الرئيس السيسى يوجه بترسيخ مبدأ "الرأى والرأى الآخر" داخل المنظومة الإعلامية المصرية    نائب محافظ سوهاج يطلق مبادرة لتأهيل الشباب فى مجالات الذكاء الاصطناعى    سعر الذهب اليوم الأحد 10 أغسطس 2025.. عيار 18 يسجل 3956 جنيها    ستاندرد تشارترد: الاقتصاد المصرى يحافظ على مرونته رغم استمرار الضغوط العالمية    نتنياهو ردا على تهديدات سموتريتش بإسقاط الحكومة: الثمن سيكون باهظا    ارتياح روسى لعقد قمة ترامب وبوتين فى ألاسكا.. ومعلقون غربيون: المكان مروعة    محمد صلاح يقود هجوم ليفربول أمام كريستال بالاس فى الدرع الخيرية    زلزال بقوة 3.7 ريختر يضرب عاصمة مدغشقر ويثير قلق السلطات    طارق محروس يزور معسكر منتخب اليد بعد تعافيه لدعم اللاعبين ببطولة العالم    7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم    "كيف وأين ولماذا مات؟!".. محمد صلاح يهز عرش الاتحاد الأوروبي بتساؤلات جريئة حول استشهاد بيليه فلسطين.. صحف العالم تحتفي بشجاعة "الفرعون" فى مواجهة يويفا.. و800 شهيد حصيلة جرائم الإبادة الإسرائيلية بحق الرياضيين    العثور على رضيع حديث الولادة داخل برميل بمركز قوص فى قنا    استخراج 9454 بطاقة رقم قومى و41779 مصدرا مميكنا فى 10 محافظات    تفاصيل انتهاء المدة المحددة للتظلم على نتيجة الثانوية العامة 2025.. فيديو    متى يتم تطبيقها؟.. حقيقة إلغاء أعمال السنة للشهادة الإعدادية 2025 – 2026    رئيس الوزراء: تناغم بين مختلف أجهزة الدولة باحتفالية افتتاح المتحف الكبير    شرم الشيخ للمسرح الشبابى يطلق استمارة المشاركة فى مسابقاته بالدورة 10    تفاصيل لقاء أشرف زكى مع شعبة الإخراج بنقابة المهن التمثيلية.. صور    جنات تتصدر ترند يوتيوب ب5 أغان من ألبوم "ألوم على مين"    التعليم العالى: براءة اختراع جديدة لمعهد تيودور بلهارس فى إنتاج بروتينات علاجية    الصحة: حملة "100 يوم صحة" قدّمت 38.3 مليون خدمة طبية مجانية خلال 25 يومًا    تحرير 125 مخالفة عدم الالتزام بغلق المحلات خلال 24 ساعة    أضرار التهاب المسالك البولية المزمن لدى الرجال والنساء.. وطرق الوقاية    النصر السعودي يتعاقد مع مارتينيز مدافع برشلونة    كهرباء الإسماعيلية يتعاقد مع لاعب الزمالك السابق    مصرف أبوظبي الإسلامي مصر يقرر زيادة رأس المال إلى 15 مليار جنيه    شباب ولياقة.. أحمد عز يمارس التمارين والجمهور يعلق    وزير النقل يوجه بدراسة إقامة رصيف شحن بخط سكة حديد العاشر - بلبيس    انتهاء مشروع ربط التغذية الكهربائية للحي الرابع بمحطة 3 في مدينة بدر    موعد إجازة المولد النبوي 2025 وأبرز مظاهر الاحتفال في مصر    السيسي يوافق على صرف البدل النقدي المقترح من الحكومة للصحفيين    لست قادرا على الزواج ماذا افعل؟.. يسري جبر يجيب    حكم قضاء المرأة الصلاة التي بدأ نزول الحيض في أول وقتها.. المفتي السابق يوضح    ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: تجربة المدينة المنورة في العهد النبوي نموذجا يحتذى به في جهود النهوض بالأمة    ضبط 5488 قضية بمجال الأمن الاقتصادي خلال 24 ساعة    إعدام 300 ألف بيضة و170 ألف طن صادرات.. التقرير الأسبوعي ل"سلامة الغذاء"    مشاجرة في الزاوية الحمراء، والسبب 5 جنيهات!    