45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 17 مايو 2024    مدفعية الاحتلال تستهدف محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة    طائرات الاحتلال تطلق النيران بشكل مكثف على مناطق متفرقة في مخيم جباليا    قلق في إسرائيل بعد إعلان أمريكا التخلي عنها.. ماذا يحدث؟    غدا.. بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني للشهادة الإعدادية في البحر الأحمر    استئناف الرحلات والأنشطة البحرية والغطس في الغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية    «الأرصاد» تكشف طقس الأيام المقبلة.. موجة حارة وارتفاع درجات الحرارة    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    باسم سمرة يروج لفيلمه الجديد «اللعب مع العيال»: «انتظروني في عيد الاضحى»    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. نور بين الجمعتين    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    موعد مباراة ضمك والفيحاء في الدوري السعودي    عاجل - حالة الطقس اليوم.. الأرصاد تعلن تفاصيل درجات الحرارة في محافظة أسيوط والصغرى تصل ل22 درجة    «قضايا اغتصاب واعتداء».. بسمة وهبة تفضح «أوبر» بالصوت والصورة (فيديو)    بسبب زيادة حوادث الطرق.. الأبرياء يدفعون ثمن جرائم جنون السرعة    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة وأكثر من 30 ألف مسيرة    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الجمعة 17 مايو 2024    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    لبلبة: عادل إمام أحلى إنسان في حياتي (فيديو)    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    وقوع زلازل عنيفة بدءا من اليوم: تستمر حتى 23 مايو    أضرار السكريات،على الأطفال    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    محافظ جنوب سيناء ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل منطقة أبو جالوم بنويبع    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    في خدمتك| تعرف على موعد تشغيل قطارات العلاوة الخاصة بعيد الأضحى المبارك    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغزالي حرب: الأحزاب السياسية الموجودة غير قادرة على التعامل مع حركة المعارضة
نشر في الدستور الأصلي يوم 30 - 04 - 2010

بعد ظهور الدكتور محمد البرادعي علي الساحة السياسية وتصاعد حالة الزخم والحراك السياسي التي صاحبت تأسيس الجمعية الوطنية من أجل التغيير التي يترأسها، بدت ملامح الخريطة السياسية تختلف كثيراً، لم يعد طرفاها فقط الحزب الحاكم والإخوان المسلمين، لكن هناك كثيراً من القوي والحركات التي ظهرت مؤخراً واختارت أن يكون لها دور ومن بينها حزب الجبهة الديمقراطية الذي اختار منذ البداية أن يكون شريكاً أساسياً في عملية التغيير عبر كل القنوات المتاحة أمامه حتي من خلال الجمعية الوطنية من أجل التغيير.
مواقف حزب الجبهة في الفترة الأخيرة جعلته من أهم الأحزاب السياسية الموجودة والتي ينتظر الجميع موقفها من كل القضايا، وهنا حقق الجبهة معادلة كان يصعب تحقيقها من قبل ألا وهي أن قوة الحزب تستمد من قوة تعامله مع الحراك السياسي الموجود وليس من دفاتر تاريخه القديمة.. عما يحدث علي الساحة السياسية الآن وتغيير ملامح الخريطة السياسية وموقف ائتلاف المعارضة من كل القضايا المطروحة وسلسلة اللقاءات التي عقدها الإخوان مع الأحزاب وتراجع الجبهة عن لقائه مع الإخوان: كل هذه القضايا كانت محل النقاش مع الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية فإلي نص الحوار..
