..من قلب ميدان التحرير ومنذ الأيام الأولى للثورة بدأت ترتسم ملامح جديدة للخريطة السياسية المصرية وبعدما ظهرت قوى وتيارات وحركات سياسية اثبتت بالتجربة العملية أنها فعالة وقادرة على التغيير بل وقادرة على القيادة والتسيير الأمر الذى بات يهدد المكانة التاريخية لبعض الأحزاب العريقة الموجودة بحكم الزمن على الخريط السياسية.. فهل ستصبح هذا الأحزاب بنفس مكانها على الخريطة الجديدة أم أنها ستختفى أو ستحاول أن تعيد ترتيب البيت من الداخل وترتدى ثوب التغيير لتحفظ مكاناً على الخريطة السياسية؟ الخبراء يحددون ملامح هذه الخريطة فى المرحلة القادمة ومن سيظهر منها بوضوح ومن سيختفى ومن سيبقى على استحياء. ضياء رشون الباحث بمركز الأهرام للدراسات أكدت أن ثورة 25 يناير كشفت عن تنوع فى الحركات الليبرالية وتم الإعلان عن تأسيس أحزاب سياسية جديدة والوضع الحالى لا يقاس بالماضى، والماضى نفسه غير قابل للتكرار بالصورة السابق.. وأنا اتفق تماماً فى وجود بعض التخوفات فكل الاحتمالات اصبحت مفتوحة ولا يستطيع أحد التوقع بالقادم أو أن نقول إن الأتى أفضل. فقد تدب الفوضى وقد تتغير الخريطة السياسية بالكامل وتتجه للأفضل. الروح الثورية ويؤكد المفكر السياسى جمال أسعد أن ثورة 25 يناير أوجدت روحاً ثورية فى الحياة السياسية المصرية كلها ولأنها ثورة جماهيرية لم يحركها تنظيم سياسى معين فلا تزال شعاراتها تزداد فى الفضاء مطالبة النظام القائم بتفعيل تلك الشعارات على أرض الواقع وهو ما خلق حالة السيولة السياسية التى نعيشها هذه الأيام. مضيفاً: أن جميع المصريين لديهم الاحساس بأنهم شركاء فى الثورة لأنهم صانعوها وهذا يجعلنا أمام مشهد يطالب فيه الجميع بتكوين أحزاب سياسية لأن الأحزاب القديمة فقدت مصداقيتها وفقدت علاقتها بالواقع السياسى فى الوقت الذى توجد فيه تنظيمات احتجاجية كثيرة لاتستطيع واحدة منها أو بعضها أن تدعى أنها صانعة الثورة وحدها وهذا ما خلق مناخ السيولة السياسية وهو مناخ طبيعى يلائم تلك المرحلة وهذه الظروف. وبالنسبة للأحزاب القديمة يقول أسعد: إنها فاقدة للوجود الحقيقى فى الشارع والواقع السياسى، لذلك ينبغى أن تعيد صياغة نفسها من جديد والخريطة السياسية فى مصر تشكلها أربع قوى رئيسية وهى الاسلامية واليسارية والليبرالية والقومية فلن يخرج المشهد الحزبى عن هذه القوى. ويرى أسعد أن الحل أمام الأحزاب القديمة أن تكون أحزاباً ائتلافية فمثلاً أن تتجمع الأحزاب اليسارية كالتجمع والوفاق والعربى الناصرى فى حزب جديد يعبر عن التيار اليسارى كذلك تفعل الأحزاب الليبرالية مثل الغد والوفد، وهكذا هذا بالإضافة إلى الأحزاب الجديدة التى سيتم الاعلان عنها ولكن رسم الخريطة السياسية فى مصر ستأخذ بعض الوقت وأنا شخصيا أرى أن الحياة السياسية الحزبية لن تتحقق قبل عامين بعدما تلغى لجنة الأحزاب، ويصدر قانون جديد للأحزاب والتى ستكون بالاخطار ما عدا الأحزاب الدينية والعسكرية وبعدها تنزل الأحزاب ارض الواقع لنشر برامجها وإقناع الجماهير بها. ويؤكد أسعد أن الانتخابات البرلمانية القادمة لن تكون لها علاقة بالثورة حتى مع ضمان عدم التزوير سيكون هناك نوع آخر من تزوير الإرادة السياسية من خلال الجماهير أنفسهم عن طريق عاملى العاطفة الدينية والانتماء العائلى الذى أفسد الانتخابات كثيراً، وبالتأكيد فإن التيار الاسلامى هو الذى سيهدد بالأغلبية لأنه سيلعب بالعاطفة الدينية المتأصلة. ويرى أسعد أنه من الصعب على الحركات والتنظيمات الاحتجاجية مثل كفاية و6أبريل وغيرهما أن تتحول إلى أحزاب