ضوابط تلقي التبرعات في الدعاية الانتخاببة وفقا لقانون مباشرة الحقوق السياسية    انتخابات النواب، تفاصيل مؤتمر جماهيري لدعم القائمة الوطنية بقطاع شرق الدلتا    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 15 نوفمبر 2025    وزير الري: تنفيذ 85% من مشروع المسار الناقل لمياه الصرف الزراعي للدلتا الجديد    قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل ثلاثة فلسطينيين ويداهم عدة منازل بنابلس    اللجنة المصرية بغزة: استجابة فورية لدعم مخيمات النزوح مع دخول الشتاء    وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 64 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    هشام حنفي: محمد صبري عاشق للزمالك وعشرة 40 عاما    مواعيد مباريات اليوم السبت 15 نوفمبر 2025 والقنوات الناقلة    الحماية المدنية تسيطر على حريق بمحل عطارة في بولاق الدكرور    تواجد أمني بمحيط محكمة إيتاي البارود تزامنًا مع محاكمة المتهم بالتعدي على تلميذ دمنهور    الطقس اليوم السبت.. تفاصيل حالة الجو ودرجات الحرارة المتوقعة    نانسي عجرم: أنا مدرسة قديمة مع بناتي في التربية وأحب الأصول.. وحياء البنت من الأنوثة    مصطفى كامل يكشف تطورات الحالة الصحية للفنان أحمد سعد    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    وزير الصحة يستقبل وفد البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية    إلى جانب القلب والسكري، دراسة حديثة تحذر من مرض قاتل بسبب السمنة    طريقة عمل بودينج البطاطا الحلوة، وصفة سهلة وغنية بالألياف    الرئيس الأمريكي: الولايات المتحدة ستجرى تجارب نووية قريبًا جدًا    اليوم.. نظر محاكمة 56 متهما بخلية التجمع    محاكمة خادمة بتهمة سرقة مخدومتها بالنزهة.. اليوم    رفع أسعار كروت شحن المحمول| شعبة الاتصالات تكشف "حقيقة أم شائعة"    مواجهات مرتقبة ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. السبت 15 نوفمبر 2025    ضبط المتهم بصفع مهندس بالمعاش والتسبب في مصرعه بالهرم    الاتجار في أدوية التأمين الصحي «جريمة»    إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها جائز شرعًا    حكم شراء سيارة بالتقسيط.. الإفتاء تُجيب    مناقشة رسالة دكتوراه بجامعة حلوان حول دور الرياضة في تعزيز الأمن القومي المصري    انفراد ل«آخرساعة» من قلب وادي السيليكون بأمريكا.. قناع ذكي يتحكم في أحلامك!    دعاء الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج وافتح لي أبواب رزقك    تفاصيل مشروعات السكنية والخدمية بحدائق أكتوبر    قتلى ومصابون باقتحام حافلة لمحطة ركاب في إستكهولم بالسويد (فيديو)    اشتباكات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    ترامب يعلن نيته اتخاذ إجراء قضائي ضد "بي بي سي" ويعلق على الرسوم الجمركية    أموال المصريين غنيمة للعسكر .. غرق مطروح بالأمطار الموسمية يفضح إهدار 2.4 مليار جنيه في كورنيش 2 كم!    