أمين الفتوى يوضح حكم الصلاة أو الصيام عن المتوفى غير الملتزم وطرق إيصال الثواب له    «الصحة» تنظم 146 دورة تدريبية وورشة عمل لتطوير الكوادر التمريضية    مهرجان القلعة يعود في دورته ال33.. ليالٍ موسيقية بنكهة عربية وعالمية    مبادرة «المليون كتاب» ستساهم في تحقيق العدالة الثقافية بين كل الفئات    جهود منظومة الشكاوى الحكومية في يوليو 2025 |إنفوجراف    الرد فى الصندوق لا فى الهاشتاج    محاولة تفجير فاشلة.. محاكمة المتهمين في قضية «خلية المطرية الإرهابية»    إبعاد 6 أشخاص خارج البلاد لأسباب تتعلق بالصالح العام بقرارات من الداخلية    اتحاد الكرة يحدد مؤهلات الأجهزة الفنية المسموح تواجدها بالملاعب خلال المباريات    «جوتيريش» يرحب بالإعلان المشترك الشامل بين أرمينيا وأذربيجان    إزالة 12 حالة تعد وقطع المرافق عن غير الملتزمين بسداد أقساط التقنين بأسوان    أكثر من 2 ملياري جنيه دعما من «صندوق إعانات الطوارئ» ل 429 ألف عامل    عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة تدعو لإضراب اقتصادي في ال17 من أغسطس الجاري    «الزراعة» تعلن حصول «وقاية النباتات» على تجديد واعتماد دولي جديد ل 12 اختبارًا    وزير الري يتابع حالة المنظومة المائية بالمحافظات وموقف إيراد نهر النيل    جيش الاحتلال يعلن اعتقال 70 فلسطينيا في الضفة الغربية    طارق يحيى: ريبيرو يعاني في قراءة المباريات.. والزمالك حقق انطلاقة موفقة    حظك اليوم الأحد 10 أغسطس 2025 وتوقعات الأبراج    بيونج يانج تحذو حذو سول في تفكيك مكبرات الصوت على طول الحدود    دعاء صلاة الفجر.. أفضل ما يقال في هذا الوقت المبارك    ريبيرو: كنا الأفضل في الشوط الثاني.. والتعادل أمام مودرن سبورت نتيجة طبيعية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغزالي حرب: الأحزاب السياسية الموجودة غير قادرة على التعامل مع حركة المعارضة
نشر في الدستور الأصلي يوم 30 - 04 - 2010

بعد ظهور الدكتور محمد البرادعي علي الساحة السياسية وتصاعد حالة الزخم والحراك السياسي التي صاحبت تأسيس الجمعية الوطنية من أجل التغيير التي يترأسها، بدت ملامح الخريطة السياسية تختلف كثيراً، لم يعد طرفاها فقط الحزب الحاكم والإخوان المسلمين، لكن هناك كثيراً من القوي والحركات التي ظهرت مؤخراً واختارت أن يكون لها دور ومن بينها حزب الجبهة الديمقراطية الذي اختار منذ البداية أن يكون شريكاً أساسياً في عملية التغيير عبر كل القنوات المتاحة أمامه حتي من خلال الجمعية الوطنية من أجل التغيير.
مواقف حزب الجبهة في الفترة الأخيرة جعلته من أهم الأحزاب السياسية الموجودة والتي ينتظر الجميع موقفها من كل القضايا، وهنا حقق الجبهة معادلة كان يصعب تحقيقها من قبل ألا وهي أن قوة الحزب تستمد من قوة تعامله مع الحراك السياسي الموجود وليس من دفاتر تاريخه القديمة.. عما يحدث علي الساحة السياسية الآن وتغيير ملامح الخريطة السياسية وموقف ائتلاف المعارضة من كل القضايا المطروحة وسلسلة اللقاءات التي عقدها الإخوان مع الأحزاب وتراجع الجبهة عن لقائه مع الإخوان: كل هذه القضايا كانت محل النقاش مع الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية فإلي نص الحوار..
