالحسن وتارا رئيسا للبلاد شنت القوات الموالية لرئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران جباجبو هجوما شرسا بالمروحيات والمدرعات فى حى أبوبو شمال العاصمة أبيدجان الذى يعد بؤرة النزاع بين نظام لوران جباجبو ومعسكر الحسن وتارا.. من الواضح أن جباجبو يتقمص شخصية «القذافى» ويقصف المدنيين بالمروحيات والمدفعية الثقيلة، حيث ذكر شهود عيان ان المتمردين (حلفاء جباجبو) مسلحون برشاشات وقاذفات صواريخ لقصف الموالين للرئيس واتارا. ويعد ابوبو أكثر أحياء أبيدجان اكتظاظا بالسكان ويضم 1.5 مليون نسمة، وهو مركز الأزمة التى أسفرت عن سقوط 400 قتيل فى جميع أنحاء البلاد، وذلك طبقا لتقرير الاممالمتحدة. من جهة أخرى أعلنت قوات الاممالمتحدة أن غانيا عضوا فى بعثة المنظمة الدولية جرح فى ابيدجان فى هجوم على آلية مدنية تابعة للمنظمة. ومن جانبه قال باتريك أشى الناطق باسم حكومة وتارا إن معسكر جباجبو، مازال متمسكا بمنطقه للقتل العشوائى، لأنهم فى وضع حرج ولم يعد لهم سوى التلويح بخطر حرب أهلية وبث الرعب. وأضاف أنهم يطلقون القذائف عشوائيا من على بعد كيلومتر واحد عن أبوبو، وهى تسقط فوق منازل المدنيين، ومعظم القتلى مدنيون أبرياء والمواجهات ليست بين عسكريين. معتبرا أنه الهجوم الواسع الأول الذى تشنه قوات جباجبو منذ بدء الأزمة. وفى الوقت نفسه سمع إطلاق عيارات نارية من أسلحة ثقيلة فى حى يوبوجون فى أبيدجان قرب منزل الجنرال فيليب مانجو قائد الجيش الموالى لجباجبو وذلك فى مؤشر واضح لتفاقم الوضع فى العاصمة الاقتصادية فى ساحل العاج. وعلى الصعيد الآخر رفض لوران جباجبو وحلفاؤه جميع العروض المطروحة على طاولةالمفاوضات وخاصة اقتراح الاتحاد الأفريقى بتشكيل حكومة وحدة وطنية يتزعمها وتارا. يذكر أن الاتحاد الافريقى قرر خلال القمة تشكيل لجنة تضم خمسة رؤساء دول يمثلون كافة مناطق القارة الأفريقية لإصدار قرارات ملزمة خلال شهر لاحتواء الأزمة الرئاسية المشتعلة فى ساحل العاج منذ انتخابات الثامن والعشرين من نوفمبر الماضى. ومع تصاعد التوتر تزداد المخاوف من تحول الأزمة الى الحرب الأهلية التى دارت رحاها بين عامى 2002 و2003 وقسمت البلاد إلى شطرين أحدهما يسيطر عليه المتمردون والآخر تسيطر عليه الحكومة. وجاء هذا التدهور المفاجئ ليدفع نحو 75 ألف شخص من ساحل العاج إلى ليبيريا هربا من أعمال العنف التى تجتاح البلاد منذ بدء الأزمة، نصفهم فروا قبل شهر.