استقرار سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري خلال تعاملات السبت 15 نوفمبر 2025    مناوشات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    مستشار الرئيس الفلسطيني: الطريق نحو السلام الحقيقي يمر عبر إقامة الدولة الفلسطينية    باحث في شؤون الأسرة يكشف مخاطر الصداقات غير المنضبطة بين الولد والبنت    عمرو عرفة يحتفل بزفاف ابنته بحضور ليلى علوي ومحمد ورامي إمام وحفيد الزعيم    جوائز برنامج دولة التلاوة.. 3.5 مليون جنيه الإجمالي (إنفوجراف)    "رقم واحد يا أنصاص" تضع محمد رمضان في ورطة.. تفاصيل    مسئول أمريكي: نزيد الضغط على أطراف الحرب بالسودان نحو محادثات لوقف القتال    صدمة في ريال مدريد.. فلورنتينو بيريز يتجه للتنحي    إلى موقعة الحسم.. ألمانيا تهزم لوكسمبورج قبل مواجهة سلوفاكيا على بطاقة التأهل    إبراهيم صلاح ل في الجول: أفضل اللعب أمام الأهلي عن الزمالك.. ونريد الوصول بعيدا في كأس مصر    فرنسا: 5 منصات تجارية تبيع منتجات غير مشروعة    شتيجن يطرق باب الرحيل.. ضغوط ألمانية تدفع حارس برشلونة نحو الرحيل في يناير    تصعيد جديد.. الصين تتوعد اليابان ب"هزيمة ساحقة" وتحذر مواطنيها من السفر    حسام حسن: هناك بعض الإيجابيات من الهزيمة أمام أوزبكستان    بيان من مستشفى الحسينية المركزي بالشرقية للرد على مزاعم حالات الوفيات الجماعية    نانسي عجرم عن ماجد الكدواني: بيضحكنى ويبكينى فى نفس الوقت    شمال سيناء.. قوافل لطرق أبواب الناخبين    رئيس الطب الوقائى: نوفر جميع التطعيمات حتى للاجئين فى منافذ الدخول لمصر    النصر يحسم لقب كأس السوبر للبوتشيا بجامعة المنوفية    تكافؤ الفرص بالشرقية تنفذ 9 ندوات توعوية لمناهضة العنف ضد المرأة    سنن الاستماع لخطبة الجمعة وآداب المسجد – دليلك للخشوع والفائدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغزالي حرب: الأحزاب السياسية الموجودة غير قادرة على التعامل مع حركة المعارضة
نشر في الدستور الأصلي يوم 30 - 04 - 2010

بعد ظهور الدكتور محمد البرادعي علي الساحة السياسية وتصاعد حالة الزخم والحراك السياسي التي صاحبت تأسيس الجمعية الوطنية من أجل التغيير التي يترأسها، بدت ملامح الخريطة السياسية تختلف كثيراً، لم يعد طرفاها فقط الحزب الحاكم والإخوان المسلمين، لكن هناك كثيراً من القوي والحركات التي ظهرت مؤخراً واختارت أن يكون لها دور ومن بينها حزب الجبهة الديمقراطية الذي اختار منذ البداية أن يكون شريكاً أساسياً في عملية التغيير عبر كل القنوات المتاحة أمامه حتي من خلال الجمعية الوطنية من أجل التغيير.
مواقف حزب الجبهة في الفترة الأخيرة جعلته من أهم الأحزاب السياسية الموجودة والتي ينتظر الجميع موقفها من كل القضايا، وهنا حقق الجبهة معادلة كان يصعب تحقيقها من قبل ألا وهي أن قوة الحزب تستمد من قوة تعامله مع الحراك السياسي الموجود وليس من دفاتر تاريخه القديمة.. عما يحدث علي الساحة السياسية الآن وتغيير ملامح الخريطة السياسية وموقف ائتلاف المعارضة من كل القضايا المطروحة وسلسلة اللقاءات التي عقدها الإخوان مع الأحزاب وتراجع الجبهة عن لقائه مع الإخوان: كل هذه القضايا كانت محل النقاش مع الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية فإلي نص الحوار..