كان من المفترض عقد لقاء يجمع بينكم وبين جماعة الإخوان المسلمين... وتم تحديد موعده لكن قبل عقد اللقاء بساعات صدر قرار من المكتب التنفيذي بتأجيله لأجل غير مسمي.... هذه صيغة دبلوماسية جداً تعني إلغاء الحوار؟
- اللقاء تم بناء علي طلب من الإخوان المسلمين ولم يكن لدي - أنا شخصياً - أي مانع وكنت أعتقد أن أعضاء الحزب لن يمانعوا، ولكن هذا اللقاء لابد في النهاية أن يتخذ بناء علي قرار أغلبية الحزب وهذه هي آلية العمل الديمقراطي داخل الجبهة، وبالفعل عرض الموضوع علي المكتب التنفيذي فكان رأي الأغلبية هو رفض الحوار، وهذا يرجع لأسباب تتعلق بأن الجبهة كحزب ليبرالي له آراء واضحة في الدولة المدنية والديمقراطية، وأعتقد أن الإخوان بحكم أيديولوجيتهم الفكرية يختلفون معنا في هذه الأفكار، كما أن هناك أسباباً أخري متعلقة بعدم توافق قطاعات كبيرة من المجتمع المدني سواء من الذين يؤمنون بالأفكار المدنية بفصل الدين عن السياسية أو من الأقباط مع أفكار الجماعة.
وبعد عرض وجهات نظر كل الأعضاء بين مؤيد ومعارض حسم الأمر برأي الأغلبية التي رفضت، لذلك لم يكن أمامي سوي الرضوخ للأغلبية، لأني لم أكن علي استعداد أن أضحي بالتماسك الحزبي من أجل لقاء مع الإخوان... وفي النهاية كان عليَّ احترام هذا القرار حتي لو كنت أنا شخصياً لا أري أن الحوار يعني الموافقة علي أفكار الإخوان.
لكن ما حدث يتناقض كثيرا مع موقفك بضرورة التنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين وذلك من أجل وحدة القوي السياسية؟
- موقفنا من الإخوان معلن في برنامج الحزب، نحن نختلف معهم ونعارض توجههم السياسي، ونعترف بهم كقوة سياسية موجودة فعلاً في الشارع المصري، لكن الحوار مع الإخوان كان له ثمن، بمعني أنه بعد لقاء الإخوان ببعض الأحزاب تسبب في وجود مشاكل وخلافات داخل تلك الأحزاب، وهذا ما كان سيحدث في حزب الجبهة لذلك لم يكن أمامي سوي اختيارين، إما أن أمضي قدماً في اللقاء وإن كنت أعتقد شخصياً أن هذا سيكون شيئاً إيجابياً، وإما أن أخضع لإرادة الأغلبية داخل المكتب التنفيذي، ومن ثم أحافظ علي تماسك الحزب وهذا ما اخترته.
هل مبادرة الإخوان لعقد لقاءات مع الأحزاب يعكس وجود رغبة داخل الجماعة الآن من أجل إعادة صياغة علاقاتهم السياسية؟
- الإخوان الآن تحكمهم الرغبة في المشاركة السياسية كمؤسسة شرعية من ثم يحاولون استكمال هذا من خلال عقد تلك اللقاءات، رغم ذلك إلا أني أري أنهم لم يبذلوا بعد القدر الكافي حتي يقدموا أنفسهم للنخبة السياسية المصرية كحزب سياسي مثل الحزب الحاكم في تركيا مثلاً لأنه مازالت هناك فجوة كبيرة جداً بينهما وفي تقديري أن الإخوان غير قادرين علي تقديم تنظيم سياسي له مرجعية إسلامية.. لأنهم لا يستطيعون التجاوب مع مقتضيات العملية الديمقراطية بالمعني المعاصر.