لأن هذه الحركات ليست قائمة على أيدلوجية واحدة. العهد الجديد وتوقع الدكتور عمرو الشوبكى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية اختفاء بعض الأحزاب الكلاسيكية وانتهاء عصر الأحزاب الورقية فلن يستطيع أى حزب التواجد خلال الفترة القادمة إلا لو أدرك نفسه وتواصل مع الشارع بآليات صحيحة وأنا شخصيا أرى أن حزبى الجبهة الديمقراطية والوفد هما المرشحان الاستمرار فى الفترة القادمة وسيختفى التجمع والناصرى نهائيا فالتجمع مازال يتمسك بالفكر اليسارى القديم وإصراره على انتقاد الشباب والاستهانة بأفكارهم والناصرى مازال يعانى من الانقسام حول من هو رئيسه والجبهة استفاد من وجود عناصر شابة بداخله ومن تواجده ومساندته للثورة ومواقفه السابقة من مقاطعة الانتخابات البرلمانية والوفد يتبنى قيادته حالياً الفكر الاصلاحى ويمتلك الامكانيات التى يستطيع بها العودة. وأشار الشوبكى إلى أنه بمجرد فتح الباب أمام الأحزاب الجديدةالشابة فسيكون لها الغلبة فالمستقبل للشباب الواعى وخلال الأعوام العشرة القادمة ستختفى أحزاب وسيصبح للشباب وأحزابهم الغلبة وستتغير التركيبة السياسية الجديدة. تركيبة جديدة وأشار الدكتور عمار على حسن الخبير السياسى إلى أن التركيبة السياسية ستشهد تغيراً كبيراً فالجميع الآن لديه رغبة فى التحول لدولة ديمقراطية بأحزاب قادرة على قيادة الدولة والأحزاب القائمة الآن عليها أن تصلح من ذاتها او ترحل. وأكد أبو العلا ماضى مؤسس حزب الوسط أنه سعيد جداً باشهار حزبه مؤخراً بعد 15 عاماً وأنه سيحاول خلال الفترة القادمة إقامة مقار للحزب بالمحافظات تمهيداً لخوض الانتخابات البرلمانية ونحن سنخاطب الأغلبية الصامتة فلو حسبنا ببساطة كل الذين انضموا للتنظيمات السياسية لن يتعدوا المليون وبالتالى فإن هناك 80 مليونا لم يرتبطوا بأى جهة ويحتاجون الآن من يستوعبهم والباب أصبح مفتوحا للجميع. وتوقع ماضى تغير الخريطة السياسية المصرية تماما. فى حين أكد الدكتور محمد أبوالعلا نائب رئيس الحزب الناصرى أن الحزب سيواكب التغيير الذى حدث وأنه سيتم جمع شمل الفصائل الناصرية المكونة من أحزاب الناصرى والكرامة والوفاق القومى تحت مظلة واحدة كما سيقوم الحزب بتشكيل مجموعة لجان من اعضاء التيار الناصرى للعمل والتنسيق بين التيار وقوى سياسية أخرى وتقوية العلاقة بين تيار الشباب والثورة ولجنة للاتصال النقابى وستشهد الفترة القادمة تواجدا قويا للحزب الناصرى. تكامل سياسى وأكد معتز صلاح الدين المتحدث الرسمى لحزب الوفد أن ولادة أحزاب جديدة تمثل تكاملا وليس تنافسا وستثرى الحياة الحزبية والسياسية وسينعكس فى النهاية على برامج تخدم الشعب المصرى الذى عانى الكثير ونحن فى حزب الوفد أول من طالب منذ فترة بإطلاق حرية تشكيل الأحزاب وهذا لا يقلقنا لأن الحكم سيكون للمواطن وصندوق الانتخابات ولا داعى للقلق نهائياً على الفترة القادمة فمن اليوم الشعب لن تزور إرادته، ولن تكون هناك قيود على الحياة السياسية ولا قيود على تواجدنا فى الشارع والبقاء سيكون للأقوى فىإطار الشفافية والمنافسة الشريفة. كما أعلنت جماعة الاخوان المسلمين عن البدء فى الاجراءات الخاصة بانشاء حزب سياسى باسم الحرية والعدالة وجار الانتهاء من برنامج الحزب وأكد الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة أن إنشاء الحزب يأتى تلبية لرغبات آمال وطموحات الكثيرين من الشعب المصرى ولن تقتصر عضوية الحزب على أعضاء الجماعة فقط بل لكافة المصريين ويقوم برنامج الحزب على إقامة دولة مدنية ذات مرجعية اسلامية.