كان من المفترض عقد لقاء يجمع بينكم وبين جماعة الإخوان المسلمين... وتم تحديد موعده لكن قبل عقد اللقاء بساعات صدر قرار من المكتب التنفيذي بتأجيله لأجل غير مسمي.... هذه صيغة دبلوماسية جداً تعني إلغاء الحوار؟
- اللقاء تم بناء علي طلب من الإخوان المسلمين ولم يكن لدي - أنا شخصياً - أي مانع وكنت أعتقد أن أعضاء الحزب لن يمانعوا، ولكن هذا اللقاء لابد في النهاية أن يتخذ بناء علي قرار أغلبية الحزب وهذه هي آلية العمل الديمقراطي داخل الجبهة، وبالفعل عرض الموضوع علي المكتب التنفيذي فكان رأي الأغلبية هو رفض الحوار، وهذا يرجع لأسباب تتعلق بأن الجبهة كحزب ليبرالي له آراء واضحة في الدولة المدنية والديمقراطية، وأعتقد أن الإخوان بحكم أيديولوجيتهم الفكرية يختلفون معنا في هذه الأفكار، كما أن هناك أسباباً أخري متعلقة بعدم توافق قطاعات كبيرة من المجتمع المدني سواء من الذين يؤمنون بالأفكار المدنية بفصل الدين عن السياسية أو من الأقباط مع أفكار الجماعة.
وبعد عرض وجهات نظر كل الأعضاء بين مؤيد ومعارض حسم الأمر برأي الأغلبية التي رفضت، لذلك لم يكن أمامي سوي الرضوخ للأغلبية، لأني لم أكن علي استعداد أن أضحي بالتماسك الحزبي من أجل لقاء مع الإخوان... وفي النهاية كان عليَّ احترام هذا القرار حتي لو كنت أنا شخصياً لا أري أن الحوار يعني الموافقة علي أفكار الإخوان.
لكن ما حدث يتناقض كثيرا مع موقفك بضرورة التنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين وذلك من أجل وحدة القوي السياسية؟
- موقفنا من الإخوان معلن في برنامج الحزب، نحن نختلف معهم ونعارض توجههم السياسي، ونعترف بهم كقوة سياسية موجودة فعلاً في الشارع المصري، لكن الحوار مع الإخوان كان له ثمن، بمعني أنه بعد لقاء الإخوان ببعض الأحزاب تسبب في وجود مشاكل وخلافات داخل تلك الأحزاب، وهذا ما كان سيحدث في حزب الجبهة لذلك لم يكن أمامي سوي اختيارين، إما أن أمضي قدماً في اللقاء وإن كنت أعتقد شخصياً أن هذا سيكون شيئاً إيجابياً، وإما أن أخضع لإرادة الأغلبية داخل المكتب التنفيذي، ومن ثم أحافظ علي تماسك الحزب وهذا ما اخترته.
هل مبادرة الإخوان لعقد لقاءات مع الأحزاب يعكس وجود رغبة داخل الجماعة الآن من أجل إعادة صياغة علاقاتهم السياسية؟
- الإخوان الآن تحكمهم الرغبة في المشاركة السياسية كمؤسسة شرعية من ثم يحاولون استكمال هذا من خلال عقد تلك اللقاءات، رغم ذلك إلا أني أري أنهم لم يبذلوا بعد القدر الكافي حتي يقدموا أنفسهم للنخبة السياسية المصرية كحزب سياسي مثل الحزب الحاكم في تركيا مثلاً لأنه مازالت هناك فجوة كبيرة جداً بينهما وفي تقديري أن الإخوان غير قادرين علي تقديم تنظيم سياسي له مرجعية إسلامية.. لأنهم لا يستطيعون التجاوب مع مقتضيات العملية الديمقراطية بالمعني المعاصر.
وهل نجح الإخوان في تحقيق ما يهدفون إليه؟ وكيف تقيم ما انتهت إليه اللقاءات الثلاثة التي جمعت الجماعة مع التجمع والوفد والناصري؟
- الذي طلب هذه اللقاءات الإخوان وليس الأحزاب، كما أن اتجاههم نحو بناء حزب سياسي كان عليهم التفاعل مع باقي الأحزاب والتعرف علي موقف ونظرة تلك الأحزاب للجماعة وهذا قطعاً سيساعدهم علي تقديم برنامج سياسي يلقي قبولا من الجماعة السياسية بشكل عام.