وهل نجح الإخوان في تحقيق ما يهدفون إليه؟ وكيف تقيم ما انتهت إليه اللقاءات الثلاثة التي جمعت الجماعة مع التجمع والوفد والناصري؟
- الذي طلب هذه اللقاءات الإخوان وليس الأحزاب، كما أن اتجاههم نحو بناء حزب سياسي كان عليهم التفاعل مع باقي الأحزاب والتعرف علي موقف ونظرة تلك الأحزاب للجماعة وهذا قطعاً سيساعدهم علي تقديم برنامج سياسي يلقي قبولا من الجماعة السياسية بشكل عام.
هل اختلفت تحركات الإخوان في عهد المرشد الحالي عن عهد عاكف؟
- هم يتجهون بالفعل بسرعة إلي أن يكونوا في شكل حزب سياسي، هل نجحوا في ذلك هذه قضية أخري، لكني أعتقد أنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح، لكنهم مازال أمامهم وقت طويل حتي ينجحوا بالفعل في تقديم حزب معاصر متسق مع القيم الديمقراطية بالمعني الكامل، وهذه مسألة تحتاج إلي بعض من الوقت والجهد الإضافي.
كما أن انطباعي عن لقاءاتهم مع الأحزاب هي عملية يمكن لنا أن نسميها تعديل وضعهم كفصيل سياسي داخل الحياة السياسية المصرية ويظهرون كحزب سياسي طبيعي لكن في نفس الوقت مع تمسكهم بالخلفية الإسلامية، لكن هذه الموازنة بين الخلفية الإسلامية ومقتضيات تحولهم إلي حزب سياسي ماتزال بحاجة لكثير من الوقت والجهد أيضاً.
فكرة تحولهم من جماعة إلي حزب ألن تلحق بهم كثيراً من الخسائر بمعني أنهم نجحوا في الحصول علي 88 مقعداً بالبرلمان وهو ما فشلت في تحقيقه الأحزاب.. وهذا يعكس مدي استفادة الجماعة من وضعها غير المعترف به من قبل النظام؟
- كل وضع له مزاياه وعيوبه.. لكني أتصور أنهم لا يقبلون وصفهم بالمحظورة وهي من أكثر الأشياء التي «تغيظ» أي إخواني هو وصف جماعته بالمحظورة، وهذا يعكس علي الأقل بشكل غير مباشر إلي كونهم جماعة غير شرعية، بالتالي إذا أردنا وضع عنوان كبير لما يجري الآن في الجماعة هو أنه اتجاه منظم جديد وواع من أجل اكتساب الشرعية الدستورية والقانونية وهذه بالطبع مسألة لها مزايا وعيوب، لكنهم في النهاية يسيرون في هذا الاتجاه، كما أن تحولهم إلي كيان سياسي شرعي يوفر لهم كثيراً من الحماية، فكلما اكتسبوا وضعاً شرعياً كلما كانت مهاجمته أصعب من كونه جماعة محظورة، لا مجال أمامهم إلا أن يكونوا حزباً سياسياً شرعياً وفق القواعد الدستورية والقانونية المتعارف عليها.
لو تحدثنا عن الائتلاف الذي يضم الجبهة والوفد والناصري والتجمع هل تري أنه كيان له معني ودور سياسي حقيقي؟ أم أنه لا يتجاوز كونه إطاراً شكلياً يجمع الأحزاب؟
- يجب ألا نبالغ في تصور ما كان مطلوباً من الائتلاف بشكل عام، هذا الائتلاف كان يهدف إلي التنسيق بين أحزاب المعارضة الرئيسية والحركات السياسية... كما أن لهذا الائتلاف تأثيراً مهماً عندما تقوم أحزاب الائتلاف في أي مكان بمؤتمر مشترك بالتأكيد ينطوي هذا علي حراك سياسي أكبر وأهم من أن يكون لكل حزب منفرد، ومن مزايا الائتلاف أيضا أنه لا يفرض قواعد تنظيمية صارمة علي الأحزاب الممثلة به فكل حزب وكل فرد في النهاية له كامل حرياته السياسية...
كما أن أبسط مبرر لوجود الائتلاف هو التوحد والتدعيم المتبادل بين تلك الأحزاب لمواجهة النظام السياسي القائم، وبالتالي هذه هي الوظيفة البديهية والمهمة التي يقوم بها.