كان من المفترض عقد لقاء يجمع بينكم وبين جماعة الإخوان المسلمين... وتم تحديد موعده لكن قبل عقد اللقاء بساعات صدر قرار من المكتب التنفيذي بتأجيله لأجل غير مسمي.... هذه صيغة دبلوماسية جداً تعني إلغاء الحوار؟
- اللقاء تم بناء علي طلب من الإخوان المسلمين ولم يكن لدي - أنا شخصياً - أي مانع وكنت أعتقد أن أعضاء الحزب لن يمانعوا، ولكن هذا اللقاء لابد في النهاية أن يتخذ بناء علي قرار أغلبية الحزب وهذه هي آلية العمل الديمقراطي داخل الجبهة، وبالفعل عرض الموضوع علي المكتب التنفيذي فكان رأي الأغلبية هو رفض الحوار، وهذا يرجع لأسباب تتعلق بأن الجبهة كحزب ليبرالي له آراء واضحة في الدولة المدنية والديمقراطية، وأعتقد أن الإخوان بحكم أيديولوجيتهم الفكرية يختلفون معنا في هذه الأفكار، كما أن هناك أسباباً أخري متعلقة بعدم توافق قطاعات كبيرة من المجتمع المدني سواء من الذين يؤمنون بالأفكار المدنية بفصل الدين عن السياسية أو من الأقباط مع أفكار الجماعة.
وبعد عرض وجهات نظر كل الأعضاء بين مؤيد ومعارض حسم الأمر برأي الأغلبية التي رفضت، لذلك لم يكن أمامي سوي الرضوخ للأغلبية، لأني لم أكن علي استعداد أن أضحي بالتماسك الحزبي من أجل لقاء مع الإخوان... وفي النهاية كان عليَّ احترام هذا القرار حتي لو كنت أنا شخصياً لا أري أن الحوار يعني الموافقة علي أفكار الإخوان.
لكن ما حدث يتناقض كثيرا مع موقفك بضرورة التنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين وذلك من أجل وحدة القوي السياسية؟
- موقفنا من الإخوان معلن في برنامج الحزب، نحن نختلف معهم ونعارض توجههم السياسي، ونعترف بهم كقوة سياسية موجودة فعلاً في الشارع المصري، لكن الحوار مع الإخوان كان له ثمن، بمعني أنه بعد لقاء الإخوان ببعض الأحزاب تسبب في وجود مشاكل وخلافات داخل تلك الأحزاب، وهذا ما كان سيحدث في حزب الجبهة لذلك لم يكن أمامي سوي اختيارين، إما أن أمضي قدماً في اللقاء وإن كنت أعتقد شخصياً أن هذا سيكون شيئاً إيجابياً، وإما أن أخضع لإرادة الأغلبية داخل المكتب التنفيذي، ومن ثم أحافظ علي تماسك الحزب وهذا ما اخترته.
هل مبادرة الإخوان لعقد لقاءات مع الأحزاب يعكس وجود رغبة داخل الجماعة الآن من أجل إعادة صياغة علاقاتهم السياسية؟
- الإخوان الآن تحكمهم الرغبة في المشاركة السياسية كمؤسسة شرعية من ثم يحاولون استكمال هذا من خلال عقد تلك اللقاءات، رغم ذلك إلا أني أري أنهم لم يبذلوا بعد القدر الكافي حتي يقدموا أنفسهم للنخبة السياسية المصرية كحزب سياسي مثل الحزب الحاكم في تركيا مثلاً لأنه مازالت هناك فجوة كبيرة جداً بينهما وفي تقديري أن الإخوان غير قادرين علي تقديم تنظيم سياسي له مرجعية إسلامية.. لأنهم لا يستطيعون التجاوب مع مقتضيات العملية الديمقراطية بالمعني المعاصر.
وهل نجح الإخوان في تحقيق ما يهدفون إليه؟ وكيف تقيم ما انتهت إليه اللقاءات الثلاثة التي جمعت الجماعة مع التجمع والوفد والناصري؟
- الذي طلب هذه اللقاءات الإخوان وليس الأحزاب، كما أن اتجاههم نحو بناء حزب سياسي كان عليهم التفاعل مع باقي الأحزاب والتعرف علي موقف ونظرة تلك الأحزاب للجماعة وهذا قطعاً سيساعدهم علي تقديم برنامج سياسي يلقي قبولا من الجماعة السياسية بشكل عام.