هل اختلفت تحركات الإخوان في عهد المرشد الحالي عن عهد عاكف؟
- هم يتجهون بالفعل بسرعة إلي أن يكونوا في شكل حزب سياسي، هل نجحوا في ذلك هذه قضية أخري، لكني أعتقد أنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح، لكنهم مازال أمامهم وقت طويل حتي ينجحوا بالفعل في تقديم حزب معاصر متسق مع القيم الديمقراطية بالمعني الكامل، وهذه مسألة تحتاج إلي بعض من الوقت والجهد الإضافي.
كما أن انطباعي عن لقاءاتهم مع الأحزاب هي عملية يمكن لنا أن نسميها تعديل وضعهم كفصيل سياسي داخل الحياة السياسية المصرية ويظهرون كحزب سياسي طبيعي لكن في نفس الوقت مع تمسكهم بالخلفية الإسلامية، لكن هذه الموازنة بين الخلفية الإسلامية ومقتضيات تحولهم إلي حزب سياسي ماتزال بحاجة لكثير من الوقت والجهد أيضاً.
فكرة تحولهم من جماعة إلي حزب ألن تلحق بهم كثيراً من الخسائر بمعني أنهم نجحوا في الحصول علي 88 مقعداً بالبرلمان وهو ما فشلت في تحقيقه الأحزاب.. وهذا يعكس مدي استفادة الجماعة من وضعها غير المعترف به من قبل النظام؟
- كل وضع له مزاياه وعيوبه.. لكني أتصور أنهم لا يقبلون وصفهم بالمحظورة وهي من أكثر الأشياء التي «تغيظ» أي إخواني هو وصف جماعته بالمحظورة، وهذا يعكس علي الأقل بشكل غير مباشر إلي كونهم جماعة غير شرعية، بالتالي إذا أردنا وضع عنوان كبير لما يجري الآن في الجماعة هو أنه اتجاه منظم جديد وواع من أجل اكتساب الشرعية الدستورية والقانونية وهذه بالطبع مسألة لها مزايا وعيوب، لكنهم في النهاية يسيرون في هذا الاتجاه، كما أن تحولهم إلي كيان سياسي شرعي يوفر لهم كثيراً من الحماية، فكلما اكتسبوا وضعاً شرعياً كلما كانت مهاجمته أصعب من كونه جماعة محظورة، لا مجال أمامهم إلا أن يكونوا حزباً سياسياً شرعياً وفق القواعد الدستورية والقانونية المتعارف عليها.
لو تحدثنا عن الائتلاف الذي يضم الجبهة والوفد والناصري والتجمع هل تري أنه كيان له معني ودور سياسي حقيقي؟ أم أنه لا يتجاوز كونه إطاراً شكلياً يجمع الأحزاب؟
- يجب ألا نبالغ في تصور ما كان مطلوباً من الائتلاف بشكل عام، هذا الائتلاف كان يهدف إلي التنسيق بين أحزاب المعارضة الرئيسية والحركات السياسية... كما أن لهذا الائتلاف تأثيراً مهماً عندما تقوم أحزاب الائتلاف في أي مكان بمؤتمر مشترك بالتأكيد ينطوي هذا علي حراك سياسي أكبر وأهم من أن يكون لكل حزب منفرد، ومن مزايا الائتلاف أيضا أنه لا يفرض قواعد تنظيمية صارمة علي الأحزاب الممثلة به فكل حزب وكل فرد في النهاية له كامل حرياته السياسية...
كما أن أبسط مبرر لوجود الائتلاف هو التوحد والتدعيم المتبادل بين تلك الأحزاب لمواجهة النظام السياسي القائم، وبالتالي هذه هي الوظيفة البديهية والمهمة التي يقوم بها.
لكن هذا التوحد في المواقف لمواجهة النظام السياسي أمر مشكوك في صحته ويتضارب تماماً مع ما ينشر عن صفقات بعض تلك الأحزاب الأعضاء في الائتلاف مع الحزب الحاكم؟
- من المؤكد أنه لو أخذنا هذا المثال في الاعتبار ولجوء البعض لعقد صفقات مع النظام فإنه في ظل الائتلاف سيكون عقد مثل تلك الصفقات أصعب، حيث يحمل نوعاً من الإحراج السياسي لأي حزب ينشر عنه خبر عقد صفقة مع النظام وهذا نوع من الضغط الأدبي.