لكن هذا التوحد في المواقف لمواجهة النظام السياسي أمر مشكوك في صحته ويتضارب تماماً مع ما ينشر عن صفقات بعض تلك الأحزاب الأعضاء في الائتلاف مع الحزب الحاكم؟
- من المؤكد أنه لو أخذنا هذا المثال في الاعتبار ولجوء البعض لعقد صفقات مع النظام فإنه في ظل الائتلاف سيكون عقد مثل تلك الصفقات أصعب، حيث يحمل نوعاً من الإحراج السياسي لأي حزب ينشر عنه خبر عقد صفقة مع النظام وهذا نوع من الضغط الأدبي.
لكن الائتلاف بوضعه الحالي لا يعكس علي الإطلاق ما أشرت إليه بشأن أهمية بقائه بمعني أن أحزاب مثل التجمع والوفد دائماً ما تطالها شبهة الدخول في صفقات مع النظام، والناصري منغمس في خلافاته الداخلية التي أبعدته عن الممارسة السياسية... هل الائتلاف بهذا الشكل قادر علي إنجاز أي شيء أو أن يكون حتي قوة ضغط أدبي؟
- اللحظة الراهنة هي لحظة مواجهة مع النظام وبالتالي أي إطار يساعد علي توحيد القوي فهو مهم، الآن لسنا في لحظة نملك فيها رفاهية الانشقاق أو الاختلاف بين القوي، وفي النهاية نتائج هذا الائتلاف إن لم تكن مفيدة لن تكون ضارة، فهو له طابع رمزي فقط، وأن كنت أطالب في الفترة المقبلة بتوسيع قاعدة هذا الائتلاف بضم أحزاب أخري.
لماذا لم تتم دعوة حزب الغد للدخول في هذا الائتلاف إن كان الهدف الحقيقي منه توسيع قاعدة التحالف بين أحزاب المعارضة؟
- أرحب بهذه الفكرة جداً وأنا شخصياً أتمني هذا وأرحب بانضمام حزب الغد بزعامة أيمن نور للائتلاف وسوف أبحث مع أعضاء الائتلاف فكرة دعوة الغد للانضمام إليه هذا أمر مهم خاصة في المرحلة المقبلة.
وما موقع الائتلاف من الجمعية الوطنية من أجل التغيير وعدم توجيه الدعوة إلي البرادعي للمشاركة في مؤتمر التعديلات الدستورية؟
- الموقف من الدكتور محمد البرادعي من قبل بعض الأحزاب الممثلة في الائتلاف اختلف كثيرا الآن وإن كان لا يحمل أي نوع من العداء، فإنه يحمل نوعاً من الفتور من قبل أحزاب الوفد والتجمع تحديدا ويمثل نقطة اختلاف كبيرة داخل الائتلاف.. لكن حزب الجبهة كان من البداية له رأي مختلف وهذا يرجع إلي طريقة تأسيسه الذي نشأ استجابة للحظة معينة في المجتمع المصري بعكس الأحزاب القديمة، ومن ثم قدرته علي التكيف مع ظاهرة البرادعي كانت أمراً منطقياً كذلك موقفه من الحركات السياسية.
هل الأحزاب السياسية استعلت علي التعامل مع البرادعي لأنه حقق زخما سياسيا وجماهيريا فشلوا هم في تحقيقه علي مدار السنوات الطويلة الماضية؟
- ممكن طبعا أن يكون هذا سببا، لكن هذا يفسر الموقف الأول من الأحزاب تجاه البرادعي، لكن الآن هناك إمكانية للتفاعل والتعامل معه، لكن تلك الأحزاب ليست لديها القدرة علي التكيف بسهولة مع هذا الوضع الجديد الذي فرض نفسه علي الساحة السياسية.
ماذا عن حزب الجبهة هل كان أذكي سياسيا في تعامله مع البرادعي.. بمعني أنه قرأ مبكرا حالة الزخم السياسي والجماهيري الذي سيصاحبه فبادر وأعلن موقفه الداعم له متفاعلا مع هذا الحراك؟
- ليس ذكاء سياسيا... لكن حزب الجبهة ليس محملا بميراث باقي الأحزاب السياسية وليست لديه حسابات سياسية تعوق دون التعامل مع البرادعي.
