فى لقاء امتزج بالقصص الإنسانية استضافت مكتبة الإسكندرية أسر شهداء ثورة 25 يناير لمناقشة مطالبهم ورؤيتهم لما حدث. تحدث معهم كل من خلف بيومى؛ المحامى الذى يتولى قضيتهم أمام المحاكم للحصول على تعويضات، والدكتور عماد حسين؛ المحاضر بالتاريخ الحديث والمعاصر. حضر اللقاء الذى بدأ بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح الشهداء عشرات من أسر الشهداء الذين رفعوا صور أبنائهم مطالبين بالقصاص، وسط عدد كبير من النشطاء السياسيين الشباب وبدأ الدكتور عماد حسين كلامه قائلا: إن هؤلاء الشباب الشهداء لا ذنب لهم سوى أنهم طلبوا العدالة والحرية، ولكن دائما شجرة الحرية لا تروى إلا بالدماء، إلا أن ثمرة هذه الحرية سيقطفها الشعب كله، فهى ليست خاصة بفرد وإنما بشعب بأكمله، وقد بدأت إرهاصات هذه الثورة تظهر فى الأفق بما تم وسيتم خلال الأيام القادمة. وأضاف خلف بيومى المحامى أن هناك أنباء كثيرة وردت عن عدد الشهداء بالإسكندرية إلا أن الحقيقة أنهم وصلوا 87 شهيدا حتى الآن وأكثر من 400 مصاب معظم إصابتهم فى العين والرأس. هذا وقد طالب عدد كبير من النشطاء السياسيين بضرورة ضم خالد سعيد ضمن شهداء الثورة لأنه أول ضحية للشرطة ولتعسفها بالإسكندرية وكان السبب فى إشعال غضب الشباب، وقامت بسببه ثورة مصر، كما اشتكى أهالى الشهداء من إغفال تكريم أبنائهم فى الإعلام والاكتفاء بشهداء ميدان التحرير فقط، وكأن الثورة لم تكن إلا فى ميدان التحرير فقط. وطالب أهالى الشهداء خلال الندوة بضرورة تدخل الجيش لحماية شهود العيان الذين شهدوا وقائع مقتل أبنائهم على أيدى ضباط الشرطة وذلك بعد رصد عدد من الأهالى اعتذار عدد من الشهداء عن الذهاب للنيابة للإدلاء بأقوالهم بعد أن تلقوا تهديدات من زملاء الضباط المتهمين إذا توجهوا للنيابة وأدلوا بأقوالهم. كما تركزت مطالب أسر الشهداء على ضرورة قيام الجيش باعتقال الضباط المتهمين بعد أن رفضت مديرية أمن الإسكندرية تسليمهم للنيابة، وتساءلوا إذا كان وزير الداخلية السابق تم تحويله للنيابة فهل هم أكثر حصانة منه. ومن جانبه أكد فتحى محمد إبراهيم والد الشهيد حسام فتحى أن ابنه استشهد يوم جمعة الغضب على يد ضباط الشرطة أثناء مشاركته بالمظاهرات حيث أصيب بطلق نارى فى صدره من الشرطة. وقالت حمدية حسن والدة الشهيد كريم محمد إن ابنها 15 سنة استشهد يوم الجمعة 28 يناير على يد ضباط قسم الجمرك الذين قتلوه دون رحمة وذلك عندما اعتلوا سطح القسم ووجهوا الطلقات على الشباب المتظاهرين لمجرد أنهم عبروا عن رأيهم أما عبد اللطيف أحمد والد الشهيد أحمد فقد أكد أنه لن يقبل إلا بإعدام وزير الداخلية السابق وجميع ضباط الشرطة الذين قتلوا أبناءنا، مشيرا إلى أنه حارب فى 1973 وكان الجندى الإسرائيلى الذى يرفع الراية البيضاء نكف عن إطلاق النار عليه ونحافظ على روحه ونسلمه لقيادات الجيش كأسير. كما تحدث والد الشهيد كريم صابر الذى استشهد على يد ضابط مباحث قسم المنتزة ثان أن ابنه قتل أثناء مشاركته فى رفع جثث الشهداء وإسعاف المصابين ولم ترحمه رصاصات الشرطة التى انهالت على صدره دون أى ذنب اقترفه سوى مساعدة أقرانه من الشباب.