لكن الائتلاف بوضعه الحالي لا يعكس علي الإطلاق ما أشرت إليه بشأن أهمية بقائه بمعني أن أحزاب مثل التجمع والوفد دائماً ما تطالها شبهة الدخول في صفقات مع النظام، والناصري منغمس في خلافاته الداخلية التي أبعدته عن الممارسة السياسية... هل الائتلاف بهذا الشكل قادر علي إنجاز أي شيء أو أن يكون حتي قوة ضغط أدبي؟
- اللحظة الراهنة هي لحظة مواجهة مع النظام وبالتالي أي إطار يساعد علي توحيد القوي فهو مهم، الآن لسنا في لحظة نملك فيها رفاهية الانشقاق أو الاختلاف بين القوي، وفي النهاية نتائج هذا الائتلاف إن لم تكن مفيدة لن تكون ضارة، فهو له طابع رمزي فقط، وأن كنت أطالب في الفترة المقبلة بتوسيع قاعدة هذا الائتلاف بضم أحزاب أخري.
لماذا لم تتم دعوة حزب الغد للدخول في هذا الائتلاف إن كان الهدف الحقيقي منه توسيع قاعدة التحالف بين أحزاب المعارضة؟
- أرحب بهذه الفكرة جداً وأنا شخصياً أتمني هذا وأرحب بانضمام حزب الغد بزعامة أيمن نور للائتلاف وسوف أبحث مع أعضاء الائتلاف فكرة دعوة الغد للانضمام إليه هذا أمر مهم خاصة في المرحلة المقبلة.
وما موقع الائتلاف من الجمعية الوطنية من أجل التغيير وعدم توجيه الدعوة إلي البرادعي للمشاركة في مؤتمر التعديلات الدستورية؟
- الموقف من الدكتور محمد البرادعي من قبل بعض الأحزاب الممثلة في الائتلاف اختلف كثيرا الآن وإن كان لا يحمل أي نوع من العداء، فإنه يحمل نوعاً من الفتور من قبل أحزاب الوفد والتجمع تحديدا ويمثل نقطة اختلاف كبيرة داخل الائتلاف.. لكن حزب الجبهة كان من البداية له رأي مختلف وهذا يرجع إلي طريقة تأسيسه الذي نشأ استجابة للحظة معينة في المجتمع المصري بعكس الأحزاب القديمة، ومن ثم قدرته علي التكيف مع ظاهرة البرادعي كانت أمراً منطقياً كذلك موقفه من الحركات السياسية.
هل الأحزاب السياسية استعلت علي التعامل مع البرادعي لأنه حقق زخما سياسيا وجماهيريا فشلوا هم في تحقيقه علي مدار السنوات الطويلة الماضية؟
- ممكن طبعا أن يكون هذا سببا، لكن هذا يفسر الموقف الأول من الأحزاب تجاه البرادعي، لكن الآن هناك إمكانية للتفاعل والتعامل معه، لكن تلك الأحزاب ليست لديها القدرة علي التكيف بسهولة مع هذا الوضع الجديد الذي فرض نفسه علي الساحة السياسية.
ماذا عن حزب الجبهة هل كان أذكي سياسيا في تعامله مع البرادعي.. بمعني أنه قرأ مبكرا حالة الزخم السياسي والجماهيري الذي سيصاحبه فبادر وأعلن موقفه الداعم له متفاعلا مع هذا الحراك؟
- ليس ذكاء سياسيا... لكن حزب الجبهة ليس محملا بميراث باقي الأحزاب السياسية وليست لديه حسابات سياسية تعوق دون التعامل مع البرادعي.