هل اختلفت تحركات الإخوان في عهد المرشد الحالي عن عهد عاكف؟
- هم يتجهون بالفعل بسرعة إلي أن يكونوا في شكل حزب سياسي، هل نجحوا في ذلك هذه قضية أخري، لكني أعتقد أنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح، لكنهم مازال أمامهم وقت طويل حتي ينجحوا بالفعل في تقديم حزب معاصر متسق مع القيم الديمقراطية بالمعني الكامل، وهذه مسألة تحتاج إلي بعض من الوقت والجهد الإضافي.
كما أن انطباعي عن لقاءاتهم مع الأحزاب هي عملية يمكن لنا أن نسميها تعديل وضعهم كفصيل سياسي داخل الحياة السياسية المصرية ويظهرون كحزب سياسي طبيعي لكن في نفس الوقت مع تمسكهم بالخلفية الإسلامية، لكن هذه الموازنة بين الخلفية الإسلامية ومقتضيات تحولهم إلي حزب سياسي ماتزال بحاجة لكثير من الوقت والجهد أيضاً.
فكرة تحولهم من جماعة إلي حزب ألن تلحق بهم كثيراً من الخسائر بمعني أنهم نجحوا في الحصول علي 88 مقعداً بالبرلمان وهو ما فشلت في تحقيقه الأحزاب.. وهذا يعكس مدي استفادة الجماعة من وضعها غير المعترف به من قبل النظام؟
- كل وضع له مزاياه وعيوبه.. لكني أتصور أنهم لا يقبلون وصفهم بالمحظورة وهي من أكثر الأشياء التي «تغيظ» أي إخواني هو وصف جماعته بالمحظورة، وهذا يعكس علي الأقل بشكل غير مباشر إلي كونهم جماعة غير شرعية، بالتالي إذا أردنا وضع عنوان كبير لما يجري الآن في الجماعة هو أنه اتجاه منظم جديد وواع من أجل اكتساب الشرعية الدستورية والقانونية وهذه بالطبع مسألة لها مزايا وعيوب، لكنهم في النهاية يسيرون في هذا الاتجاه، كما أن تحولهم إلي كيان سياسي شرعي يوفر لهم كثيراً من الحماية، فكلما اكتسبوا وضعاً شرعياً كلما كانت مهاجمته أصعب من كونه جماعة محظورة، لا مجال أمامهم إلا أن يكونوا حزباً سياسياً شرعياً وفق القواعد الدستورية والقانونية المتعارف عليها.
لو تحدثنا عن الائتلاف الذي يضم الجبهة والوفد والناصري والتجمع هل تري أنه كيان له معني ودور سياسي حقيقي؟ أم أنه لا يتجاوز كونه إطاراً شكلياً يجمع الأحزاب؟
- يجب ألا نبالغ في تصور ما كان مطلوباً من الائتلاف بشكل عام، هذا الائتلاف كان يهدف إلي التنسيق بين أحزاب المعارضة الرئيسية والحركات السياسية... كما أن لهذا الائتلاف تأثيراً مهماً عندما تقوم أحزاب الائتلاف في أي مكان بمؤتمر مشترك بالتأكيد ينطوي هذا علي حراك سياسي أكبر وأهم من أن يكون لكل حزب منفرد، ومن مزايا الائتلاف أيضا أنه لا يفرض قواعد تنظيمية صارمة علي الأحزاب الممثلة به فكل حزب وكل فرد في النهاية له كامل حرياته السياسية...
كما أن أبسط مبرر لوجود الائتلاف هو التوحد والتدعيم المتبادل بين تلك الأحزاب لمواجهة النظام السياسي القائم، وبالتالي هذه هي الوظيفة البديهية والمهمة التي يقوم بها.
لكن هذا التوحد في المواقف لمواجهة النظام السياسي أمر مشكوك في صحته ويتضارب تماماً مع ما ينشر عن صفقات بعض تلك الأحزاب الأعضاء في الائتلاف مع الحزب الحاكم؟
- من المؤكد أنه لو أخذنا هذا المثال في الاعتبار ولجوء البعض لعقد صفقات مع النظام فإنه في ظل الائتلاف سيكون عقد مثل تلك الصفقات أصعب، حيث يحمل نوعاً من الإحراج السياسي لأي حزب ينشر عنه خبر عقد صفقة مع النظام وهذا نوع من الضغط الأدبي.