في الوقت الذي أخذ فيه «الوفد والتجمع والناصري» موقفاً معارضاً لشباب 6 أبريل وحركة كفاية كانت الجبهة داعماً رئيسياً لتلك الحركات فهل الجبهة أدرك الأخطاء التي وقعت فيها الأحزاب الكبيرة ويحاول تلافيها؟
- الجبهة جزء من حركة المعارضة المعاصرة... وشباب 6 ابريل أعضاء في حزب الجبهة.
ما ملامح حركة المعارضة المعاصرة في تصورك؟
- تلك الحركة التي تقوم علي الشباب الجديد وعندما نتحدث عن المعارضة لديهم فهي معارضة للنظام السياسي الحالي «نظام مبارك» لأنه هو النظام الذي عايشوه، لكن معارضة أحزاب مثل «التجمع- الوفد- الناصري» فهي معارضة أيديولوجية فكرية لها تأصيلها من قبل ثورة يوليو، رد بالتالي فحركة المعارضة المعاصرة الجديدة ليست لها جذور قديمة مثل تلك الأحزاب، ولكنها وليدة الواقع الحالي.
هل هذا يعني أن الأحزاب بشكلها القديم ومرجعيتها الأيديولوجية أصبحت غير قادرة علي استيعاب حركة المعارضة بشكلها الجديد؟
- هذه سمات معترف بها في دول العالم حيث هناك نوعان من الأحزاب «أحزاب جامدة وأخري مرنة» الحزب الجامد هو الذي لا يستطيع أن يتكيف مع المتغيرات الجديدة أما الحزب المرن فهو الأقدر علي التكيف، وأغلب الأحزاب الموجودة في مصر لا يمكن وصفها بالمرونة، وأكثر هذه الأحزاب جمودا هو الحزب الوطني، هذا إن اعترفنا به أصلا كحزب سياسي، أما بالنسبة لأحزاب الوفد والتجمع والناصري فأعتقد أنه وفقا للمعايير العلمية فإن أكثر تلك الأحزاب مرونة هو حزب التجمع ثم الوفد ثم الناصري.
أعتبر أن الوفد من الأحزاب التي لا تتمتع بمرونة كبيرة ذلك لأن أغلب قياداته الحزبية كبار في السن، ومن ثم يصعب عليهم تقبل أي شيء جديد أما حزب التجمع فبرغم كل مشكلاته فإن هناك قيادات شبابية ممثلة به، أما الناصري فهو أكثرهم تجمدا لأنه لا يمكن له أن يقبل أي نقد للحقبة الناصرية أو شخص عبد الناصر وهذا مناف لمعني المرونة التي تتطلب الاعتراف بالأخطاء، والمرونة من عدمها تؤثر علي استمرار الحزب في الحياة السياسية.
لماذا قررتم في حزب الجبهة مقاطعة الانتخابات المقبلة؟
- هذا قرار جاء في سياق إيمان حزب الجبهة مثله مثل باقي القوي السياسية الأخري أنه لا يمكن تصور أن تجري انتخابات نزيهة في ظل الدستور الحالي وغياب الرقابة والإشراف القضائي علي العملية الانتخابية، نحن نؤمن أن الانتخابات سوف تتم بالطريقة القديمة نفسها، لذلك إن كنا جادين في إحداث التغيير الديمقراطي فلابد من الضغط من أجل تحقيق مطالب المعارضة والمقاطعة هي إحدي آليات الضغط، لكنني أعلم أن هذه المقاطعة لن تكون مجدية إلا إذا كانت موقفا جماعيا متفقاً عليه من الجميع علي الأقل من قبل الأحزاب السياسية الرئيسية، لذا أناشد الأحزاب أن تعلن مقاطعتها الانتخابات المقبلة.