في الوقت الذي أخذ فيه «الوفد والتجمع والناصري» موقفاً معارضاً لشباب 6 أبريل وحركة كفاية كانت الجبهة داعماً رئيسياً لتلك الحركات فهل الجبهة أدرك الأخطاء التي وقعت فيها الأحزاب الكبيرة ويحاول تلافيها؟
- الجبهة جزء من حركة المعارضة المعاصرة... وشباب 6 ابريل أعضاء في حزب الجبهة.
ما ملامح حركة المعارضة المعاصرة في تصورك؟
- تلك الحركة التي تقوم علي الشباب الجديد وعندما نتحدث عن المعارضة لديهم فهي معارضة للنظام السياسي الحالي «نظام مبارك» لأنه هو النظام الذي عايشوه، لكن معارضة أحزاب مثل «التجمع- الوفد- الناصري» فهي معارضة أيديولوجية فكرية لها تأصيلها من قبل ثورة يوليو، رد بالتالي فحركة المعارضة المعاصرة الجديدة ليست لها جذور قديمة مثل تلك الأحزاب، ولكنها وليدة الواقع الحالي.
هل هذا يعني أن الأحزاب بشكلها القديم ومرجعيتها الأيديولوجية أصبحت غير قادرة علي استيعاب حركة المعارضة بشكلها الجديد؟
- هذه سمات معترف بها في دول العالم حيث هناك نوعان من الأحزاب «أحزاب جامدة وأخري مرنة» الحزب الجامد هو الذي لا يستطيع أن يتكيف مع المتغيرات الجديدة أما الحزب المرن فهو الأقدر علي التكيف، وأغلب الأحزاب الموجودة في مصر لا يمكن وصفها بالمرونة، وأكثر هذه الأحزاب جمودا هو الحزب الوطني، هذا إن اعترفنا به أصلا كحزب سياسي، أما بالنسبة لأحزاب الوفد والتجمع والناصري فأعتقد أنه وفقا للمعايير العلمية فإن أكثر تلك الأحزاب مرونة هو حزب التجمع ثم الوفد ثم الناصري.
أعتبر أن الوفد من الأحزاب التي لا تتمتع بمرونة كبيرة ذلك لأن أغلب قياداته الحزبية كبار في السن، ومن ثم يصعب عليهم تقبل أي شيء جديد أما حزب التجمع فبرغم كل مشكلاته فإن هناك قيادات شبابية ممثلة به، أما الناصري فهو أكثرهم تجمدا لأنه لا يمكن له أن يقبل أي نقد للحقبة الناصرية أو شخص عبد الناصر وهذا مناف لمعني المرونة التي تتطلب الاعتراف بالأخطاء، والمرونة من عدمها تؤثر علي استمرار الحزب في الحياة السياسية.
لماذا قررتم في حزب الجبهة مقاطعة الانتخابات المقبلة؟
- هذا قرار جاء في سياق إيمان حزب الجبهة مثله مثل باقي القوي السياسية الأخري أنه لا يمكن تصور أن تجري انتخابات نزيهة في ظل الدستور الحالي وغياب الرقابة والإشراف القضائي علي العملية الانتخابية، نحن نؤمن أن الانتخابات سوف تتم بالطريقة القديمة نفسها، لذلك إن كنا جادين في إحداث التغيير الديمقراطي فلابد من الضغط من أجل تحقيق مطالب المعارضة والمقاطعة هي إحدي آليات الضغط، لكنني أعلم أن هذه المقاطعة لن تكون مجدية إلا إذا كانت موقفا جماعيا متفقاً عليه من الجميع علي الأقل من قبل الأحزاب السياسية الرئيسية، لذا أناشد الأحزاب أن تعلن مقاطعتها الانتخابات المقبلة.
لكن باقي الأحزاب بالفعل بدأت داخل لجان محافظتها في إعداد قوائم مرشيحها في الانتخابات المقبلة وهذا يعني مشاركتها وليست المقاطعة؟
- هذا صحيح...لكن كل خيار له مزاياه وله عيوبه ونحن نعلم أن المقاطعة ستمنع دون مشاركة الجبهة في الانتخابات المقبلة وطرح أفكار الحزب في الشارع، لكننا الآن في لحظة تستوجب الضغط علي النظام السياسي وهنا تبني كل الأحزاب لهذا الموقف سيزيد من قوة تأثيره.