لكن الائتلاف بوضعه الحالي لا يعكس علي الإطلاق ما أشرت إليه بشأن أهمية بقائه بمعني أن أحزاب مثل التجمع والوفد دائماً ما تطالها شبهة الدخول في صفقات مع النظام، والناصري منغمس في خلافاته الداخلية التي أبعدته عن الممارسة السياسية... هل الائتلاف بهذا الشكل قادر علي إنجاز أي شيء أو أن يكون حتي قوة ضغط أدبي؟
- اللحظة الراهنة هي لحظة مواجهة مع النظام وبالتالي أي إطار يساعد علي توحيد القوي فهو مهم، الآن لسنا في لحظة نملك فيها رفاهية الانشقاق أو الاختلاف بين القوي، وفي النهاية نتائج هذا الائتلاف إن لم تكن مفيدة لن تكون ضارة، فهو له طابع رمزي فقط، وأن كنت أطالب في الفترة المقبلة بتوسيع قاعدة هذا الائتلاف بضم أحزاب أخري.
لماذا لم تتم دعوة حزب الغد للدخول في هذا الائتلاف إن كان الهدف الحقيقي منه توسيع قاعدة التحالف بين أحزاب المعارضة؟
- أرحب بهذه الفكرة جداً وأنا شخصياً أتمني هذا وأرحب بانضمام حزب الغد بزعامة أيمن نور للائتلاف وسوف أبحث مع أعضاء الائتلاف فكرة دعوة الغد للانضمام إليه هذا أمر مهم خاصة في المرحلة المقبلة.
وما موقع الائتلاف من الجمعية الوطنية من أجل التغيير وعدم توجيه الدعوة إلي البرادعي للمشاركة في مؤتمر التعديلات الدستورية؟
- الموقف من الدكتور محمد البرادعي من قبل بعض الأحزاب الممثلة في الائتلاف اختلف كثيرا الآن وإن كان لا يحمل أي نوع من العداء، فإنه يحمل نوعاً من الفتور من قبل أحزاب الوفد والتجمع تحديدا ويمثل نقطة اختلاف كبيرة داخل الائتلاف.. لكن حزب الجبهة كان من البداية له رأي مختلف وهذا يرجع إلي طريقة تأسيسه الذي نشأ استجابة للحظة معينة في المجتمع المصري بعكس الأحزاب القديمة، ومن ثم قدرته علي التكيف مع ظاهرة البرادعي كانت أمراً منطقياً كذلك موقفه من الحركات السياسية.
هل الأحزاب السياسية استعلت علي التعامل مع البرادعي لأنه حقق زخما سياسيا وجماهيريا فشلوا هم في تحقيقه علي مدار السنوات الطويلة الماضية؟
- ممكن طبعا أن يكون هذا سببا، لكن هذا يفسر الموقف الأول من الأحزاب تجاه البرادعي، لكن الآن هناك إمكانية للتفاعل والتعامل معه، لكن تلك الأحزاب ليست لديها القدرة علي التكيف بسهولة مع هذا الوضع الجديد الذي فرض نفسه علي الساحة السياسية.
ماذا عن حزب الجبهة هل كان أذكي سياسيا في تعامله مع البرادعي.. بمعني أنه قرأ مبكرا حالة الزخم السياسي والجماهيري الذي سيصاحبه فبادر وأعلن موقفه الداعم له متفاعلا مع هذا الحراك؟
- ليس ذكاء سياسيا... لكن حزب الجبهة ليس محملا بميراث باقي الأحزاب السياسية وليست لديه حسابات سياسية تعوق دون التعامل مع البرادعي.