لكن باقي الأحزاب بالفعل بدأت داخل لجان محافظتها في إعداد قوائم مرشيحها في الانتخابات المقبلة وهذا يعني مشاركتها وليست المقاطعة؟
- هذا صحيح...لكن كل خيار له مزاياه وله عيوبه ونحن نعلم أن المقاطعة ستمنع دون مشاركة الجبهة في الانتخابات المقبلة وطرح أفكار الحزب في الشارع، لكننا الآن في لحظة تستوجب الضغط علي النظام السياسي وهنا تبني كل الأحزاب لهذا الموقف سيزيد من قوة تأثيره.
لكن ألا ترون أنكم تعجلتم في اتخاذ هذا القرار... بمعني أنه من الممكن أن يقوم النظام بإجراء التعديلات والتغييرات المطلوبة هل ستتراجعون في تلك اللحظة عن موقفكم؟
- بالطبع... سيتم التراجع في حالة التغيير.
كيف تقيم دور الجمعية الوطنية من أجل التغيير في اللحظة الراهنة؟
- الجمعية هي إطار سياسي جديد وحققت زخماً كبيراً ومهماً من دعوة دكتور البرادعي للتغيير، وإضافة مهمة للقوي الوطنية المطالبة بالتغيير، وتضم فئات كثيرة لم يسبق لها أن عبرت عن آرائها من خلال قنوات سياسية أخري، وعلي الجمعية تحد كبير عليها أن تقوم به حتي تشكل قوة حقيقية حقيقة للضغط السياسي وإلا ستتحول إلي مجرد تجمع للناس، ولابد أن تتحول إلي كيان تنظيمي بالمعني العلمي لها قيادة وناطق باسمها وبيانات تصدر عنها ومنسق لتحركات الجمعية في المحافظات، الجمعية لاتزال في مرحلة تطور ونضج تنظيمي وتحتاج بعض الوقت حتي تتحول إلي كيان تنظيمي مؤسسي، كما أنها نجحت في جذب مجموعة كبيرة من الشباب.
هل ظهور البرادعي علي الساحة السياسية أربك الحسابات السياسية للحزب الحاكم؟
- بالطبع.. لأن أهم ما قدمه البرادعي للرأي العام في مصر متعلق بقضية التوريث بمعني أنه عندما كان يثار الكلام حول من يخلف الرئيس مبارك كان يرد البعض إنه ليس هناك إلا جمال مبارك، لكن الآن الصورة اختلفت وأصبح هناك البرادعي مطروحاً.
هل هذا الظهور يعني تراجع الحزب الحاكم عن فكرة التوريث أم زاد من صعوبة حدوثه؟
- لم يتم التراجع عن الفكرة لكن من الممكن أنه زاد من صعوبة حدوثها خاصة في ظل وجود بديل أهم من جمال مبارك... فكل الذين يعارضون التوريث الآن لديهم بديلهم.
ومن الممكن في ظل وجود البرادعي أن يعاد النظر من قبل الحزب الوطني بشأن طرح جمال مبارك كمرشح للرئاسة..
أنت واحد من الذين يؤكدون أن مبارك سيكون المرشح المقبل للرئاسة.. كيف تري هذا الآن في ظل طرح البرادعي كأحد الأسماء المرشحة للرئاسة؟
- لن يغير شيئا ومبارك هو مرشح الحزب المقبل... وفكرة ترشح مبارك من عدمها هي أمر متعلق فقط بصحة الرئيس... لكن ظهور البرادعي لا يؤثر علي الرئيس مبارك شخصياً لكنه يؤثر علي جمال مبارك، كما أنه أثر علي الفرص التي كانت متاحة نظريا له...
والحديث عن اختيار نائب للرئيس ماذا يعني لك؟
- الحديث عن نائب الرئيس ليس في صالح جمال مبارك.
إذن من الذي يدفع في اتجاه تعيين نائب للرئيس؟
- الرئيس مبارك نفسه لأنني متصور أن الرئيس غير متحمس لنقل السلطة إلي جمال هذا ربما لأنه يشفق علي ابنه من مثل هذا الموقف.
من الشخصيات داخل الوطني التي تحلم فعلا بحكم مصر وتحاول بشتي الطرق دون نقل السلطة إلي جمال؟
- أمتنع عن الإجابة علي هذا السؤال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.