لكن ألا ترون أنكم تعجلتم في اتخاذ هذا القرار... بمعني أنه من الممكن أن يقوم النظام بإجراء التعديلات والتغييرات المطلوبة هل ستتراجعون في تلك اللحظة عن موقفكم؟
- بالطبع... سيتم التراجع في حالة التغيير.
كيف تقيم دور الجمعية الوطنية من أجل التغيير في اللحظة الراهنة؟
- الجمعية هي إطار سياسي جديد وحققت زخماً كبيراً ومهماً من دعوة دكتور البرادعي للتغيير، وإضافة مهمة للقوي الوطنية المطالبة بالتغيير، وتضم فئات كثيرة لم يسبق لها أن عبرت عن آرائها من خلال قنوات سياسية أخري، وعلي الجمعية تحد كبير عليها أن تقوم به حتي تشكل قوة حقيقية حقيقة للضغط السياسي وإلا ستتحول إلي مجرد تجمع للناس، ولابد أن تتحول إلي كيان تنظيمي بالمعني العلمي لها قيادة وناطق باسمها وبيانات تصدر عنها ومنسق لتحركات الجمعية في المحافظات، الجمعية لاتزال في مرحلة تطور ونضج تنظيمي وتحتاج بعض الوقت حتي تتحول إلي كيان تنظيمي مؤسسي، كما أنها نجحت في جذب مجموعة كبيرة من الشباب.
هل ظهور البرادعي علي الساحة السياسية أربك الحسابات السياسية للحزب الحاكم؟
- بالطبع.. لأن أهم ما قدمه البرادعي للرأي العام في مصر متعلق بقضية التوريث بمعني أنه عندما كان يثار الكلام حول من يخلف الرئيس مبارك كان يرد البعض إنه ليس هناك إلا جمال مبارك، لكن الآن الصورة اختلفت وأصبح هناك البرادعي مطروحاً.
هل هذا الظهور يعني تراجع الحزب الحاكم عن فكرة التوريث أم زاد من صعوبة حدوثه؟
- لم يتم التراجع عن الفكرة لكن من الممكن أنه زاد من صعوبة حدوثها خاصة في ظل وجود بديل أهم من جمال مبارك... فكل الذين يعارضون التوريث الآن لديهم بديلهم.
ومن الممكن في ظل وجود البرادعي أن يعاد النظر من قبل الحزب الوطني بشأن طرح جمال مبارك كمرشح للرئاسة..
أنت واحد من الذين يؤكدون أن مبارك سيكون المرشح المقبل للرئاسة.. كيف تري هذا الآن في ظل طرح البرادعي كأحد الأسماء المرشحة للرئاسة؟
- لن يغير شيئا ومبارك هو مرشح الحزب المقبل... وفكرة ترشح مبارك من عدمها هي أمر متعلق فقط بصحة الرئيس... لكن ظهور البرادعي لا يؤثر علي الرئيس مبارك شخصياً لكنه يؤثر علي جمال مبارك، كما أنه أثر علي الفرص التي كانت متاحة نظريا له...
والحديث عن اختيار نائب للرئيس ماذا يعني لك؟
- الحديث عن نائب الرئيس ليس في صالح جمال مبارك.
إذن من الذي يدفع في اتجاه تعيين نائب للرئيس؟
- الرئيس مبارك نفسه لأنني متصور أن الرئيس غير متحمس لنقل السلطة إلي جمال هذا ربما لأنه يشفق علي ابنه من مثل هذا الموقف.
من الشخصيات داخل الوطني التي تحلم فعلا بحكم مصر وتحاول بشتي الطرق دون نقل السلطة إلي جمال؟
- أمتنع عن الإجابة علي هذا السؤال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.