في الوقت الذي أخذ فيه «الوفد والتجمع والناصري» موقفاً معارضاً لشباب 6 أبريل وحركة كفاية كانت الجبهة داعماً رئيسياً لتلك الحركات فهل الجبهة أدرك الأخطاء التي وقعت فيها الأحزاب الكبيرة ويحاول تلافيها؟
- الجبهة جزء من حركة المعارضة المعاصرة... وشباب 6 ابريل أعضاء في حزب الجبهة.
ما ملامح حركة المعارضة المعاصرة في تصورك؟
- تلك الحركة التي تقوم علي الشباب الجديد وعندما نتحدث عن المعارضة لديهم فهي معارضة للنظام السياسي الحالي «نظام مبارك» لأنه هو النظام الذي عايشوه، لكن معارضة أحزاب مثل «التجمع- الوفد- الناصري» فهي معارضة أيديولوجية فكرية لها تأصيلها من قبل ثورة يوليو، رد بالتالي فحركة المعارضة المعاصرة الجديدة ليست لها جذور قديمة مثل تلك الأحزاب، ولكنها وليدة الواقع الحالي.
هل هذا يعني أن الأحزاب بشكلها القديم ومرجعيتها الأيديولوجية أصبحت غير قادرة علي استيعاب حركة المعارضة بشكلها الجديد؟
- هذه سمات معترف بها في دول العالم حيث هناك نوعان من الأحزاب «أحزاب جامدة وأخري مرنة» الحزب الجامد هو الذي لا يستطيع أن يتكيف مع المتغيرات الجديدة أما الحزب المرن فهو الأقدر علي التكيف، وأغلب الأحزاب الموجودة في مصر لا يمكن وصفها بالمرونة، وأكثر هذه الأحزاب جمودا هو الحزب الوطني، هذا إن اعترفنا به أصلا كحزب سياسي، أما بالنسبة لأحزاب الوفد والتجمع والناصري فأعتقد أنه وفقا للمعايير العلمية فإن أكثر تلك الأحزاب مرونة هو حزب التجمع ثم الوفد ثم الناصري.
أعتبر أن الوفد من الأحزاب التي لا تتمتع بمرونة كبيرة ذلك لأن أغلب قياداته الحزبية كبار في السن، ومن ثم يصعب عليهم تقبل أي شيء جديد أما حزب التجمع فبرغم كل مشكلاته فإن هناك قيادات شبابية ممثلة به، أما الناصري فهو أكثرهم تجمدا لأنه لا يمكن له أن يقبل أي نقد للحقبة الناصرية أو شخص عبد الناصر وهذا مناف لمعني المرونة التي تتطلب الاعتراف بالأخطاء، والمرونة من عدمها تؤثر علي استمرار الحزب في الحياة السياسية.
لماذا قررتم في حزب الجبهة مقاطعة الانتخابات المقبلة؟
- هذا قرار جاء في سياق إيمان حزب الجبهة مثله مثل باقي القوي السياسية الأخري أنه لا يمكن تصور أن تجري انتخابات نزيهة في ظل الدستور الحالي وغياب الرقابة والإشراف القضائي علي العملية الانتخابية، نحن نؤمن أن الانتخابات سوف تتم بالطريقة القديمة نفسها، لذلك إن كنا جادين في إحداث التغيير الديمقراطي فلابد من الضغط من أجل تحقيق مطالب المعارضة والمقاطعة هي إحدي آليات الضغط، لكنني أعلم أن هذه المقاطعة لن تكون مجدية إلا إذا كانت موقفا جماعيا متفقاً عليه من الجميع علي الأقل من قبل الأحزاب السياسية الرئيسية، لذا أناشد الأحزاب أن تعلن مقاطعتها الانتخابات المقبلة.
لكن باقي الأحزاب بالفعل بدأت داخل لجان محافظتها في إعداد قوائم مرشيحها في الانتخابات المقبلة وهذا يعني مشاركتها وليست المقاطعة؟
- هذا صحيح...لكن كل خيار له مزاياه وله عيوبه ونحن نعلم أن المقاطعة ستمنع دون مشاركة الجبهة في الانتخابات المقبلة وطرح أفكار الحزب في الشارع، لكننا الآن في لحظة تستوجب الضغط علي النظام السياسي وهنا تبني كل الأحزاب لهذا الموقف سيزيد من قوة تأثيره.
لكن ألا ترون أنكم تعجلتم في اتخاذ هذا القرار... بمعني أنه من الممكن أن يقوم النظام بإجراء التعديلات والتغييرات المطلوبة هل ستتراجعون في تلك اللحظة عن موقفكم؟
- بالطبع... سيتم التراجع في حالة التغيير.
كيف تقيم دور الجمعية الوطنية من أجل التغيير في اللحظة الراهنة؟
- الجمعية هي إطار سياسي جديد وحققت زخماً كبيراً ومهماً من دعوة دكتور البرادعي للتغيير، وإضافة مهمة للقوي الوطنية المطالبة بالتغيير، وتضم فئات كثيرة لم يسبق لها أن عبرت عن آرائها من خلال قنوات سياسية أخري، وعلي الجمعية تحد كبير عليها أن تقوم به حتي تشكل قوة حقيقية حقيقة للضغط السياسي وإلا ستتحول إلي مجرد تجمع للناس، ولابد أن تتحول إلي كيان تنظيمي بالمعني العلمي لها قيادة وناطق باسمها وبيانات تصدر عنها ومنسق لتحركات الجمعية في المحافظات، الجمعية لاتزال في مرحلة تطور ونضج تنظيمي وتحتاج بعض الوقت حتي تتحول إلي كيان تنظيمي مؤسسي، كما أنها نجحت في جذب مجموعة كبيرة من الشباب.
هل ظهور البرادعي علي الساحة السياسية أربك الحسابات السياسية للحزب الحاكم؟
- بالطبع.. لأن أهم ما قدمه البرادعي للرأي العام في مصر متعلق بقضية التوريث بمعني أنه عندما كان يثار الكلام حول من يخلف الرئيس مبارك كان يرد البعض إنه ليس هناك إلا جمال مبارك، لكن الآن الصورة اختلفت وأصبح هناك البرادعي مطروحاً.
هل هذا الظهور يعني تراجع الحزب الحاكم عن فكرة التوريث أم زاد من صعوبة حدوثه؟
- لم يتم التراجع عن الفكرة لكن من الممكن أنه زاد من صعوبة حدوثها خاصة في ظل وجود بديل أهم من جمال مبارك... فكل الذين يعارضون التوريث الآن لديهم بديلهم.
ومن الممكن في ظل وجود البرادعي أن يعاد النظر من قبل الحزب الوطني بشأن طرح جمال مبارك كمرشح للرئاسة..
أنت واحد من الذين يؤكدون أن مبارك سيكون المرشح المقبل للرئاسة.. كيف تري هذا الآن في ظل طرح البرادعي كأحد الأسماء المرشحة للرئاسة؟
- لن يغير شيئا ومبارك هو مرشح الحزب المقبل... وفكرة ترشح مبارك من عدمها هي أمر متعلق فقط بصحة الرئيس... لكن ظهور البرادعي لا يؤثر علي الرئيس مبارك شخصياً لكنه يؤثر علي جمال مبارك، كما أنه أثر علي الفرص التي كانت متاحة نظريا له...
والحديث عن اختيار نائب للرئيس ماذا يعني لك؟
- الحديث عن نائب الرئيس ليس في صالح جمال مبارك.
إذن من الذي يدفع في اتجاه تعيين نائب للرئيس؟
- الرئيس مبارك نفسه لأنني متصور أن الرئيس غير متحمس لنقل السلطة إلي جمال هذا ربما لأنه يشفق علي ابنه من مثل هذا الموقف.
من الشخصيات داخل الوطني التي تحلم فعلا بحكم مصر وتحاول بشتي الطرق دون نقل السلطة إلي جمال؟
- أمتنع عن الإجابة علي هذا السؤال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.